moheb0eldein مهندس ممتاز
عدد المساهمات : 265 تاريخ التسجيل : 05/01/2009 العمر : 34 الموقع : قنا رقم العضوية : 1936 Upload Photos :
| موضوع: اثار المعاصى على العبد لابن القيم رحمه الله الخميس 24 سبتمبر - 23:52 | |
| | <table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="98%" border=0><tr><td> أثار المعاصي على العبد لإبن القيم رحمه الله المعاصي من الآثار القبيحة المذمومة ، المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله . فمنها : حرمان العلم ، فإن العلم نور يقذفه الله في القلب ، والمعصية تطفئ ذلك النور . ولما جلس الإمام الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته ، وتوقد ذكائه ، وكمال فهمه ، فقال : إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا ، فلا تطفئه بظلمة المعصية . وقال الشافعي رحمه الله : شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي وقال اعلم بأن العلم فضل وفضل الله لا يؤتاه عاصي ومنها : حرمان الرزق ، وفي المسند : إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وقد تقدم ، وكما أن تقوى الله مجلبة للرزق فترك التقوى مجلبة للفقر ، فما استجلب رزق الله بمثل ترك المعاصي . ومنها : وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لا توازنها ولا تقارنها لذة أصلا ، ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة ، وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة ، وما لجرح بميت إيلام ، فلو لم تترك الذنوب إلا حذرا من وقوع تلك الوحشة ، لكان العاقل حريا بتركها . وشكا رجل إلى بعض العارفين وحشة يجدها في نفسه فقال له : إذا كنت قد أوحشتك الذنوب فدعها إذا شئت واستأنس وليس على القلب أمر من وحشة الذنب على الذنب ، فالله المستعان . ومنها : الوحشة التي تحصل له بينه وبين الناس ، ولاسيما أهل الخير منهم ، فإنه يجد وحشة بينه وبينهم ، وكلما قويت تلك الوحشة بعد منهم ومن مجالستهم ، وحرم بركة الانتفاع بهم ، وقرب من حزب الشيطان ، بقدر ما بعد من حزب الرحمن ، وتقوى هذه الوحشة حتى تستحكم ، فتقع بينه وبين امرأته وولده وأقاربه ، وبينه وبين نفسه ، فتراه مستوحشا من نفسه . وذكر أيضا عن وكيع حدثنا زكريا عن عامر قال : كتبت عائشة إلى معاوية : أما بعد : فإن العبد إذا عمل بمعصية الله عد حامده من الناس ذاما . ذكر أبو نعيم عن سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء قال : ليحذر امرؤ أن تلعنه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر ، ثم قال : أتدري مم هذا ؟ قلت : لا ، قال : إن العبد يخلو بمعاصي الله فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر . وذكر عبد الله بن أحمد في كتاب الزهد لأبيه عن محمد بن سيرين : أنه لما ركبه الدين اغتم لذلك ، فقال : إني لأعرف هذا الغم بذنب أصبته منذ أربعين سنة . قد لا يؤثر الذنب في الحال وهاهنا نكتة دقيقة يغلط فيها الناس في أمر الذنب ، وهي أنهم لا يرون تأثيره في الحال ، وقد يتأخر تأثيره فينسى ، ويظن العبد أنه لا يغبر بعد ذلك ، وأن الأمر كما قال القائل : إذا لم يغبر حائط في وقوعه فليس له بعد الوقوع غبار وسبحان الله ! ماذا أهلكت هذه النكتة من الخلق ؟ وكم أزالت غبار نعمة ؟ وكم جلبت من نقمة ؟ وما أكثر المغترين بها العلماء والفضلاء ، فضلا عن الجهال ، ولم يعلم المغتر أن الذنب ينقض ولو بعد حين ، كما ينقض السم ، وكما ينقض الجرح المندمل على الغش والدغل . وقد ذكر الإمام أحمد عن أبي الدرداء : اعبدوا الله كأنكم ترونه ، وعدوا أنفسكم من الموتى ، واعلموا أن قليلا يغنيكم ، خير من كثير يلهيكم ، واعلموا أن البر لا يبلى ، وأن الإثم لا ينسى . ونظر بعض العباد إلى صبي ، فتأمل محاسنه ، فأتي في منامه وقيل له : لتجدن غبها بعد أربعين سنة . هذا مع أن للذنب نقدا معجلا لا يتأخر عنه ، قال سليمان التيمي : إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته . وقال يحيى بن معاذ الرازي عجبت من ذي عقل يقول في دعائه : اللهم لا تشمت بي الأعداء ، ثم هو يشمت بنفسه كل عدو له ، قيل : وكيف ذلك ؟ قال يعصي الله ويشمت به في القيامة كل عدو . وقال ذو النون : من خان الله في السر هتك الله ستره في العلانية .وقال بعض السلف : إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق دابتي ، وامرأتي . ومنها : تعسير أموره عليه ، فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقا دونه أو متعسرا عليه ، وهذا كما أن من تلقى الله جعل له من أمره يسرا ، فمن عطل التقوى جعل له من أمره عسرا ، ويا لله العجب ! كيف يجد العبد أبواب الخير والمصالح مسدودة عنه وطرقها معسرة عليه ، وهو لا يعلم من أين أتي ؟ ومنها : ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا ادلهم ، فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره ، فإن الطاعة نور ، والمعصية ظلمة ، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته ، حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر ، كأعمى أخرج في ظلمة الليل يمشي وحده ، وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ، ثم تقوى حتى تعلو الوجه ، وتصير سوادا في الوجه حتى يراه كل أحد . قال عبد الله بن عباس : إن للحسنة ضياء في الوجه ، ونورا في القلب ، وسعة في الرزق ، وقوة في البدن ، ومحبة في قلوب الخلق ، وإن للسيئة سوادا في الوجه ، وظلمة في القبر والقلب ، ووهنا في البدن ، ونقصا في الرزق ، وبغضة في قلوب الخلق . ومنها أن المعاصي توهن القلب والبدن ، أما وهنها للقلب فأمر ظاهر ، بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية . وأما وهنها للبدن فإن المؤمن قوته من قلبه ، وكلما قوي قلبه قوي بدنه ، وأما الفاجر فإنه - وإن كان قوي البدن - فهو أضعف شيء عند الحاجة ، فتخونه قوته عند أحوج ما يكون إلى نفسه فتأمل قوة أبدان فارس والروم ، كيف خانتهم ، أحوج ما كانوا إليها ، وقهرهم أهل الإيمان بقوة أبدانهم وقلوبهم ؟ ومنها : حرمان الطاعة ، فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أن يصد عن طاعة تكون بدله ، ويقطع طريق طاعة أخرى ، فينقطع عليه بالذنب طريق ثالثة ، ثم رابعة ، وهلم جرا ، فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة ، كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها ، وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضة طويلة منعته من عدة أكلات أطيب منها ، والله المستعان. طول العمر وقصرهومنها : أن المعاصي تقصر العمر وتمحق بركته ولا بد ، فإن البر كما يزيد في العمر ، فالفجور يقصر العمر . وقد اختلف الناس في هذا الموضع . فقالت طائفة : نقصان عمر العاصي هو ذهاب بركة عمره ومحقها عليه ، وهذا حق ، وهو بعض تأثير المعاصي . وقالت طائفة : بل تنقصه حقيقة ، كما تنقص الرزق ، فجعل الله سبحانه للبركة في الرزق أسبابا كثيرة تكثره وتزيده ، وللبركة في العمر أسبابا تكثره وتزيده . قالوا ولا تمنع زيادة العمر بأسباب كما ينقص بأسباب ، فالأرزاق والآجال ، والسعادة والشقاوة ، والصحة والمرض ، والغنى والفقر ، وإن كانت بقضاء الرب عز وجل ، فهو يقضي ما يشاء بأسباب جعلها موجبة لمسبباتها مقتضية لها . وقالت طائفة أخرى : تأثير المعاصي في محق العمر إنما هو بأن حقيقة الحياة هي حياة القلب ، ولهذا جعل الله سبحانه الكافر ميتا غير حي ، كما قال تعالى ،{ أموات غير أحياء }[ سورة النحل : 21 ] . فالحياة في الحقيقة حياة القلب ، وعمر الإنسان مدة حياته فليس عمره إلا أوقات حياته بالله ، فتلك ساعات عمره ، فالبر والتقوى والطاعة تزيد في هذه الأوقات التي هي حقيقة عمره ، ولا عمر له سواها . وبالجملة ، فالعبد إذا أعرض عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي يجد غب إضاعتها يوم يقول :{ ياليتني قدمت لحياتي}[ سورة الفجر : 24 ] .فلا يخلو إما أن يكون له مع ذلك تطلع إلى مصالحه الدنيوية والأخروية أو لا ، فإن لم يكن له تطلع إلى ذلك فقد ضاع عليه عمره كله ، وذهبت حياته باطلا ، وإن كان له تطلع إلى ذلك طالت عليه الطريق بسبب العوائق ، وتعسرت عليه أسباب الخير بحسب اشتغاله بأضدادها ، وذلك نقصان حقيقي من عمره . وسر المسألة أن عمر الإنسان مدة حياته ولا حياة له إلا بإقباله على ربه ، والتنعم بحبه وذكره</TD></TR></TABLE> |
| |
|
all star كبير مهندسين
عدد المساهمات : 459 تاريخ التسجيل : 05/08/2009 العمر : 34 الموقع : any where you want Upload Photos : أهم مواضيعى :
| موضوع: رد: اثار المعاصى على العبد لابن القيم رحمه الله الجمعة 25 سبتمبر - 1:11 | |
| | |
|
حسين تاج الدين عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 2139 تاريخ التسجيل : 28/08/2009 العمر : 33 الموقع : في قلوب الاحبه الأوسمه : Upload Photos : أهم مواضيعى :
حكمه ...
حين تفقد شيئاً يخصك . . تذكر أن كل شئ قد كان في لوحة القـدر
. . قبل أن تكون شخصا من بين ملايين البشر. . إن خسرت شيئا
. . فتذكر أنك قد كسبت أشياء . . و إن فاتك موعد
. . فتذكر أنك قد تلحق موعــداً! ! مهما كان الألم مريراً ومهما كان القادم مجهولا .
....... افتح عينك للأحلام و الطموح . . فغداً يوم جديد . . وغداً أنت شخص جديد
| موضوع: رد: اثار المعاصى على العبد لابن القيم رحمه الله الجمعة 25 سبتمبر - 1:20 | |
| | |
|
Eng Assad عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 2859 تاريخ التسجيل : 21/06/2009 العمر : 34 الموقع : في البيييييييييييييييت الأوسمه : Upload Photos :
| موضوع: رد: اثار المعاصى على العبد لابن القيم رحمه الله الجمعة 25 سبتمبر - 2:22 | |
| بارك الله فيك يامحب. وجزاك كل خير
| |
|