على الرغم من أن عيد الأضحى وعيد الفطر هما العيدان الأساسيان بالنسبة للمسلمين إلا أن فرحة العيد ضاعت وسط زحمة وأعباء الحياة والعمل واللهث وراء المادة وتفكك صلة الرحم فضاعت كثير من مظاهر العيد الجميلة التي كنا نشعر بها في الماضي ولا يشعر بها أطفالنا هذه الأيام.
هناك العديد من الأسباب وراء انخفاض الاحساس ببهجة العيد رغم أهمية وقدسية هذه الأيام المباركة وقبل استعراض تلك الأسباب وأهمها طبيعة الحياة العصرية التي ندفع ضريبتها في كل أمور حياتنا.
كيف يرى الناس مظاهر هذا العيد؟ وما الذي افتقدوه عن السابق من مظاهر ومشاعر؟
فرحة العيد..بين الماضي والحاضر
ليس هناك أي مظاهر استعداد للاحتفالات بعيد الاضحى الأمر الذي يشعر البعض بخيبة الأمل لأننا لا نعرف كيف نفرح أو نبث الفرحة في نفوس أبنائنا.
و لا يعرف المسلمون كيف يعيشون فرحة العيد ففي الغرب نرى اهتماما كبيرا بالأعياد ويشعرون أطفالهم ببهجة المناسبة فيقدمون لهم الهدايا ويقيمون الاحتفالات ويمنح التجار في هذه المناسبات الخصومات على السلع والبضائع بينما يتسابق التجار في بلادنا إلى رفع الأسعار بدلا من تخفيضها.
نحن كمسلمين لا بد وأن نحافظ على مظاهر وفرحة العيد كي يستمتع به أطفالنا وقد يكون السبب في تلاشي الكثير من مظاهر أعياد المسلمين يعود إلى هموم الدنيا وأعباء العمل وتغير واقع الحياة عما كانت عليه وافتقادنا للبساطة والتسامح مما جعل المشاعر يوم العيد تختلف عما مضى ولم يعد الناس يجتمعون بقلوب صافية كما كان يحدث في السابق حيث كان الخلاف يزول تماما من النفوس وتتضافر القلوب عندما تتجمع الأسرة في العيد فيتناسى أفرادها تماما أي خلاف مهما كان كبيرا فيكون العيد عيدا حقيقيا يملؤه الحب و الفرحة.
أختفاء الإحساس بالفرح
أن فرحة العيد والإحساس به يتلاشيان عاما بعد عام حتى أصبح اليوم مثله مثل أي يوم من أيام عطلة نهاية الأسبوع فلم يعد مبهجا لان مظاهره لم تعد موجودة.
كانت زيارات العيد والعيادي في السابق أمرا أساسيا وكانت البيوت العربية حافلة بالزيارات الاجتماعية والمعايدات التي تبدأ صبيحة يوم العيد وتمتد حتى آخر الليل أما اليوم فأصبحت الزيارات قليلة جدا وتقتصر على الأهل لأن طبيعة الحياة الاجتماعية اختلفت كثيرا عن السابق حيث اختصر الناس كثيرا من علاقاتهم وأصبحت تقتصر على الأقرباء جدا مثل الوالدين وأقرباء الدرجة الأولى فقط.
ومعظم الأسر أصبحت تنطوي على نفسها وتنعزل وتؤثر الخروج مع أبنائها للتنزه أو الذهاب إلى المطاعم أو أماكن العاب الأطفال وتفعل الأسرة ذلك بشكل تلقائي كل عطلة نهاية الأسبوع لذلك لم يعد للعيد طعم حيث اختفت مظاهر العيد التقليدية والتئام الأسرة الكبيرة من الأعمام والأخوال والخالات وأولادهم وزيارة الجيران والأصدقاء وأهل المنطقة مما جعل العيد يفتقر إلى الألفة والترابط الاجتماعي حيث يكتفي الكثير من الأسر بزيارة الوالدين والأخوة فقط.
ونتيجة هذا الجفاء وبعد الناس بعضهم عن بعض أصبح هناك نوع من التباعد وضاع التراحم بين الناس الذي هو أسمى ما نادى به ديننا لهذا لم يعد العيد عيدا لان الفرحة تأتي مع الاختلاط بالناس ولهذا حث ديننا على خروج المسلمين كافة بمن فيهم النساء والصغار لاداء صلاة العيد للتلاقي والتراحم والشعور بفرحة.
بينما ترى مروة صلاح - باحثة أجتماعية – أن من أهم أسباب عدم الشعور بالعيد هو عدم تطبيق شريعتنا السامية في وصل صلة الرحم ربما بسبب اللهاث وراء المادة مما جعل الترابط الأسري يتفكك تدريجيا حتى أصبح الذي يسعى إلى الحفاظ على التواصل يفعل ذلك كواجب وليس عن حب حقيقي.
العيد يحلى .. بالاهل والاصحاب
إن الأنانية واهتمام الإنسان بنفسه جعلا العيد يفتقر إلى أسباب البهجة لابتعاد الناس بعضهم عن بعض واهتمام كل فرد بنفسه وبعائلته الصغيرة فحسب و أضافت ان الانسان لا يشعر بالعيد مادام بعيدا عن بلاده وأهله لأنه لن يشعر (بلمة) العيد.
ان أجمل مظهر من مظاهر الاحتفال بالعيد هو كحك العيد الذي كنا نشتريه قبل أسبوعين من العيد واختفى هذا المظهر تقريبا ويرجع ذلك الى الأسعار الفلكية التى تضعها المحلات للمكونات المستخدمة في تصنيعه.
وحسره بعض الناس بسبب عدم تمكنها من شراء ملابس العيد لأطفالها الصغار بسسب قلة مرتبها مقارنة باسعار الملابس المرتفعة و هى توفر كل مرتبها من أجل توفير الطعام و الدروس الخصوصية لأولادها.
فرحة 'لمة' الأهل والأقرباء جميعا لا يعادلها شعور وهذا ما يفتقده معظم الناس اليوم لأنه مهما كان للإنسان أصدقاء يحبهم ويزورهم في العيد إلا أنه لن يشعر معهم بالإحساس نفسه الذي يشعر به مع أقربائه بلمة العيد وتناول الغداء معا في أول أيامه.
السفر .. ظاهرة جديدة
أن سبب اختفاء مظاهر العيد قد يكون لأن الناس اعتادوا ارتياد أماكن الترفيه طوال العام ففي الماضي كان الناس لا يذهبون إلى أماكن الترفيه أو الألعاب إلا في العيد وكذلك المطاعم والملابس وغيرها كان لها طعم خاص في العيد ولكن كل هذه الأمور تتوافر اليوم على مدار العام فالناس يذهبون في عطلة نهاية كل أسبوع إلى المطاعم والى أماكن الترفيه والى الأسواق ولا ينقصهم شيء ولهذا ضاعت قيمة مظاهر العيد بتوافرها طوال السنة وتحدث مازن عن مظهر جديد للعيد اليوم هو ظاهرة السفر حيث أصبح كثير من الأسر تفضل السفر في العيد كنوع جديد من كسر الروتين عن باقي أيام السنة.
الكثير من الأسر تفضل اليوم السفر على البقاء في جو يفتقر إلى الشعور بأي مظهر من مظاهر العيد والسفر أقل كلفة على الأسرة مما لو بقيت في المنزل حيث إن العيدية ميزانيتها كبيرة وبها تستطيع الأسرة أن تسافر وتستمتع بوقتها في أي فى أى مكان بالبلد خاصة و ان الأماكن السياحية كثيرة فى مصر بدل البقاء في المنزل وصرف الكثير بينما المتعة بالعيد اقل.
صلة الرحم
أن عيد الأضحى يبقي في قلوب المسلمين أساس كل الأعياد أما عن تغير العديد من مظاهر الاحتفالية بالعيد لدى كثير من الناس فيقول إن سببها الأساسي قطع البعض لصلة الرحم مما يجعلهم يفتقدون الإحساس بالعيد الذي هو أسمى ما يكون عند التجمع والترابط الذي نادى به ديننا الحنيف وحث وشدد عليه.
ان مدى الإحساس بالعيد يتوقف على مدى تطبيق ما نص عليه الشرع من صلة للرحم فكلما تمسك الناس بدينهم شعروا بمعنى العيد وقيمته وكلما تشتتت أواصر القربى حل البعد والجفاء مكان المحبة والتصافي وافتقرت الأسرة إلى الشعور بالعيد وفرحته التي لا تكتمل إلا باجتماع الأهل والأقرباء معا لتقديم التهاني والمعايدة والشعور بجمال العيد وبهجته. أن العيد يختلف من شخص إلى آخر ومن أسرة إلى أخرى ويتوقف مدى الشعور بالعيد على مدى الترابط الأسري والترابط المتلاحم.
بينما اعتبر أن الناس لا يشعرون بعيد الأضحى كعيد الفطر لأن الفترة الزمنية بينهما ليست بعيدة ولان عيد الفطر يأتي بعد فترة طويلة من الانتظا
الناس باتوا لا يشعرون بالأعياد كما كان الأمر في السابق بعد أن افتقدوا صلة الرحم فلم يعد احد يهتم بالآخر أو يفكر به أو حتى يحاول أن يرضيه في العيد لان الغالبية تنتظر أن يبادر الشخص الآخر ولا تحاول هي لمبادرة من منطلق انه ليس أفضل مني لأسامحه أو أصالحه، فإذا لم يسأل عني " أحسن جت منه " ونتيجة لذلك لم يعد العيد اليوم كما كان سابقا سببا لزوال الخلافات بين الناس.
العيد ما زال عيدا
ارى أن العيد ما زال عيدا وما زال طاغيا على كل الأعياد بدليل استعداد الكثير من المسلمين لشراء متطلبات العيد من ملابس وحلويات وأضاح وغيرها إلا أنني أتوقع أن يتضاءل الإحساس بالعيد بعد خمس سنوات من الآن لظهور بدع جديدة من الأعياد الغريبة عن المجتمع.
اعتبر أن الإحساس بالعيد ينقصه كثيرمن البهجة وأرجعت ذلك إلى طبيعة الحياة العصرية والمظاهر التي ضيعت كثيرا من القيم الاجتماعية بين الناس وزوال المثالية والأخلاقيات والتسامحولهذا افتقد الناس الإحساس بالفرحة مع افتقادهم لهذه القيم والحرص عليها ولو في العيد.
الزيارات ..واجب اجتماعي
نشعر بالعيد وفرحته وتراه مميزا ربما لأنها تقارنه بالعيد في بلاد أخرى حيث يعيش الناس ليومهم ولا يشعرون بفرحة العيد نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشونها.
إن الكثير من الأسر ما زالت متمسكة بالترابط الأسري الكبير خصوصا في العيد الا انه أصبح يدخل ضمن الواجب الاجتماعي وليس بالضرورة ناجما عن حب حقيقي وهذا ما يجعل العيد مختلفا عن أى مناسبة أجتماعية أخرى.
وانت رايك ايه يا باشمهندس