نهاية هزلية للقوة الدولية والإفريقية في دارفور

رسالة نيويورك : طارق فتحي
لم يتوقع أحد هذه النهاية الهزلية لقوة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور‏.‏ لم يتبق سوي أقل من أسبوع والأمم المتحدة مازالت عاجزة عن تدبير معدات ولوازم انتشار هذه القوة العسكرية‏(26‏ ألف جندي وشرطي‏)‏ في الإقليم وطبقا لما تيسر من مساهمات الدول الأعضاء‏,‏ فلن يكون في دارفور بحلول نهاية الأسبوع الحالي سوي‏9‏ آلاف عسكري ونحو‏140‏ مهندسا صينيا بمعدات حفر الآبار بحثا عن المياه وتحقيقا لنبوءة العالم المصري فاروق الباز باحتمال وجود بحيرات من المياه العذبة والمعادن تحت رمال الإقليم الحارقة‏.‏ الأهرام حصلت علي نسخة من مذكرة بعثت بها إدارة قوات حفظ السلام بالأمم المتحدة إلي مجلس الأمن‏,‏ وجاء فيها أنه بحلول اليوم الأخير من العام الحالي‏,‏ فلن يكون في إقليم دارفور أكثر من أربع كتائب عسكرية من نيجيريا ورواندا وجنوب إفريقيا والسنغال‏.‏ وسوف تنضم لهذه الكتائب بحلول مارس المقبل كتائب عسكرية من كل من مصر وأثيوبيا‏,‏ فضلا عن وحدات من الشرطة من بنجلاديش ومجموعة هندسية من باكستان‏.‏ سألت واحدا من كبار المسئولين في إدارة قوات حفظ السلام عن سبب رفض طلب مصر المساهمة بنحو‏3‏ آلاف عسكري في القوة‏,‏ بالرغم من أن القاهرة هي القوة العربية الوحيدة المشاركة فيها‏,‏ فقال إن إدارة قوات حفظ السلام لم تستجب لكل العرض المصري بسبب أهمية التوزيع الجغرافي لأفراد القوة ورغبة الأمين العام للأمم المتحدة في عدم تغليب عنصر واحد علي بقية الجنسيات المشاركة في القوة‏.‏ أعدت نفس السؤال علي السفير السوداني بالأمم المتحدة عبد الحليم عبد المحمود‏,‏ فقال إن بلاده ليست مشغولة الآن بقدوم ثلاثة آلاف عسكري مصري إلي أراضيها‏,‏ وأن ما يعنيها فقط في تشكيلة القوة المختلطة هو عدم ظهور قوات أوروبية بيضاء بها‏.‏ وبلهجته السودانية الودودة قال إنه في كل مرة تفشل فيها الأمم المتحدة في السودان‏,‏ فإن الحائط القصير‏,‏ كما يقول أهلنا‏,‏ هو لوم الخرطوم وهي تهمة سخيفة لا أعتقد أنها ستنطلي علي أحد‏,‏ الأمم المتحدة مكبلة الأيدي والخرطوم هي السبب‏..‏ قالها في سخرية مريرة‏!.‏ بيد أن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أوضح أكثر من مرة أن القوة في حاجة إلي أفراد عسكريين بمميزات فنية وتقنية عالية لا تتواجد في القوات العسكرية المنتمية إلي دول إفريقية‏.‏ أما السفير الأمريكي زلماي خليل زاد مندوب واشنطن لدي الأمم المتحدة‏,‏ فقد هدد الخرطوم بأن عليها القبول بتشكيلة القوة المختلطة كما هي‏,‏ وليس لها أن تختار من أي الجنسيات تريد للقوة أن تتألف من بينها‏.‏ لكن المشكلة الحقيقية التي ستواجه الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ليس فقط في قبول السودان أو رفضه لبعض جنسيات العساكر المشاركين في القوة المختلطة‏,‏ وإنما‏(‏ وهو المضحك في الموضوع‏)‏ هي كيفية وصول هذه القوات إلي دارفور‏!!‏ فالأمين العام للأمم المتحدة طرق أبواب كل الدول الأعضاء‏,‏ وناشد أكثر من مرة المجتمع الدولي المشارك في تشكيل القوة المختلطة أن يرسلوا ولو طائرة هليكوبتر واحدة إلي السودان‏,‏ إلا أن طلبه قوبل بالرفض من الجميع‏.‏ الأهرام سألت ماريا أوكابي نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام عن عدد الطائرات المتوفرة حاليا من مجموع‏34‏ طائرة طلبها بان كي مون‏,‏ فقالت ولا طائرة واحدة وأن جميع الدول رفضت تزويد القوة في دارفور بالطائرات المطلوبة‏!‏ وأوضحت في ردها ان الأمم المتحدة سألت جميع البلدان‏,‏ وللأسف فإنه ولا دولة واحدة استجابت لطلب الأمم المتحدة أو أمينها العام حتي الآن‏!.‏ سألتها الأهرام مجددا عن سبب رفض الدول الأعضاء‏,‏ فقالت بالحرف‏:‏ يمكنك أن تعرف الإجابة من الدول المشاركة في تشكيل القوة فجاءت الإجابة هزلية للغاية وهي‏:‏ الخوف من إسقاط الطائرات علي يد المتمردين أو الجيش السوداني نفسه‏,‏ الطريف هنا هو أنه عندما تقدم دولة ما طائراتها إلي الأمم المتحدة‏,‏ فإنها تتحول إلي طائرات دولية ولا تحمل جنسية الدول التي شاركت بها‏,‏ بمعني أنه إذا قدمت مصر مثلا طائرات للقوة المختلطة في دارفور أو في أي مكان آخر‏,‏ وسقطت بنيران المتمردين أو الجيش السوداني‏,‏ فإنه في هذه الحالة لا نقول إن طائرة مصرية سقطت وإنما نقول إن طائرة الأمم المتحدة هي التي سقطت‏.‏ أحد الصحفيين سأل نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام بعد إثارة الأهرام للموضوع إن كانت الخرطوم يمكن أن تقبل باستقدام هذه الطائرات من الولايات المتحدة أو بريطانيا‏,‏ فقالت إنه لحد علمها لم تضع الخرطوم شرطا واحدا بخصوص ذلك وأنه لا يزال البحث جاريا عن دولة توافق علي تزويد القوة المختلطة بالطائرات المطلوبة‏.‏ سألت السفير الصيني ليو زنمين نائب مندوب بكين الدائم لدي الأمم المتحدة عن كيفية وصول المهندسين الصينيين المشاركين في القوة طالما لا توجد طائرات لتقلهم إلي هناك‏ فقال إنهم سيصلون أولا إلي ميناء بورسودان وسيتم نقلهم برا إلي الإقليم‏,‏ خاصة أن تأجير طائرات خاصة سيكون مكلفا للغاية‏.‏ بيد أن مصدرا مهما في إدارة عمليات حفظ السلام ـ رفض الكشف عن اسمه ـ قال إن الأمم المتحدة لديها‏21‏ طائرة تابعة لها بالسودان وأنه يمكن بموافقة السلطات السودانية نقلها إلي إقليم دارفور‏.‏ لكن المشكلة كما قالت ميشيل مونتاس المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن القوة المختلطة في دارفور تحتاج إلي طائرات بمواصفات فنية خاصة لا تتوافر في الطائرات الأممية الموجودة بالفعل في السودان في الوقت الحالي والتي تفرض عليها الخرطوم قيودا مشددة في تحركاتها في الأجواء السودانية‏,‏ هل تحل واشنطن المشكلة أو الدول الأوروبية وتقوم بتزويد القوة بالطائرات المطلوبة؟ بان كي مون الأمين العام أكثر المتفائلين بهذا الحل‏!!

» الحق المنح الدولية في كورسات الكمبيوتر والشكبات والبرمجة والحصول علي الشهادات الدولية
» واااااااااسفاه )واشنطن تشدد عقوباتها على السودان بسبب دارفور
» مسرحية هزلية بجامعة جنوب الوادي!!- رئيس الجامعة والعمداء يقودون مظاهرة من 30 شخص ضد حماس
» نهاية حزينه
» نهاية ظالم