خلاف حول جدوى التكييف الصحراوي رغم التطورات في صناعته
التكييف الصحراوي أحد البدائل الجيدة في توفير الطاقة. ومع ارتفاع تكاليف فاتورة الكهرباء ما زال البعض يتردد في استعمال هذا النوع من التبريد ببعض الحجج.
جريدة "الاقتصادية" طرحت هذا الأمر على عدد من المستهلكين والمختصين. في البداية قال المهندس عبد العظيم محمود - مهندس تكييف يعمل في مجال التكييف منذ فترة تزيد على 15 عاما - "إن مثل هذا النوع من التكييف يعد صحيا بل أرى أنه ضروري لتخفيف ما يعانيه الساكنون من مشاكل صحية بسبب جفاف الجو، خاصة الأطفال الذين لديهم مشاكل صحية. فقليل من الرطوبة ضروري لصحة المنزل. كما يمتاز التكييف الصحراوي بتجديده المستمر للهواء داخل المنزل"، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي مشاكل من التكييف الصحراوي وإن وجدت فإن مميزاته تتفوق على عيوبه.
فلا يحبذ هذا النوع ويقول "لقد عانيت كثيرا من هذا النوع من التكييف فالحاجة مستمرة للصيانة فكثيرا ما ينسد بسبب الأملاح مما يتطلب تغيير القش بشكل منتظم وكذلك العوامة التي تخرب باستمرار مما يؤدي إلى ضياع الماء والتسربات الكثيرة، إضافة إلى أن الصحراوي يؤدي إلى زيادة الرطوبة داخل البيت".
ولا يعتقد العلي أن هناك توفيرا في الكهرباء لأن تكاليف الصيانة وكذلك المياه التي تتسرب ربما تزيد على فرق استهلاك الكهرباء، مؤكدا أن الجدوى من التكييف الصحراوي ضئيلة ولا تستحق الذكر. ويرى أن تكييف الفريون هو الأكثر كفاءة وحداثة وهو التطوير الحقيقي لعملية التكييف حيث يعتمد على تبريد الهواء نفسه بمرور الهواء على الأنابيب المثلجة وعليه فإن ثقة السيد العلي في تكييف الفريون هي الأوفر حظا.
أن استهلاك المياه للمكيف الصحراوي الواحد يزيد على 200 لتر في اليوم أي ما يعادل 6 م 2 في الشهر وهو يعادل نصف وايت ماء شهريا وهي كمية من المياه كبيرة جدا ومع هذا تبقى أوفر بكثير من تكلفة فاتورة الكهرباء التي تزيد عن هذا المبلغ بشكل كبير.
وفي ظل عيشنا في بلد ذات جو حار علينا التفكير في بدائل توفر في المياه لا تزيد من استهلاكه، ولا بد من دراسات استراتيجية لفهم أيهما أجدى من الناحية الاقتصادية التي تصب في مصلحة الوطن هل يتم تشجيع الأجهزة التي تستهلك المياه مثل التكييف الصحراوي أم الأجهزة التي تستهلك الكهرباء مثل تكييف الفريون، لكن الإجابة الدقيقة على هذا التساؤل لا يحلها إلا البحث العلمي الدقيق والإحصاءآت السليمة.
ويعتقد أن التكييف الصحراوي أكثر توفيرا في الكهرباء ولا يمكن أن يجادل أحد في ذلك، فالتكييف الصحراوي يعتمد على الكهرباء في تحريك المروحة أما الفريون فيحتاج إلى الطاقة الكهربائية في الكمبروسور والمروحة أيضا وعليه فهو الأوفر لا شك في ذلك كما أنه مجدد للهواء وفي أوقات كثيرة يمكن أن يستخدم بدون ماء لإدخال الهواء البارد في أوقات المساء، خصوصا عندما يكون الجو معتدلا.
ويوضح قائلا على أنه مقتنع بشكل كبير بأهمية هذا النوع من التكييف ويرى ضرورة تشجيعه لخفض الاستهلاك في فاتورة الكهرباء. ويعتقد أن إضافته على التكييف في صالة المنزل تقلل استهلاك الكهرباء وتعطي البيت هواء منعشا بشكل كبير.
من جانبه أكد المهندس حسام خليل وهو مندوب مبيعات للمكيفات الصحراوية أن المكيفات الصحراوية تطورت كثيرا فالجسم أصبح يصنع من الفيبر قلاس وتم الاستغناء عن القش ويستخدم الآن الكرتون وهو أكثر كفاءة وأسهل من حيث الصيانة مقارنة بالقش، ويعتقد أن التقنيات الجديدة رفعت الكفاءة فالمكيفات الجديدة غير قابلة للصدأ، إضافة إلى خفة الوزن ومرونة التصميم مما يقلص من العيوب الموجودة في المكيفات الصحراوية القديمة.
[/center]