سيده تحمل طفلا رضيعا ..تقف منهكه يبدو عليها التعب والارهاق ..علقت حقيبه ثقيله في كتفها بها مستلزمات الطفل غير قادرة على تجفيف عرقها ...
رجل عجوز يتقدم بنصف الخطوة لا تكاد قدماه تحملانه ..على وجهه اثار الزمن وعجاج السنيين .. يتحسس الارض باقدامه الى ان يستقر في ركن جانبي ..
امراءة ضعف بصرها وكاد يختفي جسدها نحيل تخترق الصفوف والوقوف الى ان تجد مكانا لموضع قدم تمسك بأي شيئ خشيه السقوط ...
تلك بعض المشاهد التي رأيتها ومازلنا نراها في مترو الانفاق وتتكرر كل لحظه ومعها تجد فتيه وشبان وشابات يجلسون وبعضهم يضعون ساقا على ساق والكل غرق في الحديث مع من بجوارة أو في سماع الاغاني التافهه والساقطه والموسيقى الصاخبه من الموبايل او اي جهاز اخر ..وغيرهما شارد الفكر يحملق في لا شيئ . وغيرهم يتفحص وجوه الركاب من حوله ولكن اي من هؤلاء لا يهب من مقعده وليجلس واحدا من أصحاب هذه الحالات ..
وللاسف ضاعت الشهامه وماتت النخوة وتدهورت الاخلاق .
ليس فقط هذا ولكن ايضا من المشاهد المزعجه التي تثير الغضب والاشمئزاز أن تجد الشاب وقد التصق بفتاه يتحدثان بهمس ولمز ولمس ..وكأنهما في جزيرة معزوله ليس فيها سواهما متجاهلين كل من حولهما . ولا يخلو الامر من ضحكه صاخبه تجلجل وتوقظ النائمين مفزوعين .. ولقد ضاع الحياء .
ولامر لا يقتصر على ذلك بل تجد ايضا المقاعد الطوليه التي تكفي لثمانيه اشخاص فأحيانا يأتي ثلاثه ويحتلون مكان أربعه أشخاص ولا يخجلون ويتفسحون لشخص متعب او رجل مسن او امراءة معاقه وقد نسوا قول الله تعالى ( يأيها الذين أمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم )
حقيقه اننا نعاني من أزمه اخلاق