منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان

منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 آداب الدخول بين يدى الله

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الشيمـــاء
عضو مرشح للإشراف عن قسم الأدب والشعر
عضو مرشح للإشراف عن قسم الأدب والشعر
الشيمـــاء


عدد المساهمات : 1418
تاريخ التسجيل : 06/08/2008
العمر : 33
الموقع : أرض الله الواسعة
رقم العضوية : 1552
Upload Photos : آداب الدخول بين يدى الله Upload
آداب الدخول بين يدى الله 2je8zk
أهم مواضيعى :





آداب الدخول بين يدى الله Empty
مُساهمةموضوع: آداب الدخول بين يدى الله   آداب الدخول بين يدى الله I_icon_minitimeالأحد 4 يوليو - 23:45

هل سألت نفسك ذات يوم لماذا نكرر الفاتحة في كل يوم سبع عشرة مرة في الصلاة؟
سبع عشرة ركعة هن عدد ركعات الصلاة، وفي كل ركعة يجب أن نقرأ الفاتحة، لماذا؟

ولماذا افتتح الله بها كتابه الكريم فشرّفها بأن تكون أول سورة يبدأ بها المصحف؟ ولماذا سمّهاها أم الكتاب؟
هل تعلم أن العلماء يقولون إن كل معاني القرآن من كلام عن صفات الله وعن
الدار الآخرة وعن قصص الأمم السابقة كلها مجتمعة في الفاتحة التي لو
تدبّرناها لوجدناها فعلا رائعة؛ ولاستمتعنا حقا كلّما قرأناها؟

ستزداد حبا في الفاتحة عندما تعلم أن فيها أدب كيفية الدخول بين يدي الله
ليقبلك، ليقبل دعاءك، ليقبل توبتك، وليقبل عبوديتك. وعندما تعلم أيضا فضل
الفاتحة بهذا الحديث، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل في
حديثه القدسي: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي، فإذا قَال الْعَبْدُ
"الْحَمْدُ لله رَبّ الْعَالَمِينَ" قَال حَمِدَنِي عَبْدِي وَإِذَا قَال
"الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى "أَثْنَى عَلَيَّ
عَبْدِي"، وَإِذَا قَالَ "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"، قَالَ "مَجَّدَنِي
عَبْدِي"، فَإِذَا قَالَ "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"
قَالَ "هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي"، فَإِذَا قَالَ "اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم ولا الضَّالِّينَ" قَالَ "هَذَا لِعَبْدِي
وَلِعَبْدِي مَا سأَلَ".



و"الصلاة" في الحديث القدسي تعني الفاتحة. فتخيّل أنك كلمّا قرأت الفاتحة
صباحاً أو مساءً في سنَّة أو فرض يرد عليك ملك الملوك. إذن هناك سر في هذه
الآيات التي لها خصوصية عند ملك الملوك، نعم إنه يعلمنا كيف ندخل بين يديه
بأدب. فبدأت السورة بـ.... "بسم الله الرحمن الرحيم". يعني أبدأ في الدخول
عليك يا رب باسمك أنت؛ فقد جئتك لأنك أنت الرحمن الرحيم الذي ينظر لعباده
نظرة الرحمة لا نظرة الانتقام على ذنوبهم وتقصيرهم، لأن السورة لو كانت
أول آيه فيها "بسم الله المنتقم الجبار" لخفنا ونحن ندخل عليه بهذه
السورة، لكنها كانت "بسم الله الرحمن الرحيم"؛ لتكون برداً وسلاما على
قلوب من قصّر في حق الله أو عصاه. فأنا جئتك لأنك الرحمن الرحيم.

ثم يقول العبد بعدها، "الحمد لله رب العالمين". يبدأ العبد في الكلام مع
الله بحمده والاعتراف بفضله عليه، وكلمة "الحمد لله" من أعظم الكلمات التي
يحبها الله؛ فهي أول كلمة قالها الإنسان لمّا دخلت الروح في جسم سيدنا
آدم، عطس فقالت له الملائكة "فلتحمد ربك"، فقال "الحمد لله"، فقالت له
الملائكة "يرحمك ربك".

فأول كلمة قالها الإنسان "الحمد لله"، فالله يحب الحمد ويعطي عليه ثواباً
لا حدود له؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "... والحمد لله تملأ
الميزان"، أي تملأ ميزان الحسنات بجبال الحسنات بمجرد كلمة "الحمد لله"
التي فيها اعتراف بفضل الله علينا وأننا غارقون في نعمه علينا حينئذٍ يقول
الله: "حمدني عبدي".

"الرحمن الرحيم"، نعم يارب أنت رب العالمين، والرب هو الذي يُربِّي ويرعى
وأنت يارب.. رب العالمين.. برحمتك وحلمك علينا، ترانا في المعصية وتصبر
علينا، وترانا مقصرين وتقبل القليل، وترانا ننساك كثيراً وأنت لا تنسى
رزقنا ولا حفظنا. فما أعظمك يارب العالمين يا أرحم الراحمين، حينئذ يقول
الله: "أثنى عليّ عبدي".

هل تلاحظون هذا الأدب في الدخول على الله، إننا جئناك يا رحيم نعترف بفضلك علينا وأنك تعاملنا برحمتك.
ثم يقول العبد "مالك يوم الدين"، يعني يا رب أعترف باليوم الآَخِر، و"يوم
الدين" يعني يوم الجزاء يوم لا ينفع وقتها إلا الدين فمن أتى بغير دين
وتديُّن لن يفرح ولن ينجو هذا اليوم. فأنا أعترف يا رب بيوم القيامة،
وبالبعث، وأنك أنت مالكه كما أنك يارب أنت مالك الدنيا؛ فمصيرنا بين يديك
دنيا وآخرة.

تخيل واحد يدخل بين يدي الله يقول له جئتك يارب لأنك أنت الرحمن الرحيم،
وأبدأ كلامي معك أني أعترف بنعمتك عليّ وأنك يارب مالك يوم الدين، يوم
الحساب والجزاء، وأنا أعترف بذلك، وعندها يقول الله: "مجدني عبدي"..

ثم يقول العبد "إياك نعبد وإياك نستعين" يعني يا رب ليس لي رب سواك أعبده
وأطيعه وأطلب حاجاتي منه وأعتمد عليه وأتوكل عليه، فأعِنّي يا رب حتى
أستطيع أن أعبدك، أعِنّي وساعدني لأني أعبدك وأستعينك، عندها يقول الله:
"هذا بيني وبين عبدي".

ثم يدعو العبد الدعاء الذي هو طلب العبد من ربه في هذه السورة الكريمة..
لكن انظر متى يطلب العبد من ربه يطلب بعد أن يدخل بأدب، بعد أن يحمد الله
ويثني عليه ويعترف بفضله ويتذلل له، يعترف أنه لن يستطع أن يفعل أي شيء
إلا بعد الاستعانة بالله عز وجل. ثم يقول العبد "اهدنا الصراط المستقيم"..
يا رب خذ بيدي وثبتني على طريقك الذي يوصِّل إلى رضاك، يارب اهدني لأني
بدونك لن أهتدي؛ لأنك أنت الذي تملك قلبي وتملك سعادتي وتعاستي، وتملك
روحي وجنتي؛ فأنا الآن واقف على بابك، أدعوك وأتضرع إليك فلا يملك مصيري
إلا أنت، ولا يملك نجاتي إلا أنت؛ فأنا لعلمي بذلك ألجأ إليك وليس لي إلاّ
أنت.

يارب ابعث لي من يأخذ بيدي وأعِنّي على أن أرى طريق الحق وطريق الباطل،
وخذ بيدي لأثبت على طريق الحق، واجعلني أشكر نعمتك، وأصبر على بلائك، خذ
بيدي إليك أخذ الكرام عليك.

"صراط الذين أنعمت عليهم" بالهداية وحب الخير وحب النبي صلى الله عليه
وسلم وحب كل عمل يقربنا إليك، "غير المغضوب عليهم" وهم الذين علموا الحق
ثم اختاروا غيره وعرفوا الخير ورفضوه. "ولا الضالين" أي الذين تاهوا
وضلّوا في البحث عن رضاك، فلجأوا إلى غيرك فلم يجدوا شيئاً لأن كل شيء بيد
رب العالمين. عندها يقول الله: "هذا لعبدي ولعبدي ما سأل"..

اللهم علّمنا الأدب في الدخول بين يديك
وارزقنا حب التوكُّل عليك ولاتجعل حاجتنا إلا إليك..
آمين

نقلا عن موقع الداعية الاستاذ مصطفى حسنى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Eng Assad
عضو بدرجة مهندس إستشارى
عضو بدرجة مهندس إستشارى
Eng Assad


عدد المساهمات : 2859
تاريخ التسجيل : 21/06/2009
العمر : 34
الموقع : في البيييييييييييييييت
الأوسمه : آداب الدخول بين يدى الله Empty
Upload Photos : آداب الدخول بين يدى الله Upload

آداب الدخول بين يدى الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: آداب الدخول بين يدى الله   آداب الدخول بين يدى الله I_icon_minitimeالإثنين 5 يوليو - 0:06


بارك الله فيكي يابشمهندسه وجزاكي الله كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيمـــاء
عضو مرشح للإشراف عن قسم الأدب والشعر
عضو مرشح للإشراف عن قسم الأدب والشعر
الشيمـــاء


عدد المساهمات : 1418
تاريخ التسجيل : 06/08/2008
العمر : 33
الموقع : أرض الله الواسعة
رقم العضوية : 1552
Upload Photos : آداب الدخول بين يدى الله Upload
آداب الدخول بين يدى الله 2je8zk
أهم مواضيعى :





آداب الدخول بين يدى الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: آداب الدخول بين يدى الله   آداب الدخول بين يدى الله I_icon_minitimeالإثنين 5 يوليو - 23:15

شكرا لحضرتك يا بشمهندس اسعدنى مرورك الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
atef morsi
كبير مهندسين
كبير مهندسين
atef morsi


عدد المساهمات : 477
تاريخ التسجيل : 20/08/2009
العمر : 43
Upload Photos : آداب الدخول بين يدى الله Upload

آداب الدخول بين يدى الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: آداب الدخول بين يدى الله   آداب الدخول بين يدى الله I_icon_minitimeالثلاثاء 6 يوليو - 13:10


شكرا جزيلا لك
وجزاك الله كل خير













تفسير سورة الفاتحة


الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ
يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ
الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ


--------------------------------------------------------------------------------




هذه السورة ليست من جزء عم، ولكنها لكثرة ترديد المسلم لها في صلواته،
وحاجته إلى معرفتها فإنها تفسر، وإن كانت هي أول سورة في كتاب الله -جل
وعلا-.



قال الله -جل وعلا- في هذه السورة: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
هذا إثبات لجميع أنواع المحامد لله -جل وعلا-، والحمد هو الثناء على الله
-جل وعلا- بصفاته وأسمائه وأفعاله، سواء منها ما كان متعلقا بالخلق، أو
متعلقا بذاته -جل علا-.


فنحن نحمد الله -جل وعلا- عليها، وهذا الحمد يستغرق جميع المحامد كلها ما
كان منها في الأولى، وما كان منها في الأخرى، والظاهر منها والباطن، وعلى
كل حال يحمد الله -جل وعلا-.


وقد بين الله -جل وعلا- ذلك في كتابه الكريم كثيرا: الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وقال الله -جل
وعلا-: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا
فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ إلى غيرها من الآيات التي حمد الله -جل وعلا- فيها نفسه، أو
أمر خلقه بأن يحمدوه فيها في الأولى والآخرة، في السماوات والأرض وما
بينهما، وعلى كل حال؛ لأن جميع المحامد يستحقها الله -جل وعلا-، ولهذا قال:
الْحَمْدُ لِلَّهِ وهذه اللام تسمى عند العلماء: لام الاستحقاق.


وقوله -جل وعلا-: رَبِّ الْعَالَمِينَ هذا فيه إثبات صفة الربوبية لله،
وأنه رب الخلائق أجمعين، والعالمون هم كل من سوى الله -جل وعلا-، فهو ربهم
كما أنه -جل وعلا- إله، كما أنه -جل وعلا- هو المستحق للحمد.


الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هذان اسمان من أسماء الله -جل وعلا- متضمنان
صفتين من صفاته، وهما مأخوذان من الرحمة، وهذان الاسمان والصفتان اللتان دل
عليهما هذان الاسمان يليقان بجلاله -جل وعلا-.


والرحمن عند بعض العلماء مبالغة في الرحمة، فهو أشد مبالغة من الرحيم، وبعض
العلماء يقول: الرحمن هو الصفة القائمة بالله -جل وعلا-، والرحيم هي الصفة
المتعلقة بالمخلوقين كما قال الله -جل وعلا-: وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ
رَحِيمًا ولم يقل رحمان.


ثم بيّن -جل وعلا- أنه مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يعني: مالك يوم الجزاء
والحساب؛ قد بيّن الله -جل وعلا- هذا اليوم في قوله: وَمَا أَدْرَاكَ مَا
يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لَا
تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ وقوله
-جل وعلا-: يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وقوله -جل وعلا-: لِمَنِ
الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ فهو مالك يوم الدين،
يوم الجزاء والحساب.


ثم قال الله -جل وعلا-: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وهذا
خبر متضمن لمعنى الأمر، يعني: أن الإنسان لا يعبد إلا الله وحده، ولا يطلب
العون إلا من الله وحده، وقوله -جل وعلا-: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ هنا قدم الله -جل وعلا- المفعول على الفعل، وهذا يقتضي الحصر.



وهذه الآية قوله -جل وعلا-: إِيَّاكَ نَعْبُدُ هذا معنى كلمة التوحيد؛
لأنها تتضمن بمنطوقها أن يكون الله -جل وعلا- هو المعبود الواحد للعبد،
وبمفهومها على أنه لا يعبد سواه، وهذا هو معنى "لا إله إلا الله" الذي دلت
عليه النصوص الشرعية: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ
إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ .


ودل على أن هذا الخبر أراد الله -جل وعلا- به الأمر أن الله -جل وعلا-
أمرنا بذلك في مواضع من كتابه، كما قال -تعالى-: يَا أَيُّهَا النَّاسُ
اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ فأول أمر في كتاب الله أمر الله -جل وعلا- عباده
أن يعبدوه.


وقوله -جل وعلا-: وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ أي: أن العون من الله وحده، فلا
يستعان إلا بالله -جل وعلا-، وهذه الآية كما قال الله -جل وعلا-:
فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ .


ثم قال -جل وعلا-: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ أي: أن العبد يسأل
ربه -جل وعلا- أن يهديه صراطه المستقيم، وهذا الصراط المستقيم هو دين الله
-جل وعلا- الذي جاء به نبينا -صلى الله عليه وسلم-، المشتمل على كتاب الله
وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، والذي يدعو إليه نبينا -صلى الله عليه
وسلم-، وكان عليه هو وأصحابه -رضوان الله تعالى عليهم-.


وهذا الصراط الذي ذكره الله -جل وعلا- في هذه الآية أمرنا -جل وعلا-
بالتمسك به في قوله: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ
وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ
وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .


ثم بيّن الله -جل وعلا- هذا الصراط فقال: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ
عَلَيْهِمْ والمنعَم عليهم ذكرهم الله -جل وعلا- في قوله: وَمَنْ يُطِعِ
اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَالصَّالِحِينَ فهؤلاء هم المنعَم عليهم، وهم الذين أُمرنا أن نسأل الله
-جل وعلا- أن يهدينا صراطهم.


وقوله -جل وعلا-: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
يعني بالمغضوب عليهم: اليهود؛ لأنهم عرفوا الحق فأعرضوا عنه، والضالون:
المراد بهم النصارى؛ لأنهم لم يعرفوا الحق، وعملوا على جهل.


وقد ذكر الله -جل وعلا- غضبه على اليهود، وذكر إضلال النصارى في آيات كثيرة
من كتابه.


وهذه السورة -سورة الفاتحة- هي: السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيه
النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد قسم الله -جل وعلا- الصلاة بينه وبين عبده
قسمين، والمراد بهذه الصلاة: قراءة الفاتحة حال قيام العبد بين يدي ربه
لأداء الصلاة، كما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أن الله -جل وعلا-
قال: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قال: حمدني عبدي، وإذا قال: الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ قال: أثنى عليّ عبدي، وإذا قال: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
قال: مجدني عبدي، وإذا قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
قال الله -جل وعلا-: هذا بيني وبين عبدي، وإذا قال: اهْدِنَا الصِّرَاطَ
الْمُسْتَقِيمَ إلى آخر السورة قال الله -جل وعلا-: هذا ليّ ولعبدي ما سأل
.


وهذا يدل على عظمة هذه السورة، وأنه ينبغي للمسلم أن يفقهها وأن يتدبرها،
وأن يعتني بها؛ لأنها اشتملت على بيان حق الله -جل وعلا-، في أسمائه وصفاته
وربوبيته، وألوهيته كما أنها دلت الخلق على المنهج القويم، والصراط
المستقيم الذي يحصل للعبد بسلوكه الدرجات العلا عند الله -جل وعلا-، ويكون
على الحق المبين.


هذا، ونسأل الله -جل وعلا- بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعلنا هداة
مهتدين..










الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
آداب الدخول بين يدى الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان :: دين ودنيا :: إســلاميـــــــــــــات-
انتقل الى: