السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القصص الشعرية عادة تكون مليئةً بالمواعظ والحكم, ولنظمها يعتمد الشاعر بحراً من البحور السهلة, وذات الإيقاع الموسيقى لتقرب من القلب ويسهل حفظها على الكبار والصغار, وشاعرنا اليوم أمير الشعر والشعراء, إنه أحمد شوقي الغني عن التعريف. من أشعاره المتنوعة, الشعر القصصي,اعتمد بنظمه على أكثر من بحر ولكنه أجاد بالرجز. واخترت لكم منه بعضا ً من قصصه, تعالوا معاً ورجاء أن تقرأ على أناة ومهل وستجدون بها المعاني اللطيفة ذات المواعظ الظريفة والخفيفة والطريفة. هيا معا:
الحمار في السفينة
من بحر الكامل:
سقط َالحِمارُمن السفينةِ في الدُّجى ^^^ فبكى الرفاقُ لفقدهِ, وترحَّموا
حتَّى إذا طلعَ النهارُ أتتْ بهِ ^^^ نحو السفينةِ مَوجةٌ تتقدمُ
قالتْ: خذوهُ كما أتاني سَالماً ^^^ لم أبْتلِعْهُ, لأنهُ لا يُهْضَمُ
النعجة وأولادها
من بحر البسيط:
اسْمَعْ نفائسَ ما يأتيكَ منْ حِكَمي ^^ وافْهمْهُ فَهْمَ لبيبٍ ناقدٍ واعي
كانت على زعمهم في ما مضى غنمٌ ^^ بأرضِ بغدادَ يرعى جَمْعَها راعي
قد نامَ عنها, فنامت غيرَ واحدةٍ ^^ لم يدْعُها في الدَّياجي للكَرى دَاعي
أمُّ الفطيمِ, وسعْدٍ, والفتى عَلفٍ ^^ وابنِ أمِّهِ , وأخيهِ مُنيةِ الرَّاعي
فبينما هي تحت الليلِ ساهرةٌ ^^ تُحَيِّيهِ ما بينَ أوجالٍ وأوجاعِ
بدا لها الذئبُ يسعى في الظلامِ على ^^ بعدٍ,فصاحتْ: ألا قوموا إلى السَّاعي!
فقامَ راعي الحمى المرعيِّ منذعراً ^^ يقول : أين كلابي أين مقلاعي؟
وضاقَ بالذئبِ وجْهُ الأرْضِ من فَرقٍ ^^ فانسابَ فيهِ انسيابَ الظبيِ في القاعِ
فقالتِ الأمُّ: ياللفخرِ! كان أبي ^^ حُرَّاً , وكانَ وَفيـَّاً طائلَ الباعِ
إذا الرعاةُ على أغنامها سَهِرَتْ ^^ سهرتُ من حُبِّ أطفالي على الراعي!
الأرنبُ وبِنتُ عِرْسِ في السفينة
من بحر الرجز:
قد حَمَلتْ إحْدى نِسا الأرانِبِ && وحلَّ يومُ وضعها في المَركبِ
فقلقَ الرُّكابُ من بُكائها && وبينما الفتاةُ في عَنائها
جاءت عجوزٌ منْ بناتِ عرسِ && تقول: أفدي جارتي بنفسي
أنا التي أرجى لهذي الغايهْ && لأنني كنت قديماً (دايهْ)
فقالتِ الأرنبُ : لا يا جارهْ && فإنَّ بعْدَ الأُلْفةِ الزِّيارهْ
مالي وثوقٌ ببناتِ عِرْسِ && إنِّي أريدُ دايَةً منْ جنْسِي!