نهاية العالم قد تأتي قبل "2012"
"نعم نهاية العالم قد تأتي؛ فالفيلم ليس خيالياً بالكامل"؛ هكذا علقت
مجلة "فورين بوليسي" الشهيرة على فيلم "2012" الذي يتنبأ بنهاية العالم؛
بسبب نشاط شمسي غير مسبوق يتسبب في غليان قلب الأرض وانهيار سطحها بشكل
كامل.
وطرحت المجلة العديد من السيناريوهات التي قد تتسبب في نهاية
الأرض والبشرية، وقدمت احتمالات حدوث كل سيناريو والشكل المتوقع لانهيار
البشرية حال حدوث هذا السيناريو:
النيزك..
تخترق العديد من الأجسام الغلاف الأرضي يومياً؛ إلا أن حجمها الصغير
يجعلها جميعاً تحترق ولا تسبب الضرر لسكان الأرض؛ إلا أن مذنّباً أو
نيزكاً أكبر حجماً قد يكون له أثر مدمر على البشرية، مضيفة إلى أن هذا
التأثير الذي أحدثه المذنّب الذي سقط على سيبيريا عام 1908 وتسبب في احتراق
2000 ميل مربع من غباباتها، وبلغ قوة الاصطدام 1000 مرة قدر قوة قنبلة
هيروشيما.
وتشير المجلة إلى أن حجم هذا المذب لم يكن كبيراً؛ مما يعطينا فكرة
عن حجم الدمار المنتظر إذا كان أكبر.
وتشير المجلة إلى أن وكالة أبحاث
الفضاء الأمريكية "ناسا" نشرت "أبراج مراقبة" قريبة من الأرض لكي ترصد
اقتراب أية أجسام كبيرة قد تشكل خطراً عليها؛ حتى أن الوكالة ترى أن الأرض
آمنة ضد أية أجسام كبيرة تقترب منها حتى عام 2880؛ مضيفة أن تكلفة هذا
البرنامج المرتفعة تجعل الخبراء يؤكدون أنه لا يمكن لناسا أبداً أن تؤكد
باطمئنان هذه الحقيقة التي تدعيها؛ بما يعني أنها قد لا تتمكن من إطلاق
التحذير لسكان ألأرض في الوقت المناسب.
كارثة بيئية..
تقدر الهيئة الدولية لمراقبة المناخ في أسوأ سيناريوهاتها أن درجة
حرارة الأرض سترتفع 4-5 درجات مئوية مع نهاية القرن الحالي، ويرى الكثير من
العلماء أن درجة الحرارة قد ترتفع أكثر بكثير، وهذا السيناريو سيجعل من
المرجح أن تذوب ثلوج القطبين؛ لا سيما الشمالي؛ لكي يرتفع منسوب البحار
بحوالي نصف متر، (متر كامل في بعض التقديرات)؛ مما يعني تعرّض الكثير من
المناطق الساحلية والمنخفضة للغرق، بما في ذلك العديد من مدن العالم
الرئيسية.
وفي هذه الأثناء قد يتحوّل ثلث الأرض إلى صحاري، وسيعاني نصفها من
الجفاف، كما سيكون ارتفاع درجة حرارة الأرض من 3-5 كفيل بدفع 40-70% من
الكائنات الموجودة حالياً إلى الانقراض، كما أن هذا سيتسبب في زيادة
الصراعات السياسية على الموارد المختلفة وفي مقدمتها المياه.
وترجح المجلة أن يحدث هذا السيناريو إذا استمر التزايد في انبعاث
الغازات الكربونية إلى الغلاف الجوي؛ حيث كانت تلك الانبعاثات 280 جزءاً من
كل مليون قبل الثورة الصناعية لتصل إلى 380 في الوقت الحالي؛ بينما يرى
غالبية العلماء أن وصول النسبة إلى 450 جزءاً في المليون سيجعل الأرض تعاني
من نتائج "كارثية"، ويرجح البعض أن تصل النسبة إلى 800-1000 جزء في
المليون؛ مما سينتج كوارث يصعب حتى تخيّلها، ولا يمكن تجنبها إلا من خلال
الحرص على خفض الانبعاثات الكربونية بشكل كبير.
الحرب النووية..
هناك 23000 رأس نووي في العالم الآن، من بينهم 8 آلاف رأس نشط،
و2000 مستعدين للانطلاق في أي وقت؛ إلا أن التقديرات التي ظهرت أثناء الحرب
الباردة تشير إلى تدمير غالبية المدن الأمريكية والسوفيتية إذا نشأت حرب
نووية، وسقوط الدولتين كقوتين عظميين؛ ولكن دون أن يتسبب هذا في وفاة كافة
سكان البلدين.
غير أن حدوث حروب نووية واسعة النطاق ستتسبب -وفقا للعلماء- في حدوث
تدهور كبير في درجات الحرارة على الأرض بفعل الغبار الذي ستتسبب به هذه
الانفجارات، مع توقعات بأن تموت كل الزراعات على الأقل لمدة عام كامل؛ مما
سيتتسبب حتماً في وفاة معظم البشر، ويؤكد العلماء أن الرؤوس النووية
الموجودة حالياً قادرة على إحداث هذا التأثير المدمر وربما ما يفوقه أيضاً.
ويرى بعض العلماء أن نظرية "الشتاء النووي" بها مبالغة كبيرة؛ غير
أنه من المؤكد أن البشرية عليها خطر كبير من الرؤوس النووية الكثيرة
المنتشرة؛ خاصة أن قوى نووية "غاضبة" تظهر مثل كوريا الشمالية، وأخرى غير
مؤتمنة مثل باكستان والهند، على الرغم من تراجع سيناريو الحرب النووية بين
قوتين عظميين.
الوباء..
تسببت الأوبئة في معاناة البشرية وإجبارها على الانحناء في الكثير
من المراحل، ولعل أبرز ما فعلته كان داء "الموت الأسود" أو الطاعون الذي
تسبب في موت نصف سكان أوروبا لدى انتشاره، بينما تسبب الإنفلونزا في مقتل
3% من سكان العالم (50 مليون شخص)، وهو ما يزيد على الوفيات الناجمة عن
الحرب العالمية الأولى بكثير.
ويبدو أن خطورة الأوبئة ستكون أكبر في العصر الحديث نتيجة للعولمة
التي سهلت حرية السفر والتنقل، مما يعطي صورة قاتمة للغاية عن مستقبل
البشرية إذا انتشر فيروس مثل أيبولا، وهو المرض الذي انتشر في إفريقيا وسبب
معدلات وفاة تفوق الـ90% من المصابين، أو حتى إذا انتشرت أحد أنواع
الإنفلونزا المقاومة للأدوية على نطاق واسع.
وعلى الرغم من تقدم الأدوية بشكل لافت منذ بدايات القرن الماضي، إلا
أن الأمراض طورت نفسها هي الأخرى، حتى أن البعض يلوم شركات الدواء على
تطور بعض الأمراض لتعامل تلك الشركات معها بشكل خاطئ.
ويتخوف كثيرون من أن انتقال البشر للسكن في أماكن لم تكن مأهولة
تقليديا قد يصيبهم بأنواع جديدة من الأمراض، مثل الإيدز وإنفلونزا
الخنازير، لا سيما أن البشرية عانت في الـ40 عاما الأخيرة من ظهور أنواع
جديدة من الأمراض لم تكن معروفة من قبل.
أسباب أخرى..
يرى البعض
أن البشرية بدأت وبداخلها مقومات فنائها، ويرون أن في مقدمة تلك الأسباب أن
يزداد عدد البشر بشكل كبير مما يضغط بصورة غير محتملة على الموارد
الطبيعية في العالم أجمع وينهي تلك الموارد ويموت الناس بسبب قلة الموارد
والغذاء، بينما يؤكد آخرون أن التطور التكنولوجي سيأتي عليه وقت ويتسبب في
إفناء البشرية تماما.
وستنتهي البشرية إن آجلا أو عاجلا؛ لأن العلماء يُقدّرون عمر الشمس
بـ5-8 مليون سنة تتحول بعدها كافة ذرات الهيدروجين إلى هليوم لتنفجر الشمس
تماما وتتسبب في غليان البحار وانصهار المعادن على سطح الأرض، إلا أنه من
المرجح ألا تتمكن البشرية التي لا يتجاوز عمرها 200 ألف عام من مشاهدة مثل
تلك اللحظة، وتبقى الأسباب الأخرى أكثر منطقية واحتمالية في الحدوث.