eng_ghost مراقب عام المنتديات والحوار العام ومنتدى الهندسة المدنية
عدد المساهمات : 4632 تاريخ التسجيل : 16/04/2008 العمر : 38 الموقع : just in my dreams ,, i can reach any place رقم العضوية : 1036 Upload Photos :
| موضوع: في انتظار السعادة !! السبت 12 ديسمبر - 21:24 | |
|
من قديم الأزل وأنا أنتظر ... مع أني أكره الأنتظار كثيراً ...لكني أبداً لا أفقد الأمل ... ذلك المفقود الغائب الذي طالما بحثت عنه ولم يساورني شك في أنه قادم ولو تباعدت أزمنته .... في الصغر كان يمثل الأمل في الغد القادم تحت مسمى "عندما أكبر"فبعد هذه الجملة يمكنك أن تضيف آلافاً من الأمنيات والأحلام وتظل تطلب من الزمان أن يتسارع وتبغضه لأنه يحول بينك وبين حلمك الأثير.. فحينها لاتري إلا ضعفك وقلة حيلتك وانصياعك لرغبات "الكبار"وبعدها بقليل ...وبعد أن يكشف لك الزمان عن شيء قليل مما وراء أستاره يتحول الحلم "عندما أكبر" لحلم "أريد".... وما يأتي بعد أريد لهو أشياء كبيرة وكثيرة و"غالية" تتحمل معها النفس غالباً مالاتقوى الهمة ولا الظروف على انجازه فيظل حلم "أريد"يعكرعليك صفو أيامك لأنك تريد ولا تقدر وتقدر ولاتريد...فيضيع مع الوقت ماكنت تقدر عليه ولم ترده وتفقد الرغبة فيما ظللت طيلة الوقت ...تريد...بعدها ينكشف لك ستار الأيام ولا تجد أمامك الكثير ...عندها فقط لاتملك إلا أن تنظر خلفك لتقول "ألا ليت الشباب"ولكنها تكون مسألة وقت حتى ينكشف لك المستور كله
أعرف كل ذلك ولازلت في الإنتظار ... ولازلت أريد ....ولازلت أقف خلف أدوات التمني وأستجدي عبق الماضي من الأيام فأنا قد أحببت الانتظار ....هل قلت قبل أنني أكره الانتظار ؟؟ كان ذلك في الماضي عندما كان الزمان أمامي ... أما الآن وقد أصبح خلفي فقد أحببت الانتظار لأنه يمثل أجمل ما في الدنيا من معان....يمثل الأمل فيما يحمله هذا الغائب المنتظر ...يمثل الأمل في السعادة
قال لي الرجل هذه الكلمات وهو يظن أنها خلاصة تجربة حياته
كان يظن أنه بذلك يضع ترياقاً في فمي حتى تصل رسالته من بين السطور ....ومضمون الرسالة كما لايخفى على أحد هو ... استمتع بكل اسباب السعادة المتاحة بين يديك في كل لحظة ولا تضيع عمرك في انتظار السعادة التي لن تأتي .... لأنك إن فعلت لن تجنيَ طوال عمرك سوى الانتظار
عندما قال لي الرجل هذه الكلمات نظر طويلاً في عيني مباشرة وكأنه قد أهداني كنزاًًً ما ..وصمت وكأنه يريدني أن أقول ما معناه أنني ممتن له كثيراً وأن كلماته قد غيرت تفكيري كثيراً وأنني سأفكر من الآن فصاعداً بأسلوب مختلف.لكنني كنت أحمل له مفاجأة آلاف علامات الاستفهام وأطنان السلبيات والمعوقات والمنغصات التي جدت واستحدثت ..كل ما من شأنه أن يبخر كلماته على حرارة الواقع الأليم ..كنت على وشك أن أقذفه في وجهه وأنصرف ... ولكنني تذكرت شيئاً هاماً ...لم انتبه له من قبل ..هذه الكلمات كنت قد قلتها بالمعنى نفسه لشاب أصغر مني منذ أيام وعندما قلتها له أحسست أنه ليس شغوفاً بها وقال لي ما معناه أن الأيام تختلف والظروف تتغير .... ضحكت كثيراً حتى كدت أن أقع على الأرض ...أعتقد أن الشاب كان على خطأ عندما قال أن الظروف تتغير .... وأعتقد أنني كنت على خطأ حين هممت أن أجادل الرجل .. لن أدع التجربة تتوقف عندي كعادة بني الإنسان .... سآخذها من الرجل وأحاول أن أنتفع بها ... سأشكره وأقول له أنه غير مسار تفكيري لأنه يجب أن يتغير فعلاً ... سأبحث عن اسباب السعادة ولا انتظرها حتى تأتي ..فأنا أكره الانتظار ....هل قلت أنني أحب الانتظار ...لا لم أقل ذلك ربما كان هذا صوتك الذي سمعته ... فأنا لم أنبس ببنت شفه منذ أول الجلسة | |
|