شعر جميل جدا فيه نصائح ومواعظ
صالح بن أحمد بن محمد الزهراني
يَا مَعْشَرَ الإِخْوَانِ يَا أَهْلَ النُّهَى = هَذِي نَصِيْحَةُ صَادِقٍ مِعْوَانِ
أَلَّفْتُهَا نَظْمَاً لِيَسْهُلَ حِفْظُهَا = لِلرَّاغِبِيْنَ لَهَا مِن الإِخْوَانِ
فِيْهَا مِن الشِّعْرِ الْحَكِيمِ نَصَائِحٌ = تَهْدِي لِنَهْجِ الْحَقِّ وَالإِيْمَانِ
إِنِّي أَبُو عَبْدِ السَّلامِ أَخُوْكُمُ = في اللهِِ والإِسْلامِ والإِيْمَانِ
أوصيكمُ فيها بأن تتمسكوا = بالسنة الغراء والقرآن
فهما النجاة لمن تمسك فيهما = من شر فتنة آخر الأزمان
فلقد أتتنا فتنة شبهاتها = تدع الحليم بموقف الحيران
فتن تموج بشرها وفسادها = كالبحر حين (يموج) بالفيضان (يهيج)
بدأت بكل مدينة بفسادها = وتطايرت في سائر الأوطان
بل قد ترقى شرها وفسادها = في الجو سابحة مع الطيران
وأساسها فتن ثلاث حبها = يعمي عن الإسلام والإيمان
شك وشبهات وشهوات بها = قد شارك الإنسان للحيوان
عرضت على جمع القلوب فوقعها = كحصير عود فوق ذي عيدان
قسم من الناس سرت لقلوبهم = فعلت عليها ظلمة المران
فتنكست (كالكوب) مكبوباً فلا = تمييز بين العرف والنكران(كالكوز)
هذا وقسم أنكروها جهرة = لرسوخهم في العلم والإيمان
قسماً لقد ظهر الفساد حقيقة = في البر والبحر بلا نكران
من شؤم أعمال العباد وكسبهم = للظلم والآثام والعدوان
مصداق ما في سورة الروم التي = فيها بيان النص والبرهان
هذا هو الزمن الذي بفساده = قد أخبر المعصوم من عدنان
صرنا إلى شر القرون بأسرها = حاشا دعاةَ الدين والإيمان
ساد المناصب والأمور شرارهم = وخيارهم غرباء في الأوطان
وكذا الإماء ولدن سادات الورى = وتطاول الرعيان في البنيان
مصداق هذا ما رواه مسلم = أبو الحسين العالم الرباني
وكذا أحاديث من السنن التي = وردت عن المبعوث بالقرآن
فإذا رأيت الأمر أضحى هكذا = فاهرب بدينك شاسع البلدان
فخيار مال المرء قطعة ماعز = ينأى بها في شمخ الأكنان
حفظاً لدين المرء من مدنية = وفساد أهل الفسق والطغيان
إذ حل بالإسلام أعظم غربة = في عصرنا كأوائل الأزمان
بل أهله غرباء في أوطانهم = حتى مع الأهلين والجيران
ما بعد ذا إلا قيام (ساعة) = فشروطها وقعت بلا حسبان (الساعة)
ويعد من أشراط يوم الساعة = طغيان نساء زماننا الفتان
وظهور أصحاب المعاصي بلا حيا = وفساد نشأ الجيل والشبان
ومخالف هذا لذاك عقيدة = وتبايناً في الدين والإيمان
هذا مثال واحد في شأنهم = يعطيك برهاناً عظيم الشان
كم عالم يعلو المنابر واعظاً = والإبن منحرف عن الإيمان
هذا لكثرة مغريات أجلبت = من عابد الصلبان والنيران
شرقية غربية مستورة = بلباس زور خادع فتان
بثت سموم الشر في أبنائنا = بل سائر الفتيات والنسوان
هذا هو الغزو الذي بفساده = مسخ العقائد من بني الإنسان
فقضى على خلق الحياء وحسنه = حتى غدا الإنسان كالشيطان
وإذا تناست أمة أخلاقها = (ضلت) وعاشت عيشة الحيوان (ذلت)
هذا هو التخطيط من أعدائنا = بثوه في الأقطار والبلدان
مسخوا علوم الدين من أنواره = بعلوم عصر حضارة فتان
فاستخرجوا الأبكار من خدر الحيا = وإلى سفور كاشف الأبدان
من جانب التعليم قد دخلوا لها = حتى يوافوها بكل مكان
قالوا لها التعليم فرض واجب = حتى ولو بالصين لا تتوانِ
قصداً لإفساد البيوت وأهلها = من أجل أن يقضوا على الأديان ((إتمام)) إلى ((فاحذر))
فاحذر على الفتيات من تعليم ما = يودي بهن مزالق الكفران
فينلن في الدنيا فضيحة عارها = ويذقن في العقبى لظى النيران
هذا ولو بالغت لست محرماً = تعليم شرع نبينا العدنان
لكن على نهج الكتاب وحكمه = يذكرن ما يتلى من القرآن
أو سنة مرفوعة لنبينا = صحت بلا شك ولا نكران
وكذا أصول الدين فرض علمها = ليست كفائي بل على الأعيان
وكذا الصلاة شروطها وأدابها = حتى تؤدى دونما نقصان
وكذا حقوق الزوج فرض علمها = لمعاشر الفتيات والنسوان
حتى يقمن بكل حق واجب = للزوج والتأديب للصبيان
هذا هو الحق الذي من أجله = تتعلم العذراء كل زمان
ليست علوم خلاعة عصرية = حتى تجيد الخط للأخدان
أما شباب زماننا فكثيرهم = مرقوا من الإسلام والإيمان
تركوا الصلاة وضيعوا أوقاتها = هدموا عمود الدين والأركان
هذا ومن ترك الصلاة فحكمه = قتل بحد السيف أو بسنان
لدلائل نصت على كفرانه = من صادق الآثار والقرآن
فيما رواه الترمذي مصححاً = وكذلكم في مسند الشيباني
وأصح منه ما رواه مسلم = نصاً صحيحاً قاطع البرهان
ثكلتهم الآباء إن حياتهم = عار على الإسلام والإيمان
ركبوا مع ترك الصلاة فواحشاً = وخلاعة وميوعة النسوان
حلقوا اللحى وتخنفسوا وتخنثوا = وتمايلوا كتمايل النشوان
خابوا وخاب فعالهم من معشر = ضاهوا شباب الغرب والرومان
أسفي على هذا الشباب وحسرتي = فسدوا بغش مدرس خوان
وحضارة زيفاء قد شبهتها = كسراب قيعان لدى الظمآن
أف لعصر حضارة فيها غدوا = كالجاهلية أول الأزمان
عزف وموسيقى وصوت ملحن = ومغنيات العصر دان دان
طرب ولهو ليلهم ونهارهم = فمتى تكون إفاقة الولهان
خمر العقول أضر من خمر الجسو = م كذا يقول العالم الرباني
حب الكتاب وحب ألحان الغنا = في قلب عبد ليس يجتمعان
عكسوا أوامر ربهم فاستبدلوا = نهج الغنا عن منهج القرآن
فبيوتهم ملئت بأجهزة الغنا = وفنون موسيقى مع العيدان
وأشدها خطراً على أخلاقنا = ((وكذا على)) الصبيان والنسوان ((لا سيما))
تمثالهم تلف العيون لضره = عكفوا عليه كعابد الأوثان
أو قل كمثل الناشئين بلهوهم = صدوا به عن طاعة الرحمن
قد قلدوا أهل الضلال بكفرهم = شبراً بشبر دونما نقصان
((و))تشبهوا بفعالهم ولبالسهم = وجميع ما يأتون من نكران ((فـ))
أما النساء كشفن جلباب الحيا = وغرقن في التقليد والعصيان
غيرن لبس المؤمنات بلا حيا = ((أنى)) لفعل باء بالخسران ((أف))
والكعب عال تحت بنطال لها = فبدت مفاتنها مع الفستان
وكذا الشباب التائهون تشبهوا = بنسائهم أف لذي الشبان
البعض منهم يرتدي باروكة = والبعض كعباً طوله شبران
فإذا رأيت القوم في طرقاتهم = لا تعرف الأنثى من الذكران
اللبس نوع واحد وشعورهم = وكذا الوجوه تشابه الجنسان
انظر إلى أسواقهم مملوءة = بملابس الإفرنج والكفران
ومعارض عرضوا بها الشعر الذي = من أجله لعبوا على النسوان
باروكة صنعت لغزو نسائنا = من عابد الصلبان والنيران
ونظيرها صبغ المناكير التي = من خبثها اشتقت من النكران
وكذلك الصنفان قد ظهرا كما = ورد الحديث بهذه الأزمان
طبقاً لما في مسلم حررته = ونظمته معنى بلا نقصان
صنفان هم في النار لم ينظرهما = في وقته المعصوم من عدنان
لكنا والله رأينا وصفهم = في عصرنا هذا بكل مكان
صنف بأيديهم سياط أشبهت = أذناب جاموس من الثيران
آذوا كثير المسلمين ((بضربهم)) = بغياً وظلماً عبر كل زمان ((بضربها))
لكن تمادى شرهم في عصرنا = وازداد فعل الظلم والعدوان
هذا وصنف من نساء زماننا = لا شك هن من الفريق الثاني
وإذا رأيت رؤوسهم حسبتها = أسنام بخت شوهدت بعيان
يمشطن مشط الباغيات بلا حيا = وكشفن ذاك الشعر للأخدان
الكاسيات العاريات حقيقة = المائلات بأكعب الشيطان
قسماً لقد ورد الحديث محرماً = لدخولهن جنان ذي الغفران
أما الكثير من الرجال فإنهم = حلقوا اللحى جهراً بلا نكران
انظر لصالونات حلق ((لحاهم)) = فيها تهان كرامة الأذقان ((لحائهم))
قد دنسوا شرف الرجال بحلقها = ومحوا الرجولة من بني الإنسان
فإذا انتهى شرف اللحى وجمالها = ضاهى الرجال معاشر النسوان
والأخذ من شعر العوارض واللحى = خلاف هدي نبينا العدنان
فلقد روى الشيخان فيما قلته = نص الحديث عليه متفقان
أرخوا اللحى واعفوا ولفظاً وفروا = أيضاً كذا الإكرام للأذقان
والأمر هذا للوجوب صراحة = لا يمتري فيه ذوو العرفان
وكذلكم قص الشوارب واجب = بنصوص شرع نبينا العدنان
ورد الحديث بقصه أو نهكه = فامسك بهذا النص والبرهان
هذا ومن تمثيلهم بشعورهم = فعل التواليتات للصبيان
ربوا نواصيهم مع حلق القفا = شبه اليهود وعابد الصلبان
والنص يأمرنا بحلق جميعه = أو تركه من غير ما نقصان
هذا ومن شر الأمور خطورة = ((بإعادة)) الأصنام والأوثان ((لإعادة))
ما كان من صنع التصاوير التي = عمت بها البلواء في الأوطان
فأصيب جل الناس من بلوائها = حتى رجال العلم والإيمان
بل إننا نخشى تجاوز شرها = لبناتنا وكرائم النسوان
قد أصبح التصوير في أيامنا = وكأنه فرض على الأعيان
بل أصبحوا يتألهون بحبها = كأراذل النسوان والصبيان
ونسوا حديث نبيهم في طمسها = أو كسرها من جملة الأوثان
إذ أنهم ضاهوا بفعلهم الذي = متفرد بالخلق والإتقان
هذا وشرك الأولين أساسه = ((أن قد غلوا)) في صالح الإنسان ((غلوهم))
لما غلوا صنعوا تصاويراً لهم = ذكراً وخوفاً من عمى النسيان
لكنهم لما تقادم عهدهم = سجدوا لها وغدت من الأوثان
هذا الذي نخشى على إيماننا = من محبطات الشرك والكفران
إذ أن كل وسيلة تفضي إلى الـ = منهي حكمهما إذاً سيان
فتوقَ من تصوير كل مصور = حفظاً على التوحيد والإيمان
لكن هذا النهي مختص بما = كانت له روح فثق ببياني
أيضاً وفي التصوير محذور أتى = نص الحديث عليه متفقان
أن الملائكة الكرام لفضلهم = لا يقربون أماكن الصلبان
وكذلكم لن يدخلوا بيتاً به = صور ولا كلب ولا أوثان
لكنهم ربوا الكلاب برجسها = في دورهم من جملة الصبيان
وتجاهلوا نص الحديث بقتلها = أو نفيها من سائر السكان
وكذا ورود النص فيمن يقتنى = كلباً بنقص الأجر والإيمان
إلا لصيد أو لزرع يقتنى = أو حرث ماشية مع الرعيان
لكنهم مسخوا العقول عن الهدى = والفطرة الأولى لدى الإنسان
فاستحسنوا الأمر القبيح وفعله = واستقبحوا حسناً بلا برهان
فلذلكم أكلوا الخبائث جيفة = كالنتن من حم ومن دخان
(ف)ولقد رأيت القوم في قهواتهم = سمراً على نرجيلة الشيطان
وسجائر قد أوقدوا نيرانها = مثل الدخان يثور من شكمان
((وتمضغوا)) القات المضر وشمة = منها تعاف سوائم الحيوان ((واستأكلوا))
وكذا سعوط منتن في ذوقه = مثل الرجيع وغائط الإنسان
والبعض منه مسكر ومفتر = كالسم يسري من فم الثعبان
فاستهلكوا أموالهم سرفاً بلا = نفع ولا جدوى على الأبدان
يتخوضون بغير حق الله في = مال العظيم الواحد الديان
(ف)النار أولى بالذين تخوضوا = في صرفها في طاعة الشيطان
انظر إلى النص الذي حررته = يعطيك برهاناً عظيم الشان
يقضي بتحريم الخبائث كلها = فامسك بهذا النص والبرهان
ينجيك من زيف الكلام وأهله = وخصام حزب الجهل والشيطان
هذا الدليل نظمته ونقلته = من سورة الأعراف خير بيان
لكن إرشاد الذين قلوبهم = صمت عن الإسلام والإيمان
((كالنعم)) في سرح السوائم إنهم = لا يعقلون زواجر القرآن ((كالنعق))
أو قل كذبان الورى وفراشه = فمتى يفيد الوعظ في دبان
لا يدركون الفرق بين مضرة = كلا ولا نفع على الأبدان
إسلامهم بالقول صوري بلا = علم وفهم شرائع الإيمان
قد أهملوه وضيعوه فما بقي = ((إلا كإسم أو كرسم قران)) ((إلا اسمه والرسم للقرآن))
عمروا المساجد أحكموا بنيانها = لكنها تشكو من الهجران
وكذا المنائر طولوا بنيانها = فوق القصور وعالي البنيان
وكذا محاريب المساجد زخرفوا = جدرانها بزخارف الألوان
ولقد روينا الحكم في السنن التي = صحت بلا شك ولا نكران
أثراً يصدق كل ما سجلته = من زخرفات مساجد ومبان
وكذا تباهي الناس في عمرانها = قبل القيامة آخر الأزمان
لكنها من نور هدي نبينا = صارت خراباً دونما عمران
هذا نذير للقيامة قد أتى = بنهاية الدنيا بلا حسبان
لا تحسبن الأمر هذا هيناً = فلربما يوم القيامة دان
فإذا العباد تلاعبوا في دينهم = وتظاهروا بقبائح العصيان
تأتي القيامة عند ذلك بغتة = بهلاك جمع الخلق والأكوان
قسماً لقد ركبوا المعاصي جهرة = واستنكفوا عن طاعة الرحمن
وإذا نصحت القوم أو عاتبتهم = قالوا لك الرحمن ذو غفران
ونسوا بأن الله جل جلاله = ملك عظيم البطش والسلطان
يملي لبعض الظالمين بظلمهم = حتى ليأخذهم بلا حسبان
يا رب عفواً لا تؤاخذنا بما = قد قارف الجهال من عصيان
كم يعصرون الخمر في حاناتهم = ((وشرابهم)) قد صار بالإدمان ((وشرابه))
بل يفخرون بشربه وبسكره = جهراً بلا خوف من الديان
ولذا فقد قلبوا اسمه بتحايل = حتى ليشرب دونما نكران
قسماً لقد نص الحديث بأنه = قد يستحل بآخر الأزمان
هذا كما يروي البخاري الذي = جمع الصحيح بأحسن الديوان
سيكون قوم يستحلون الحرى = والخمر ثم معازف الشيطان
قسماً لقد جاء الحديث مطابقاً = للواقع الحالي بشهد عيان
فقد استحلوا لبس كل محرم = ذهب وخز صار للشبان
خابوا لقد خسروا لقبح فعالهم = وخروجهم عن طاعة الرحمن
هذا ومن شر المعاملة التي = فيها خراب الدين والبلدان
صارت معاملة الربا في بيعهم = وبنوكهم جهراً بلا نكران
قرضاً وبيعاً والصيارف أمعنوا = في فعله بتلاعب الشيطان
وتبايعوا أيضاً ببيع العينة = بيعاً يخالف شرعة الرحمن
تفسير ذلك أن يبيعك سلعة = في الحال يشريها مع النقصان
وكذلكم فعل الخيانة قد سرى = في المتر والمكيال والميزان
وكذلك الأيمان عند بيوعهم = تُغدي الديار بلاقع الحيطان
أسبابه ضعف الأمانة عندهم = وخلوهم من صادق الإيمان
بل جاءنا نص الحديث بفقدها = أو رفعها في آخر الأزمان
فلرفعها صار الأمين مخوناً = والغاش والخوان مؤتمنان
وكذا اللئيم مشرفاً ومكرماً = وهو عديم الدين والإيمان
والجاه أيضاً والوساطة عندهم = صارا هما الحكمان والميزان
وكذا الرشاوى عمت البلوى بها = في سائر الأقطار والبلدان
ضاعت حقوق الناس من إفشائها = وازداد قول الزور والبهتان
بل أفسدت شيم الرجال ودينهم = لما تعاطاها الخبيث الداني
لما أرادوا فعلها قلبوا اسمها = بهدية حيل من الشيطان
فإذا أتاهم طالب لقضية = قالوا السرى متوقف شهران
حتى إذا ألقى إليهم درهماً = قاموا بتقديم السرى سرعان
أعني كتاتيب المناصب سيما = من كل ذي متوظف خوان
وإذا اشتكى الإنسان من تعقيدهم = قالوا له خصم لدود الشان
حيل لأموال العباد وأكلها = ظلماً وقالوا الرب ذو غفران
مثل ابن باعورا الذي في ما مضى = ضربت له الأمثال في القرآن
إذ مال للدنيا وجمع حطامها = سلخ من الآيات والإيمان
فإذا به كالكلب يلهث دائماً = في حمله أو تركه سيان
هذا لشدة حرصه متلهفاً = حتى ينال معايش الحيوان
هذي صفات العالم السوء الذي = يشتد حرصاً للحطام الفاني
هذا وكم من عالم في عصرنا = في شبه بلعام الدني الشان
وتعلموا حتى حظوا بشهادة = طلباً لرفع الجاه والسلطان
وجفوا عن العلم الذي بضيائه = يدنيهمُ من خشية الرحمن
لبسوا ثياب العلم واحتالوا بها = حيلاً لجلب المال بالأديان
عكفوا على الدنيا وجمع حطامها = دون العبادة للعظيم الشان
ولذا فقد شدوا الركاب لجمهعا = حتى ينالوها بلا حسبان
أم من حلال أو حرام كسبها = فكلاهما من حرصهم سيان
وحديثهم في شأن جمع حطامها = شغلوا به عن طاعة الرحمن
لكن هناك طوائف لما تزل = بالحق ظاهرة بلا خذلان
تدعوا إلى الدين الحنيف وعلمه = من صادق الإخلاص والإيمان
لا يعتريهم شبهة في دينهم = لضياء نور العلم والإتقان
حفظاً من الرب الرحيم لدينه = والعاملين بسنة العدنان
يا رب واجعلنا من الحزب الذي = يحمي جناب الدين والإيمان
وأدم لنا التوفيق وانصرنا على = حزب الضلال وشيعة الشيطان
وتقبلن منظومة أكملتها = هبة وتوفيقاً من الرحمن
درر من الشعر الحكيم نظمتها = كجواهر الياقوت والمرجان
إن كنت قد وفقت في تأليفها = فالفضل والإنعام للمنان
أو كنت قد أخطأت فهي عثرة = مني وتوهيم لضعف جنان
أرجو من الرب الرحيم إقالتي = والعفو عن زللي وعن نسياني
قولوا دواماً كلما تتلونها = الله يعفو عنك يا زهراني
إني قصدت النصح دون شماتة = أو عيب شخص زل في عصيان
لو شاء رب العرش جل جلاله = لهدى جميع الناس للإيمان
لكن حكمته اقتضت في خلقه = أن يملأ الجنات والنيران
ولذا يقول العالم النحرير في = منظومه الموزون بالإتقان
وانظر إلى الأقدار جارية بما = قد شاء من غي ومن إيمان
واجعل لقلبك مقلتين كلاهما = في الحق في ذا الحق ناظرتان
وانظر بعين الحكم وارحمهم بها = إذ لا ترد مشيئة الديان
وانظر بعين الأمر واحملهم على = أحكامه فهمُ إذاً نظران
لو شاء ربك كنت أيضاً مثلهم = فالقلب بين أصابع الرحمن
وأضفت لي بيتاً بمعنى قوله = ونظير ما في نظمه سيان
وإذا امرؤ عمّى عليه فؤاده = سيقت له الأقدار بالخذلان
فالله أسأله الثبات على الهدى = والحفظ للإسلام والإيمان
والستر يسبله علينا دائماً = والعفو يوم شهادة الأركان
حتى نفوز بجنة المأوى معا = خير البرية صاحب القرآن
في جنة طابت وطاب نعيمها = هي جنة الفردوس خير جنان
بجوار رب العالمين وحزبه = أعلى جنان الخلد والرضوان
يا رب حقق ما سألت بفضلكا = أنت الذي تعطي بلا حسبان
أنت الذي صورتني ورزقتني = وهديتني لمعالم الإيمان
لولاك ما كنا لدينك نهتدي = لكن بفضلك يا عظيم الشان
فلك المحامد والمدائح كلها = أبداً بلا عد ولا حسبان
فلقد مننت علي في منظومتي = حتى تكامل نظمها بوزان
والله لوما كان منك معونة = ما كان في وسعي ولا حسبان
لكن بواسع ((ما مننت تيسرت)) = فنظمتها كقلائد المرجان ((فضلكم وفقتني))
فالحمد لله على إكمالها = حمداً بكل جوارحي وجنان
وختامها صلوات ربي دائماً = وسلامه دوماً على العدنان
والآل والصحب الكرام جميعهم = والتابعين لهم مدى الأزمان
تمت بحمد الله في أعدادها = ((ستين مع مائتين ثم ثماني)) ((ستين بعد المائتين ثمان))
((إتمام))
قد خططوا أيضاً لكل معلم = نوع الفساد لسائر الصبيان
فترى المعلم حالقاً ومدخناً = جهراً يعادي سنة العدنان
بل تاركاً لصلاته وصيامه = بل خالياً من مقتضى الإيمان
ومعلمات زماننا أيضاً فقل = لاشك هن حبائل الشيطان
يستشرف اللائي خبثن مناظراً = حتى يقود بهن كل جبان
أضحى يزخرفهن نوع ملابس = في شكل عري فاضح فتان
وملابس أخرى تحدد جسمها = في وصف تفصيل على الأبدان
هذي صفات معلمات زماننا = قلدن غربيين في ذا الشان