بسم الله الرحمن الرحيم
جائته تمشى على إستحياء ، تبتسم بثغر صغير، وتتسع حدقة عينها لتشمل أفق
كبير ، تمتد يدها لتنهم الخير بقدر وفير ،وتكف يد الشر عنه لتحجب شرا مستطير
، بل وتتجلى فى بهاء وثياب من حرير ، لتحوذ إعجابه بل ولتخلب نظره بعشق
غزير ، إنما هى الدنيا كذلك تزينت لمن أرادت وإنقلبت على من شاءت ولكن ........
الشطحة الرابعة عشر بعنوان " أصول الأصول !!!!"
فى يوم مطير حالك الأفق ومبهم الرؤية قفز إلى سيارتة قائدا لها وممسكا بزمام
أمورها عازما على اللحاق بأجمل مناسبة بالنسبة له بل وأكثرها طلاوة وحلاوة
إليه ، ورغم تكرارها كل عام فى نفس الميقات والشهر والسنة ، فإنها لم تفقد ما
كنت عليه فى أول مرة ولا فى أى مرة إحتفل بها ، لأنه عرف أين تخفى سر
جمالها وإهتدى إلى سريرة نفسه التى تكن لها كل ما أوتى العالمين من قوة فى
الحب والود ، فهى لا تزال تثمر قنوان دانية على أغصانها ويجنى هو بدوره ثمار
ما صنعت يداه ونسجت أفعالة الطيبة ، لتخرج المناسبة فى أبهى صورها وأجمل
معانيها وأطهر أشكالها المختلفة حميدة المغزى والمنتهى.
اثنان وعشرون عام قد مضت على زواجه وسيأتى الثالث والعشرين بعد دقائق
معدودات وهى يسابق الريح بسيارتة كى يلحق بحفل زواجه ، الذى أعدت فيه
زوجته أجمل " تورتة " فى الدنيا وذلك فى نظره وقد وضعت عليها الفراولة
التى يحبها كثيرا وقللت من الكريمة التى لا يحبذها كثيرا ، وأرتدت ثيابا سندسا
ووضعت أكليلا من الورود على رأسها وضجت منزلها بالروائح الجميلة من
عبق رائحتها الذكية وهيأت عواطفها كى تذوب فى سحر هذه الليلة الندية.
أرض ملساء زلقة تنزلق منها أرسى الجبال فى الأرض وصعوبة شديدة فى
قيادة السيارة ولكن كل شىء يهون للحاق بهذه المناسبة وكى لا يتخلف بدقيقة
واحدة عن زوجته التى تنتظره بالمنزل ، فهوينتظر اللحظة والأخرى كى ينتهى
الطريق إلى منزله وليقرع باب بيته وليلتقى كلاهما كأول نظرة رآها فيها منذ
سنين طويلة ، وجمال اللحظة ما زال يتهادى فى شفتيه ويشعر به قويا كسخونة
القهوة وبرودة الثلج.
يرن الهاتف لترد الزوجة على ابنها فى بيت أبيها وتقول له لا تعبث كثيرا وكن
عاقلا وبارا بجديك أيها الفتى ونم مبكرا كى تستيقظ كذلك وسآتى لأخذك غدا
بإذن الله ، وتمسك بالهاتف أمها لتطمئن عليها وعلى زوجها ولتستفسر عن
مجيئة حتى هذه الساعة أم لا ، وتجيبها بالنفى وتردد "ربنا يجيب العواقب
سليمة".
كم من السنون مرت بنا وما زالنا كما بدأناها أول مرة ؟؟!
قالها الزوج وسرح بعيدا إلى قمة جبال الذكريات وأخذ يعدد المواقف الجميلة فى
حياته مع زوجته وكم هى كثيرة جدا لوضوح علاقتهما ببعضهما منذ البداية
ولإحتفالهما بيوم زواجهما كيوم عالمى للحب ولكن حب يتخلله زواج
وليس دون ذلك.
تنبرى الزوجة فى تعديل بعض الرتوش فى هذه الليلة وتهتم بالتفاصيل فهى
منظمة للغاية وتقول هذا العام سأغير مكان العصير إلى المنتصف وسأجعل
المكان مطلا إلى الناحية الشرقية من البيت وسأكون إلى جواره واللون
الأحمر سيغطى المكان لحبهما له ولا جمال فى أى تكرار سوى تكرار الحب ........
إنفجار أحد إطارات السيارة !!!!!
إنفلتت زمام الأمور على الأرض المنزلقة وتهاوت السيارة كدمية صغيرة أو كشىء
لا قيمة له تذروه الرياح حيث شاءت ويحاول الزوج جاهدا ألا يحدث مكروها ولكن
لا راد لقضاء الله فى ذلك...
تنظر الزوجه فى جميع ساعات المنزل كى تقنع نفسها بأن الوقت ما زال مبكرا
ولكن للآسف هوه ليس كذلك !!
توقف الزمن .......!!
إنه لا يسير بأقدام آدمية أو ينهض من مقامه ولكنه توقف !!
من يستطيع إيقاف الزمن عند حد معين أو تحريكه إلى حد معين
أو كلاهما كما يحب ؟؟!!
لا أحد سوى خالق الزمن......
يدق هاتف المنزل مرة أخرى وهذه المره .....
كل الدنيا تريد الحياة فى هذه المواقف وتريد الخير وتريد كل شىء يخيل إليهم
أنه فى صالحهم والأفضل لهم ولكنهم جميعا مخطئين فلا يعرف حيز الخير
ومكانه سوى خالقه أيضا ....
القلب ينبض ........
والدم يتدفق فى الجسد ،،،،،،
واللسان يشكر الله حمدا له على الحدث أيا كان ,,,
كذلك كان شعورهما بعد أن عرفت أنه ما زال على قيد الحياة دون مكروه ودقائق
ويعود إلى المنزل ، وهو يشاركها نفس الشعور بفرحته بالسلامة من السوء
وعودته لزوجته وأبناءه وإحتفالة بهذه الليلة الجميلة ولا عجب من توارد الشعور
وتطابقة فهذه ليست حاسة سادسة ولكن هى حاسة الحب.
إلى اللقاء مع الشطحة الخامسة عشر بإذن الله
والله الموفق