بوتفليقة يدعو الجزائريين بالسمو عما وصفه بـ (الحملة المصرية العدائية) ضد الجزائرالجزائر - محرر مصراوي - شهدت الفترة الاخيرة توترا كبيرا في العلاقات بين مصر والجزائر عقب مبارتي كرة القدم الفاصلتان للتأهل لمونديال كأس العالم 2010، وسط صمت من المسئولين الجزائرين حول الوقائع التي حدثت عقب المباراتان في العاصمة السودانية الخرطوم.
وفي اول تصريحات له حول الأزمة قال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عن التوتر في العلاقات بين مصر والجزائر في أعقاب المباراة التي جمعت منتخبي البلدين في السودان يوم 18نوفمبر الماضي دون ان يذكر مصر بالاسم: "إن الشعب الجزائري لا يخشى في الحق لومة لائم، ولا يلين ولا يضعف أمام التحديات والمصاعب، وهي شمائل وفضائل توارثها جيلا بعد جيل، وكانت دائما حصنه الحصين في مقاومة الغزاة والمحتلين عبر التاريخ".
وأضاف في رسالة وجهها إلى المشاركين في ندوة تاريخية عقدت الخميس بالجزائر أن "الشعب الجزائري مجبول على المقاومة وعلى الصمود بكل مقدراته، وسجل علامات فارقة في التاريخ الوطني والإنساني"، مشيدا بالانجاز الذي حققه المنتخب الجزائري لكرة القدم بالتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا.
ودعا بوتفليقة الجزائريين إلى تجاهل ما وصفه بـ "الهجوم والشتم" الذي تعرضوا له من النخبة المصرية، مؤكدا على ضرورة "السمو إلى الأعلى والاهتمام بما هو أسمى، خاصة فيما يتعلق بمواجهة التحديات الخاصة بالقضايا الكبرى التي تنتظر البلد".
وذكرت تصريحات صحفية أن مصدر حكومي جزائري قال: "ان موقف الجزائر من توتر العلاقات مع مصر هو ذلك الذي عبر عنه الوزير الأول أحمد أويحيى قبل أيام"، مشيرا إلى أن حديث الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن الموضوع لأول مرة منذ اندلاع الأزمة يأتي كرد على التساؤلات التي بدأ الشارع الجزائري والصحافة يطرحانها بشأن عدم وجود رد بمستوى الحملة المصرية على الجزائر.
وأضاف المصدر أن الوزير الأول أحمد أويحيى تحدث منذ أيام عن الأزمة بين البلدين، وعبر صراحة عن موقف الجزائر مما وصفه بـ "الهجمة الإعلامية المصرية" التي تعرضت للجزائر، وكذا من مسؤولين في الحكومة المصرية، إضافة إلى أبناء الرئيس حسني مبارك.
ووصف المصدر الجزائري تصريحات اويحى بأنها تعبر بطريقة أصدق وأوضح عن الموقف الحقيقي للجزائر مقارنة مع تصريحات مسؤولين جزائريين آخرين حاولت التقليل من أهمية ما حدث وركزت أكثر من اللازم عن العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين، مشيرا إلى أن تصريحات أويحى بخصوص الموضوع جاءت بعد أن رأى أن موقف الخارجية الجزائرية مال أكثر من اللازم نحو التهدئة.
وأشار المصدر إلى الرفض الشعبي الجزائري لقيام وزير الطاقة والمناجم الجزائري بزيارة القاهرة والتوقيع على اتفاق لإنشاء شركة جزائرية ـ مصرية واستثمار حوالي 15 مليار دولار.
وقال أويحيى في تصريحات سابقة له "إن التاريخ سيشهد عمن خرج من هذه الأزمة مرفوع الرأس ومن خرج منها مطأطأ الرأس، وقال ان وصف الجزائر ببلد الإرهاب كلام لا يشرف أصحابه، وأن بلاده واجهت الإرهاب لوحدها ونجحت في الانتصار عليه، مشددا على أن لا الشتائم ولا الغوغائية تنقص من قيمة وعظمة الشعب الجزائري".
المصدر: صحيفة "القدس العربي"، مصراوي.