أوهام أستاذ جامعي‏!‏

لن أتحدث فيما لا جدوي منه أو طائل من ورائه بل ولن أذرف ـ كغيري من أساتذة الجامعات الدموع والبكائيات علي حال التعليم وأساتذته عندنا مقارنة ـ لا سمح الله ـ بالراقصات أو كومبارس المسلسلات أو ناشئي ومعلقي الكرة أو‏..‏ أو‏..‏

فما علاقة هذا بذاك وإيش جاب لجـــاب‏!!‏ أين مكانة أستاذ الجامعة ومكانة أي فنان أو فنانة ؟

ثم أليس الأمر يخضع في النهاية للعرض والطلب وقاعدة أن الأكثر أهمية وإلحاحا يأتي أولا ومن بعده يأتي الأقل أهمية؟‏!‏

فأيهما أكثر ضرورة للأمة ـ في رمضان وباقي شهور السنة ـ المعامل والأساتذة‏..‏ أم الاستديوهات والفوازير والراقصات؟‏!!‏

وأيهما أكثر جدوي لرفع علم مصر والتغني بالأمجاد‏:‏ إضاءة الملاعب والمهرجانات‏..‏ أم إنارة مستقبل وعقول شبابنا الضائع والهارب لقـاع البحر؟‏!!‏

لذلك ولأني أدرك تماما فقه الأولويات وأخشي والحمد لله عاقبــــة‏'‏ الطمع‏'‏ وعذابه فقد قررت ـ وبكل تجرد ـ أن أبدأ بنفسي كأستاذ جامعي وأثبت حسن النية وأنني أدرك الأولويات وأبادر بالتنازل عن قدر من ذلك الفيض الذي يغمرنا ونحن لا نستحقه من أجل توجيهه لأي من المجالات الأهم سالفة الذكر‏(‏ كعلاج الراقصات مثلا‏)..‏ وأرفق لكم كبداية لهذا المشروع المصيري والحيوي قيمة شيك حكومي عن مكافأة فحص إنتاج علمي لترقية عضو هيئة تدريس وقدره‏45‏ جنيها كاااااااااااملة‏..‏ خشيت علي نفسي وأسرتي أن أضعه تحت تصرفهم فيفسدون‏!!‏

وكم كنت أتمني أن أساهم أيضا بقيمة سيارتي اليتيمة لولا أنها سرقت بلا عودة منذ عامين‏.‏

وقبل أن أنهي رسالتي اسمح لي بأن أهمس في أذن زملائي مـن الأساتذة الطماعين الذين يتباكون علي تدني رواتب أساتذة الجامعات‏..‏ وأقول لهم ياأساتذة عيب ليس بالخبز وحده‏(‏ إن وجد‏)‏ ـ أو حتي بالدواء ـ يحيا الأستاذ بل ولا يهم أن يحيا أصلا ومـن الأساس‏!!‏

فما هي قيمة الأستاذ الجامعي وجدواه‏!!‏ وأمامي وأمام زملائي في تجارة الزقازيق حالة زميلنا الأستاذ المرموق بالكلية وبالقسم والذي أمضي حياته منقطعا للبحث والعلم ونشر الأبحاث بالدوريات الأجنبية والسفر لإلقائها بالخارج والإشراف علي عشرات الرسائل‏..‏ ثم انتهي به المشوار مفلسا مســـتدينا كوم من العظم ملقي علي كرسي متحرك حالت لوائحنا الرشيدة والعظيمة دون إتمام علاجه لكونه استنفد الحد الأقصي المسموح به ماليا للعلاج‏!!‏

أماااال هي فوضي؟‏!!‏ ولا فاكرينها أموال بنوك أو تأمينات أو جراج رمسيس أو الغاز المصدر بتراب الفلوس أو حتي سبوبات تطوير‏(‏ أو تدوير‏)‏ التعليم‏!!‏ أم أن الأستاذ الجامعي يتوهم أنه في مكانه وأهمية شعبولا أو حتي مطرب العنب والحمار كي تهتز له الدنيا وكافة الأوساط‏!!‏ وعلي كل أستاذ جامعي أن يفيق من أوهامه وأطماعه‏,‏ واللهم اكفنا شر الطمع والطماعين‏!!‏ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏..‏

السطور السابقة ومعها الشيك المشار إليه وصلتني من الدكتور عبد الحميد الشافعي أستاذ ورئيس قسم المحاسبة ووكيل الكلية الأسبق بتجارة الزقازيق ولم أجد ما أضيفه إلي كلماتها التي تقطر مرارة وأسي علي نظرة المجتمع لقيمة ومكانة أستاذ الجامعة بل ونظرة الأستاذ الجامعي لنفسه ولمكانته وقد سارعت بالاتصال بالأستاذ الفاضل والذي لم أتشرف بمعرفته راجيا منه أن يقبل إعادة الشيك له مرة اخري لعدة أسباب أولها ضخامة المبلغ‏!‏ والثاني أنه شيك حكومي لا يجوز صرفه لغيره أما باقي الأسباب فلا أهمية لها‏!‏

ولكن تبقي سطور الرسالة نموذجا يجسد ما وصل إليه حال ومكانة أستاذ الجامعة والمؤكد أن كل محاولات الاصلاح والتطوير لن تحقق أي نتائج رغم كل ما يقال عن الرؤية المستقبلية والاستراتيجية القومية والشراكة الأوروبية والانتماء والكليات القائمة أو القاعدة علي التميز‏!!‏ وغيرها من الألفاظ الرنانة في ظل تدني أوضاع الأستاذ الجامعي وأن اصلاح أوضاع أستاذ الجامعي هو البداية الحقيقية لأي اصلاح‏!!‏

وبدلا من إهدار نصف مليار جنيه علي اختراع لا تعرفه جامعة في العالم اسمه الكليات المتميزة أو كما يحب الدكتور الوزير تسميتها الكليــات القائمة علي التميز دون أن نعرف ما هو الفرق بين المتميزة والقائم علي التميز وكأن المشكلة هي الاسم ؟‏!!‏

وبدلا من إهدارهذا المبلغ المحترم علي اختراع كليات وهمية ألم يكن من الأفضل أن ينفق علي تحسين أوضاع جامعاتنا وأولها أوضاع أعضاء هيئة التدريس‏!!‏

وللأسف علينا أن نعترف أن جامعاتنا بدأت ومنذ سنوات تشهد ظواهر كثيرة مؤسفة في مقدمتها هذا الانتشار غير المسبوق للدروس الخصوصية والتي أصبحت مصدرا أساسيا مباحا ومبررا للأسف أمام عضو هيئة التدريس لتحسين دخله بإعتبار أن ذلك أشرف من بيع الامتحانات‏!..‏ ولم تعد ممارسة الدروس الخصوصية أمرا معيبا يخجل منه عضو هيئة التدريس أو المعيد زي زمان بل ـ وصدق أو لا تصدق ـ أصبح العكس هو الصحيح‏..‏ فالمعيد الذي يرفض اعطاء دروس خصوصية خارج الكلية يطلب منه زملاؤه ألا يعلن ذلك حتي لا تسوء سمعته أو يتسبب في أحراج هؤلاء الزملاء أو الاساءة إليهم وأن يكتفي بالاعتذار عن الدروس الخصوصية بحجة أنه مشغول‏!‏ لأن إعلانه رفض الدروس الخصوصية عيب‏!!‏ ولأنه سوف يغير رأيه بعد ذلك ويبحث عن الدروس الخصوصية فلا يجد بسبب سمعته في أنه لا يعطي دروسا خصوصية‏!!‏

بالله عليك يا بشمهندس أمير ده منتدي طلبة هندسة مش روضة أطفال كفاية الصور دي
دي صورتك قبل ما تخش الحضانة
أوهام أستاذ جامعي‏!‏ Img0029ajo6

ودي صورتك وانت في الحضانة
أوهام أستاذ جامعي‏!‏ 23632uc5

يا لا عقبال ما تكبر وتخش الجامعة

علي فكرة ده هزار غرضه النصيحة

» د. هاني هلال ل"الأسبوعي":24 ألف جنيه لكل أستاذ جامعي ملتزم وأحلم بإلغاء الكتاب الجامعي وتحويله لإلكتروني
» علاقة فتاة جامعيةمع فتى جامعي....فسبحان الله تعالى كيف كانت
» محمد حلاوة ..دكتور جامعي ترك التدريس ليعمل سمكري سيارات