أنا الذات... التي فرقت بين الأخلاء... أنا الذات... التي وأدت البنات ...أنا الذات... التي عُظِمَتْ بها العزى واللات... أنا الذات... التي إذا حكمت فالجبروت دُسْتُوِرها... انا الذات... إنها العصبية القبلية ...أنا الذات... التي ساقت أمم تملكتهم إلى غياهب الجهل والظلمات... أنا الذات... التي فرقت أقوام وما جمعتهم وبأسهم بينهم إلا على أرذل العادات... أنا الذات... إنها الأنانية وحب الاستعلاء...أنا الذات... إنها النفس الأمارة ...فاحذر!!!!!!.... فجبها عميق والنجاة منها صعبة المنال
..... وانت لــــــــــــــست منـــــــــــــــها ببعــــــــــــيد .....
تملكت فرعون الطاغية فحكم بجبروت وثكل أمهات ورمل ازواج ويتم أطفال وسعى
ومن معه فيها خراباً حتى سولت له نفسة المريضة الأمارة بالسوء أن يبلغ السماء
وأراد أن ينازع الله جل جلال الله في ملكه ...فيال خســـــــرانه... فأوداه عقله
الناقص ونفسه المظلمة الظالمة إلى الهلاك........
فأعلم أنها السفينة الغارقة والملك الزائل والشهوة المهلكة فكن قوياً على
نفسك ولا تكن عبداً لها وأعلم أن ما يدفع النفس لمثل هذا ماهو إلا نقص بها
وأعلم أن ذلك عين المهانة وليس بعزٍ ولا جاه ... يقول رسول الله صلى الله
عليه وسلم (( ليس الشديدُ بالصرعة إنما الشديدُ الذي يملك نفسه عند الغضب)) صدق
صلى الله عليه وسلم .. متفق عليه .....؛ فكيف بك وهي تملكك ساعة صفوك فأي قوة تدعي؟!
فإذا تملكتك فتيقن تمام اليقين أنك لا حول لك ولا قوة وأنك تستخف بعقلك
وأنك من الخاسرين ... فتظهر حركتها عليك ... في العجب والهوى في .. أنا وليس غير
أنا... أنا ابن فلان... أنا وليس أجمل منى أحد... أنا العز وأنا الجاه... أنا
الغالب على قومي... وإذا تَمَلَّكتُهم تلذذت بفرض سيطرتك عليهم... وانت في الحقيقة
المؤسفة ما إلا غنمة يسوقها راعٍ أعورٍ أبله... ما إلا دعسوقة بين أشجار الغابات
إن قارنت نفسك بالدنيا وحجمها أو أقل من ذالك... فاســـــــــــتيقظ... وامحها وإن كانت مثقال ذرة فهل ترى كيف قطرة الحبر تكدر صفو كوب الماء...
عد إلى الصواب... إلى الطريق الحق... عد إلى رسول الله عليه صلوات الله...
فبه النجاة... تأسى به... وأسكنه أرقى مكونة فيك... أسكنه روحك... بل وجدان روحك...ولا تنازع معه أحد... فهو طريق الله والهادي إليه... زكي روحك بالصلاة عليه...
وتعلم منه أن الكبرياء والعظمة والعزة لله رب العالمين وحده لا شريك له ... وكذالك
كيف تذكره جل علاه على الوجه الذي يليق بجلاله....
فبــــذالك تنير روحك... وتكون لها الغلبة... فينكس قرينك... وتخرص نفسك
الأمارة... وتُخْمَدُ نار الشياطين عنك...........
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى والديه وآله وصحبه
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل