العميل 67.. عناكب التجسس في مصر إخوان أون لاين - 20/04/2007 شارون يحتضن الجاسوس عزام عزام عقب إفراج مصر عنه - الموساد مارس التجسس على كل المجالات من السياحية وحتى الكويز - الصدفة كشفت شبكة دبلوماسي مصري في تل أبيب والمخدرات كشفت سمحان - اللواء سليمان: الخائن يربط بين مساوئ النظام وانتمائه للوطن فيفقد الهوية - رفعت سيد أحمد: اتفاقية "السلام نقلت الحرب بين الطرفين من السخونة إلى البرودة تحقيق- أحمد رمضان محمد سيد صابر بإعلان السلطات المصرية مؤخرًا عن كشف شبكة تجسس جديدة لحساب الصهاينة تضم مهندسًا بهيئة الطاقة الذرية يُدعى محمد سيد صابر- 35 عامًا- واثنين آخرين أحدهما إيرلندي ويُسمَّى "برايم بيتر"، والآخر ياباني ويُدعى "شيرو إيزو"، ومن قبلها بأشهر قليلة ضُبطت شبكة تجسس تضم طالبًا بجامعة الأزهر "محمد العطار" حاصلاً على الجنسية الكندية، وثلاثةَ ضباطٍ في المخابرات الصهيونية، قاموا في الفترة من أغسطس 2001م وحتى الأول من يناير 2007م، بالتجسس على المصريين والعرب في كندا وتركيا، يكون "صابر" هو الجاسوس رقم 67 في سلسلة الجواسيس الذين جندتهم تل أبيب ضد مصر منذ عام 1990م. محمد العطار فوفقًا لمصادر مصرية فإنه تمَّ خلال الفترة من 1990- 2000م ضبط 27 شبكةَ تجسسٍ صهيونية في مصر، منها 10 شبكاتٍ تمَّ ضبطها خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وبلغ عدد جواسيس الموساد الذين تمَّ تجنيدهم والدفع بهم إلى مصر حوالي 67 جاسوسًا بنسبة 75% من المصريين و25% من الكيان الصهيوني. أشهر الجواسيس ومن أشهر هذه القضايا الجاسوس عزام عزام أخطر جاسوس صهيوني في مصر حتى الآن؛ لأنه منذ أن حُكِم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا؛ وذلك عام 1997م، والصهاينة لا يألون جهدًا في المطالبة بالإفراج عنه، وتمَّ لهم مرادهم بالإفراج عنه بعد قضاء مدة ثماني سنوات في السجون المصرية، مقابل صفقةٍ بين السلطات المصرية والصهاينة تقضي بالإفراج عن ستةٍ من الطلاب المصريين ضلوا الطريق في الصحراء ودخلوا إلى الكيان بطريق الخطأ. ففي عام 1996م تمَّ القبض على عزام عزام متعب عزام والقبض على شبكة تجسس يتزعمها، وتجنيد شاب مصري أثناء وجوده للتدريب في الكيان الصهيوني عن طريق عميلتَي الموساد زهرة يوسف جريس ومنى أحمد شواهنة. عزام عزام وكانت المعلومات المطلوبة من عزام وشبكته هي جمع معلومات عن المصانع الموجودة في المدن الجديدة مدينة 6 أكتوبر والعاشر من رمضان من حيث النشاط والحركة الاقتصادية، وكانت وسيلة عزام عزام جديدة للغاية وهي إدخال ملابس داخلية مُشبَّعة بالحبر السري قادمة من الكيان مع عماد إسماعيل الذي جنَّده عزام، وبعد القبض عليه حُكم على عزام بالسجن 15 عامًا. أما قضية الجاسوس سمير عثمان فقد حدثت في أغسطس 1997م عندما سقط الجاسوس في يد رجال الأمن أثناء قيامه بالتجسس مرتديًا بدلة الغوص؛ حيث كانت مهمته التنقل عائمًا بين مصر والكيان بعد أن جنَّده الموساد، واعترف المتهم بأنه تمَّ تجنيده عام 1988م على يد الموساد بعد أن ترك عمله في جهاز مصري حساس، وأضاف أنه سافر إلى اليونان والسودان وليبيا، ومن هذه البلاد إلى تل أبيب، وأن الموساد جهَّز له 4 جوازات سفر كان يستخدمها في تنقلاته، وأثناء تفتيش منزله عُثر على مستنداتٍ هامة وأدوات خاصة تُستخدم في عمليات التجسس. وقبل ذلك بسنوات وتحديدًا عام 1991م ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على جاسوس يعمل لحساب الموساد، وهو عبد الملك عبد المنعم، واعترف بأنه عمل لحساب الموساد مقابل دولاراتٍ قليلة بعد تجنيده داخل الكيان. والقضية الغريبة في قضايا التجسس الصهيوني على مصر هي قضية الجاسوس سمحان موسى مطير، فهي المرة الأولى التي يتم فيها تجنيد تاجر مخدرات ليكون جاسوسًا للصهاينة، وهذا ما حدث مع سمحان الذي اتفق معه رجال الموساد على تسليمه مخدراتٍ مقابل تسليمهم معلومات عن مصر، وكان سمحان يعمل في فترة شبابه بإحدى شركات المقاولات التي لها أعمال في مصر والكيان، ومن هنا كان اتصاله بالموساد، وعمل بتجارة المخدرات تحت ستار شركة مقاولات خاصة، وكانت له علاقات اتصالاتٍ عديدة ببعض ضباط الموساد المعروفين، ومعهم اتفق على صفقة جلب المخدرات مقابل تقديم معلوماتٍ هامة عن مصر إلى الموساد. وسمحان جاسوس حريص للغاية، فقد تلقَّى دروسًا عديدةً في كيفية الحصول على معلوماتٍ وكيفية استقبال الرسائل وكيفية إرسالها، لكنه كان يحفظ المعلومات المطلوب الحصول عليها وينقلها شفاهةً إلى ضُباط الموساد الصهيوني، وكانت المعلومات المطلوبة من سمحان تتعلق بالوضع الاقتصادي لمصر وحركة البورصة المصرية وتدوال الأوراق المالية، وكذلك تمَّ تكلفيه بالحصول على معلوماتٍ تخص بعض رجال الأعمال. شريف الفيلالي ومن أشهر قضايا التخابر مع العدو الصهيوني كانت قضية الجاسوس شريف الفيلالي الذي سافر عام 1990م لاستكمال دراسته العليا بألمانيا، وخلال إقامته بها تعرَّف على امرأةٍ ألمانية يهودية قامت بتقديمه إلى رئيس قسم العمليات التجارية بإحدى الشركات الألمانية الدولية، والذي ألحقه بالعمل بالشركة، وطلب منه تعلم اللغة العبرية؛ تمهيدًا لإرساله للعمل في الكيان، وعندما فشل في تعلم اللغة العبرية سافر إلى إسبانيا وتزوَّج من امرأةٍ يهودية مُسنِّة، ثم تعرَّف على جريجروي شيفيتش الضابط بجهاز المخابرات السوفيتي السابق المتهم الثاني في القضية، وعلم منه أنه يعمل في تجارة الأسلحة، وكشف له عن ثرائه الكبير، ثم طلب منه إمداده بمعلوماتٍ سياسيةٍ وعسكريةٍ عن مصر، وإمداده بمعلوماتٍ عن مشروعاتٍ استثمارية منها ما هو سياحي وزراعي بمساعدة ابن عمه سامي الفيلالي وكيل وزارة الزراعة. ووافق الفيلالي، وبدأت اللقاءات مع ضابطين من الموساد، وقد نجح رجال الأمن المصريون في القبض عليه، فكانت أشهر قضية تجسس مع بداية عام 2000م، وحُكِم عليه بالسجن 15 عامًا. قضية تجسس أخرى تمَّ إحباطها قبل أن تبدأ، وهي قضية مجدي أنور توفيق الذي حُكم عليه بالسجن 10 سنواتٍ أشغالاً شاقةً للسعي للتخابر مع الموساد، ووجَّهت له أجهزة الأمن المصرية تهمة السعي إلى التخابر مع دولةٍ أجنبية، وأيضًا تهمة التزوير في أوراقٍ رسمية؛ حيث قام المتهم بتزوير شهادة من الأمانة العامة للصندوق المصري للتعاون الفني مع إفريقيا التابع لوزراء الخارجية تشير إلى عمله كوزيرٍ مفوضٍ على غير الحقيقة، واعترف الجاسوس أنه قام بالاتصال بالقنصلية الصهيونية بالإسكندرية عن طريق الفاكس، مبررًا أنه كان يريد عناوين بعض الأجهزة الدولية. وأخيرًا قضية محمد عصام غنيمي حسن العطار، 30 عامًا، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية العلوم جامعة الأزهر، الذي يحمل الجنسيتين المصرية والكندية، والمتهم بالتجسس على المصريين والعرب في كندا وتركيا، ليكون الجاسوس رقم 66 في سلسلة الجواسيس الذين جنَّدتهم تل أبيب ضد مصر منذ عام 1990م. أشهر الشبكات أما شبكات التجسس الكبيرة فقد بدأت منذ اليوم الأول لبدء العلاقات بين البلدين؛ حيث أعلنت السلطات المصرية عام 1985م عن القبض على شبكة تجسس صهيونية مكونة من 9 أفرادٍ، من الموساد؛ حيث جاء التشكيل إلى مصر على دفعتين: ضمن أحد الأفواج السياحية أحدهما مكون من أربعة أفراد توجهوا إلى الإسكندرية، والثانى إلى منطقة القناة، وقد تمَّ ضبط الدفعة الثانية في مدينة بور فؤاد أثناء قيامها بأعمال التصوير ورسم الخرائط لأماكن ممنوعة، وضُبط بحوزتهم عدة أفلام قاموا بتصويرها، وبعد إجراء التحقيقات والتحريات تبيَّن أنهم ضُباط بجهاز المخابرات الصهيونية "الموساد". في أغسطس 1986م تمَّ القبض على شبكة تجسس أخرى، ضمَّت عددًا من العاملين بالمركز الأكاديمي الصهيوني في القاهرة، إلى جانب سيدة أمريكية تعمل في هيئة المعونة الأمريكية؛ حيث ضبطت أجهزة الأمن المصرية بحوزتهم كميةً من الأفلام والصور ومحطة إرسال واستقبال ومعمل تحميض، وتبيَّن أن هذه الصور تمَّ التقاطها لوحداتٍ من الجيش المصري أثناء الليل باستخدام أشعة الليزر. وفي أواخر عام 1986م تم ضبط أربعة جواسيس صهاينة في شرم الشيخ، وفي عام 1987م تم ضبط شبكة تجسس من السائحين الصهاينة أثناء زيارتهم لشرم الشيخ، وفي عام 1990م ألقت أجهزة الأمن القبض على إبراهيم مصباح عوارة؛ لاشتراكه مع أحد ضباط المخابرات الصهاينة في تحريض الفتاة المصرية "سحر" على القيام بالتخابر ضد مصر، وكانت "سحر" قد رفضت التجسس على وطنها، وأبلغت أجهزة الأمن المصرية بمحاولة تجنيدها، وتم ضبط العميل وصدر ضده حكمٌ بالسجن 15 سنةً. وفي عام 1992م سقطت شبكة "آل مصراتي"، التي ضمَّت 4 جواسيس، وهم: صبحي مصراتي وأولاده ماجد وفائقة وجاسوس آخر هو "ديفيد أوفيتس"، وقد اعترفت "فائقة مصراتي" الجاسوسة الصهيونية في التحقيقات بأن جهاز المخابرات الصهيونية جنَّدها للعمل لديه منذ سنتين عن طريق المتهم "ديفيد أوفيتس" الذي تولَّى تدريبها على جمع المعلومات عن الأهداف العسكرية والاستراتيجية والشخصيات العامة في مصر. واعترفت "فائقة" بأنها استغلَّت جمالَها لإقامة علاقاتٍ مع الشبان المصريين الذين يشغلون مراكز في أجهزةٍ مهمةٍ وحساسة في البلاد، وقد تورَّط في هذه العلاقة المشبوهة عددٌ من أبناءِ المسئولين، وتمكَّنت "فائقة" بهذا الأسلوب من جمع معلوماتٍ مهمةٍ وبالغة السرية، وقامت بإرسالها إلى "الموساد" عن طريق ضابط مخابرات صهيوني حضر إلى مصر على فترات متفاوتة لتلقي المعلومات والتقارير من أعضاء شبكة التجسس، واعترفت "فائقة" باشتراك شقيقها ماجد ووالدها "مصراتي" في شبكة التجسس، ورغم صدور حكمٍ ضد الجواسيس الأربعة، فإن مصر أفرجت عنهم، وبادلتهم بعددٍ من المصريين المقبوض عليهم في تهمٍ مختلفة داخل الكيان الصهيوني. هناك أيضًا قضية تورُّط دبلوماسي مصري بسفارة مصر في تل أبيب، وهو "د. عصام الصاوي" مع شبكة تجسس في مصر زعيمتها مديرة علاقات عامة بشركة سياحية تُدعى "نجلاء إبراهيم"، وهي أيضًا لاعبة كرة اليد السابقة التي تعرَّفت عن طريق هذه اللعبة على "خالد مسعد" لاعب كرة اليد السابق بنادي الزمالك، وتمكَّنت من تجنيده هو الآخر ليساعدها في هذه العمليات المشبوهة، وكوَّن الثلاثة معًا شبكةً قويةً للتجسس وتهريب السائحين الأجانب إلى الكيان عبر الحدود المصرية، عن طريق المنافذ والدروب الجبلية عند مدينة رفح، وكانت الصدفة وحدها هي السبب في كشف هذه الشبكة. وأكدت تقارير أخرى أنه منذ اتفاقية السلام تمَّ ضبط العديد من شبكات تجسس صهيونية باستثناء حالة واحدة لحساب المخابرات الأمريكية، وأخرى إيرانية، وحسب التقارير الأمنية فإن 86 % من جرائم التهريب وتزوير العملات في مصر ارتكبها صهاينة، في حين بلغت أعداد قضايا المخدرات المتهم فيها صهاينة خلال 10 سنوات نحو 4 آلاف و457 قضية، ومما يدلل على ذلك اعتراف مصدرٌ صهيونيٌّ بأن مصر يدخلها نحو 500 طن مخدرات سنويًّا عن طريق الصهاينة. كما استغل الكيان الصهيوني السياحة إلى مصر لتنفيذ مخططٍ لزرع هذه الشبكات التجسسية، وساعد على ذلك أن الصهاينة لهم الحق- بموجب اتفاقية كامب ديفيد- في دخول سيناء بدون جوازات سفر أو تأشيرات لمدة أسبوعين؛ مما جعل عملية التسلل إلى داخل البلاد أمرًا سهلاً. أي تجسس وقد وصل التجسس إلى مفاعلاتنا النووية بالرغم من أنه لم يبقَ منها إلا اسمها إلا أنها مناطق حساسة في أي بلد، وتُعتبر رأس أولويات الأمن القومي، ومع التحية العظيمة للأمن القومي المصري الذي يُظهر براعته من آنٍ لآخر في الكشف عن هذه الشبكات وضبطها إلا أنه يثور تساؤلٌ قبل ذلك، وهو: لماذا نسمح لهؤلاء الجواسيس أن يصلوا لهذه المرحلة، ولهذه الأماكن في ظل اعتماد أجهزتنا على ظاهرة الثانية الأخيرة بعدما يضيع كل شيء، وهو ما حدث في الواقعة الأخيرة والتي هرَّب من خلالها المهندسُ النووي معلوماتٍ خطيرةً للكيان الصهيوني؟. تساؤل آخر يداعب الأذهان الحائرة: ما الذي يدفع المصري إلى التخابر لصالح ألد أعداء بلده؟ هل وصل الحال بمصر إلى حافةِ فقدان الانتماء، بل والتحول من مواطن إلى جاسوس عدو لوطنه؟!. يؤكد د. عصمت زين الدين- مؤسس قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية- والذي تخرَّج فيه المهندس سيد محمد صابر المتهم بالجاسوسية- أن الولاياتِ المتحدة الأمريكية أحكمت قبضتها بنسبة 100% على أي عملٍ نووي في مصر، بالرغم من أنه ليس لدينا شيء نُخفيه- على حدِّ قوله- وهو ما يُفسِّر سماح الإدارة الأمريكية لمصر بعمل برنامجٍ نووي سلمي. وقال زين الدين: "ماعندناش أي حاجة نخبيها لأن مفيش حاجة أصلاً"!!، موضحًا أن كلَّ ما لدينا مفاعلان نوويان؛ الأول 2 ميجا وات والثاني أرجنتيني 20 ميجا وات، وهما بدائيان تمامًا، مؤكدًا أنه لا يعتقد أن مصر لديها برنامج نووي تستطيع أن تُخفي منه أي شيءٍ على الصهاينة أو الأمريكان. وأوضح د. عصمت زين الدين أن قسم الهندسة النووية يُعطي دراساتٍ علميةً هندسيةً على مستوى البكالوريوس لا يوجد فيه كلمة واحدة غير معروفة، فالتكنولوجيا الانشطارية وأي سرٍّ الآن في العالم خاص بالانشطار النووي معروف. للعلم فقط د. عبد الرازق زكي حسين- هيئة الطاقة الذرية- أبدى دهشته من التجسس على مصر في المجال النووي، رغم أنها لا تسير على خُطى إيران أو كوريا الشمالية، مؤكدًا أنه في الفترة الأخيرة بالذات لا يوجد لدينا ما نُخفيه. وطرح عبد الرازق عدة تساؤلاتٍ منها: "الموضوع مُفزع؛ مَن الذي وراءه ولماذا؟"، مشيرًا إلى أن قضايا التجسس هي عادةَ الدول في كلِّ المواقف التي تسعى فيها لمعرفةِ الموجود بداخل الدولة التي تتجسس فيها، وتهدف للإجابة عن هذا السؤال: "هل كل الذي تعلنه هذه الدولة بالفعل هو الموجود أم أن هناك ما تُخفيه من معلوماتٍ؟"، كاشفًا النقاب عن أنَّ عمليةَ التخابر الأخيرة تهدف للتأكد من إمكانية فصل مادة استراتيجية من وقود المفاعل. وأوضح عضو هيئة الطاقة الذرية أن المسئولين المصريين لم يأخذوا البرنامج النووي السلمي على محمل الجد، وحتى الآن هو مأخوذٌ بنوعٍ من التمهل؛ حيث أعلن وزير الكهرباء أن المشروع ستُعدُّ له دراساتٌ فقط لمدة سنتين. وألمح إلى أن حالةَ عدم الانتماء التي انتابت البعض في الآونة الأخيرة يرجع للأوضاع الصعبة التي يعيشها المصريون، خاصةً أن المواطن يعيش بشكلٍ غير لائق، واستطرد قائلاً: إن هزيمة 67 أورثت فينا الكذب حتى الآن، وضرب مثالاً بأن هناك سوءَ توزيع في ثروة مصر، وهو ما يؤدي إلى إحباط وتذمُّر، فهناك شبابٌ يتخرج ويجد عملاً ومشاريعًا تنتظره لأنه قريبٌ من دائرة السلطة أو النظام الحاكم، وعلى النقيض يتخرج شباب آخر ولا يجد سوى الشارع حُضنًا يرتمي به. ترقب ويشير الخبير الاستراتيجي اللواء د. عادل سليمان إلى أن الكيان الصهيوني يشغله هاجس أمني شديد، ويشهد حالةً شديدةً جدًّا من القلق، وبالتالي يندفعون وراء أي عمليات تجسس ووراء أي شيء يحتمل أن يُمثل خطرًا على كيانهم، ولو بنسبة 1%، مضيفًا أنهم إذا كانوا بهذه الدرجة من القلق فلا بد أن تكون أجهزتنا المسئولة على نفس الدرجة وأكثر من اليقظة والمراقبة والاهتمام. مشيرًا إلى أن عمليات التجسس أمراض تصيب كل المجتمعات، ويقع في فخها مَن يتطلعون إلى حياةٍ كريمةٍ، خاصةً إذا كانوا يعانون من مشكلاتٍ مع الحكومة أو النظام الحاكم، والذي ينطبع في ذهن البعض أنهم يمثلون الوطن فينقمون عليه وعلى الوطن، ويتمنون العمل في أقسى المجتمعات عنفًا كالعراق مثلاً، وهو ما حدث مع بعض المصريين- على حدِّ قوله- أثناء الحرب الأمريكية على العراق. من السياحة للكويز د. رفعت سيد أحمد ويؤكد د. رفعت سيد أحمد- مدير مركز يافا للدراسات- أنه بالرغم من مرور ما يقرب من 30 عامًا على توقيع ما يُسمَّى بمعاهدة "السلام" بين مصر والكيان، إلا أن الصهاينة لم يتوقفوا عن نشاطهم في تجنيد الأفراد والتخابر على المصالح القومية المصرية، مؤكدًا أنَّ كل ما فعلته اتفاقية "السلام" هذه بين مصر والدولة الصهيونية، هو نقل الحرب من ساخنةٍ إلى باردة، فاتفاقية كامب ديفيد وما جرته في ذيولها من تطبيعٍ بين مصر والدولة الصهيونية لم يمنع الصهاينة من استهداف مصر، وجعلها على رأس سُلم أولويات المخابرات الصهيونية. وقد وصل عدد جواسيس الموساد، الذين تمَّ تجنيدهم والدفع بهم نحو مصر إلى حولي 67 جاسوسًا، موضحًا أن التجسس سيستمر؛ لأن اليهود لا يثقون في أحد، حتى وإن كان هو أصدق أصدقائهم، أي الولايات المتحدة، فواشنطن تكشف كل فترةٍ عن شبكةٍ صهيونيةٍ للتجسس عليها، وهو ما يُعدُّ درسًا لنا كعرب، يدعونا إلى عدم التعامل مع الكيان الصهيوني بعقليتنا العربية المتسامحة، فهي ليست دولة طبيعية، والصهاينة أنفسهم يعتبرون دولتهم "دولة غير طبيعية"، مؤكدًا أن هذه القضايا وغيرها مثَّلت سياسةً ثابتةً للكيان تجاه مصر طيلة فترة التطبيع والعلاقات الدافئة "30 عامًا"، والسبب الطبيعة العدوانية للصهاينة التي تجعلهم فاقدي الثقة في أي دولة، وتجعلهم في حالةِ تربصٍ دائمٍ بالآخرين، وهو ما دفعهم لسلسلةٍ من عمليات التجسس مع مصر والأردن و12 دولةً عربيةً أقاموا معها سرًّا علاقاتٍ خاصة مثل "قطر- عمان- المغرب" وغيرها.