مقتل بينظير بوتو في هجوم انتحاري في روالبيندي 12/27/2007 3:54:40 PM
|
اضغط هنا لتكبير الصورة
|
رئيس الوزراء الباكستانية بنازير بوتو في بيشاور 26 كانون الاول/ديسمبر 2007 |
متابعة أحمد الليثي - وكالات - اكد المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية جواد شيما لوكالة فرانس برس مقتل رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو الخميس متأثرة بجروح اصيبت بها جراء الهجوم الانتحاري الذي استهدف تجمعا لحزبها في ضاحية اسلام اباد.
وقالت الشرطة الباكستانية إن انتحاريا أطلق الرصاص على سيارة بوتو أثناء مغادرتها المهرجان الإنتخابي في مدينة روالبندي، قبل أن يفجر نفسه بالقرب منها.
ونقلت شبكة إيه بي سي الأمريكية عن محمد شهيد المسؤول بالشرطة الباكستانية قوله أطلق الرجل في باديء الأمر الرصاص على سيارة بوتو، قبل أن يفجر نفسه.
وكشفت مصادر طبية ان بوتو اصيبت بطلقات نارية قبل ان يفجر الانتحاري نفسه عندما كانت تستقل السيارة المصفحة للخروج من المنطقة بعد خطابها الانتخابي
وأسفر الهجوم الانتحاري عن مقتل 16 شخصا على الاقل في ختام تجمع انتخابي في ضاحية اسلام اباد وذلك قبل اسبوعين من الانتخابات التشريعية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية جواد شيما بحسب معلوماتنا لقد توفيت يبدو ان شظية من القنبلة اصابتها.
وعاين مراسل لوكالة فرانس برس في المكان العديد من الجثث الممزقة والمرمية على الطريق بعيد الحادث.
واوضح جواد شيما ان "انتحاريا فجر القنبلة التي كان يحملها فيما كان الناس يغادرون التجمع".
وعقب وقوع الحادث مباشرة عقد الرئيس الباكستاني برويز مشرف اجتماعا امنيا رفيع المستوي في مقره الرئاسي بعد الهجوم الانتحاري الذي اودي بحياة بينظير بوتو .
وقالت مصادر حكومية رفيعة المستوي ان الوزراء الامنيين ورئيس الوزراء وقيادات القوات المسلحة الباكستانية يشاركون في الاجتماع.
ياتي ذلك في وقت اعلن فيه وزير الداخلية الباكستاني حامد نواز خان انه تم اعلان حالة التأهب الامني القصوي في مختلف انحاء باكستان .
كما ياتي الاجتماع في الوقت الذي تشهد فيه مختلف الاقاليم الباكستانية حالة من التوتر والغضب الذي تحول في بعض المناطق الى عنف ومواجهات دامية
واندلعت اعمال العنف في عدد من المدن الباكستانية في اقليم السند والبنجاب والحدود الشمالي الغربي وبلوشستان، حيث خرج المتظاهرون ينددون بالحكومة الباكستانية وبالرئيس مشرف .
وأشعل المتظاهرون النار في عدد من اطارات السيارات واندفعوا الى الشوارع حيث اصيب المرور بحالة من الشلل في كل من كويتا وحيدر اباد.
من جانبه ندد رئيس الوزراء الباكستاني الاسبق نواز شريف بالهجوم الارهابي الذي أودي بحياة بوتو
ووصف شريف الهجوم بأنه عمل ارهابي جبان
وكان نواز شريف قد وصل الي المستشفي الذي ترقد فيه بوتو ، واعرب عن أسفه ازاء الهجوم غير المبرر .
وأدانت وزارة الخارجية الأمريكية حادث اغتيال بنظير بوتو
وقال توم كيسي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "بالتأكيد، إننا ندين هذا الهجوم،خاصة وأنه يشير إلى أنه لازالت هناك عناصر في باكستان تريد تخريب عملية المصالحة والجهود نحو تعزيز الديمقراطية
كما ادانت فرنسا إغتيال بوتو ووصفت الحادث بإنه "عمل بغيض".
وهذا الحادث هو الاخير في سلسلة قياسية من العمليات الانتحارية في تاريخ باكستان اسفرت عن اكثر من 780 قتيلا خلال العام 2007.
والاعتداء الاكثر عنفا حتى الان كان استهدف تظاهرة لحزب بوتو في 18 اكتوبر الفائت وادى الى مقتل 139 شخصا في كراتشي كبرى مدن الجنوب وذلك بعيد عودة رئيسة الوزراء السابقة من منفاها الذي استمر ستة اعوام.
ونجت بوتو من هذا الاعتداء الذي نفذه انتحاريان لانها كانت داخل شاحنة مصفحة تتقدم التظاهرة.
ومذذاك ضاعفت السلطات الباكستانية تحذيراتها لافتة الى ان معلومات "واضحة" تسمح بالقول ان الارهابيين الاسلاميين يريدون اغتيالها.
واثر اعتداء 18 اكتوبر اتهمت بوتو تكرارا "مسؤولين كبارا" قريبين من السلطة واعضاء في اجهزة الاستخبارات بانهم وراء الهجوم من دون ان تتمكن من اثبات ذلك.
وترأست بوتو حزب الشعب الباكستاني اكبر احزاب المعارضة في وجه الرئيس برويز مشرف وذلك منذ ان قطعت مفاوضاتها مع الاخير حول تقاسم السلطة بعد اتفاق اتاح لها العودة من منفاها ووقف الملاحقات بحقها بتهمة الفساد ابان توليها رئاسة الوزراء (من 1988 الى 1990 ومن 1993 الى 1996).
وكان مشرف فرض حال الطوارىء في باكستان في 3 نوفمبر متذرعا خصوصا بالتهديد الارهابي الاسلامي.
وبعد ايام من التردد وضعت بوتو حدا لمفاوضاتها مع الرئيس الباكستاني حول تقاسم السلطة استعدادا للانتخابات التشريعية والاقليمية التي حددت في 8 يناير وانضمت الى المعارضة.
وفي مواجهة الضغوط الكثيفة من جانب المجتمع الدولي والمعارضة بادر مشرف الذي اعيد انتخابه لولاية ثانية في 6 اكتوبر من قبل المجالس المنتهية ولايتها الى رفع حال الطوارىء في 15 ديسمبر واعدا ببذل ما في وسعه لضمان امن الحملة الانتخابية وعمليات التصويت.
وقادت بوتو حملة ضد مشرف وخصوصا ضد الاسلاميين الاصوليين واعدة ب"ازالة التهديد الاسلامي" من البلاد.
وتعتبر الولايات المتحدة التي تحالف معها نظام مشرف في "الحرب على الارهاب" ان عناصر القاعدة وطالبان اعادوا بناء قوتهم في مناطق القبائل بشمال غرب البلاد بدعم من مقاتلين محليين.