أنا فى الميكروباص، بجوارى كائن مريخى يفسر لى سبب مجيئه إلى الأرض حينما سألته سؤالا مباشرا:
- إنت جاى تعمل إيه فى كوكب الأرض يا مرمر؟
- (رفع حاجبه المريخى ونزل حاجبه المريخى التانى فى دهشة): هم بتوع الكواكب الأخرى لما بييجوا الأرض بيعملوا إيه؟
- بيغزوها طبعا (قلت مبتسما ثم مستطردا): وطبعا جاى تجمع معلومات.
أكيد،لازم أشوف الوضع على الطبيعة قبل ما أعطى الصواريخ إشارة البدء. أصل إحنا فى حرب مع كوكب الزهرة وخفنا يحتلوا الأرض ويحاصرونا، فقلنا نتغدا بيهم قبل ما يتعشو بينا.
- وبعد ماتحتلونا حتقتلونا أكيد ؟
( فى كبرياء غاضب كمن أُهين إهانةلا تُغتفر): إحنا كائنات متحضرة، وأخلاقنا المريخية عالية أوى، وبحكم أعباءالاحتلال حنكون مسؤولين عنكم بالكامل.
( فى فرحةغامرة): بتنكلم جد، يعنى حتأكلونا؟، فقال فى تأكيد: أكلكم، شربكم، سجايركم، كلحاجة علينا.
- (أصافحه فى حرارة شديدة): اسمح لى باسم شعب مصرأقول لكم إننا بنرحب بالغزو، ويا أهلا، ويا ميت مرحبا.
( متفاجئا): بتقول إيه؟ يعنى مش حيكون فيه مقاومة؟، فقلت له: إطلاقاااااااااااااا هوا أحنا بتوع الحاجات دى .
- ( ناظرا فى ارتياب): اسمح لى، من واجبى إنى أنقل لهم كلام دقيق. إنت بتتكلم باسمك ولا باسم شعب مصر؟
حاخليك تسمع بنفسك صوت الشعب (بصوت عال فى الميكروباص): يا جماعة، الأخ ده اسمه كوكو وجاى من المريخ، وبيقول إنهم جايين يحتلونا، وأكلنا وشربناوسجايرنا عليهم، قلتواإيه؟
( صياح جماعى): هيييييييييه (طبول تظهر فجأة فى أيدى الركاب) مريخ مريخ، وحنتعشى، حنتعشى..
- (صوت يقود المجموعة) تنتخبوا مين( صوت جماعى) كوكووحبيبكم مين؟ كوكو.
- ( فى ذهول) يا جماعة أناباشكركم على مشاعركم الفياضة تجاه شعب المريخ الصديق. بس المفروض تقاوموا وترفضوا
- يا كوكو بيه هو احنا لاقيين حديأكلنا!. المهم أديك سمعت رأى الشعب. كلمهم بسرعة وقللهم يركبوا صواريخهم وييجوا لحسن أنا حموت من الجوع وخرمان سجاير .
( مترددا وهو يخرج جهازاللاسلكى): هنا كوكو، ولو انى مش فاهم حاجة، لكن تعالوا! وتنطلق عربة الأصوات فى شوارع مصر، والناس كلها فى فرحة عارمة فيما عداسيدة واحدة لا تشارك فىالاحتفال ويبدو عليها الغضب الشديد. ترى ما حكاية هذه السيدة؟الوضع كما يلى: المرح يسود الميكروباص، كوكو يرمق فرحتنا فى دهشة، سيدة لاتشارك فى الاحتفال وقد بدا عليها الغضب الشديد. ثم تصرخ طالبة بأن يتوقف هذاالهُراء.
ليه يا مدام؟ (قلت لها متسائلاً )قالت بصوت غاضب: أنا مش موافقة على التهريج اللى بيحصل ده.
وحضرتك بتتكلمى بصفةإيه يا مدام ( قلت متفلسفا) ما هى الناس مبسوطة قدامك أهه!.
وهنا حدثت المفاجأة المذهلة. وجدنا السيدة تتلاشى ثم تتحول إلى حوريةشديدة الجمال لا نظير لها على كوكب الأرض.
ساد الصمت الذاهل لثوان ثم قطعته الفاتنةبقولها: أقدم لكم نفسى: زوزو منكوكب الزهرة.
وعلى الفور بدأت الطبول ترن فى أيدى الركاب، ولكن بنداءمختلف:
زوزو.. زوزو.
فانحنت الحورية فى حركات استعراضية، وأرسلت القبلات فى الهواء لركاب الميكروباص وقالت:
قولوا ورايا: فليسقط المريخ.
( ركاب الميكروباص وقد انقلبوا على كوكو) فليسقط المريخالزهرة يعيش، الزهرة يعيش، كوكب المريخ ما يلزمنيشالزهرة يعيش، الزهرة يعيش، كوكب المريخ ما يلزمنيش( كوكو مذكرا) يا جماعة الأكل.. السجاير.
( ينقلب الهتاف فورا) كوكو.. كوكو.. مريخ.. مريختقولزوزو بصوت عال:
الزهرة حتديكم أنابيب البوتاجاز ببلاش.
( تدوى الطبول) زوزو، زهرة.
( كوكو) قرارات علاج على نفقة المريخ؟( تدوى الطبول)كوكو.. مريخ.
( زوزو) حفلات مجانية لأليسا ونانسىوهيفاء.
( هياج فظيع) هييييييييييه خلى بالك من زوزو.
( كوكو يقترب من زوزو قائلا) بأقولك إيه ما تسيبك منالمجانين دول، دول عالم ما ينضمنوش. وشايلين الطبول حتى وهم رايحين الشغل، وبيصقفوالأى حد.
(زوزو فى حيرة) والله عندك حق. أنا مستغربة مناللى بيحصل هنا. ما تيجى نعقد صلح بين المريخ والزهرةونخلع من الكوكب الملعون ده خالص؟.
( نظرت إليه فى دلال)تتجوزنى؟.
( كوكو يفتح اللاسلكى) أوقفوا الغزو.. الناسهنا مالهمش نظام ومش مضمونين، وأوقفوا الحرب مع الزهرة كمان، إحنا خلاص اتصالحنا
( يقذف باللاسلكى من النافذةويلتفت إلى زوزو قائلا) أموت أنا.
( ركاب الميكروباص يغنون فى سعادة فائقة وقد نسوا الأمر برمته)اتمخطرى يا حلوة يا زينة، يا وردة من جوه جنينة.
وتنطلق عربة الأصوات بالسعداء الذين يصفقون لأى شىء وكل شىء، وتستمر الحياة فى مصر على دقات الطبول كالمعتاد.
وشكراااااااااااااااااااااا