الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
| موضوع: " تـــخــــاريـــــف " للكاتب الساخر " جلال عامر " الخميس 22 يوليو - 1:59 | |
| السباحة فى بانيو الوطن
فى العالم العربى التأمين على الإنسان «اختيارى» والتأمين على السيارة «إجبارى» لهذا نحن لا نفرق بين معارض الحكومة ومعارض السيارات أو معارض الموبيليا ونظل نعبث فى آلة التنبيه حتى تفاجئنا صفارة الإنذار.. فى العالم العربى فقط يجب أن تحصل على رخصة من لجنة أحزاب البلد الذى تقيم فيه حتى يسمحوا لك بالمعارضة.. تكتب البيانات وتملأ الاستمارة وبطاقة ضريبية وصحيفة حالة جنائية و٦ صور منها صورة بلبس السجن ثم يسألك الموظف (ناوى تعارض فى إيه بالظبط؟!) وحتى تحصل على الموافقة يجب أن تكون إجابتك دبلوماسية (ناوى أعارض فى حكم نفقة حصلت عليه مطلقتى).. بعض الدول يشترط فى المعارض أن يكون متزوجاً ويعول حتى لا يهرب وبعضها يشترط طولاً معيناً للشخص حتى لا تخبط رأس المعارض فى سقف الحرية ويوقع النجفة.. والذى ينجح فى كشف الهيئة يُعطى بعض الأناشيد ليحفظها ويوقع على أوراق يتعهد فيها بعدم المعارضة ثم يُسجل عبارة (ليس فى الدكان أجمل من المانيكان.. هذه رسالة مسجلة) يقولها عند أى أزمة حتى لو كانت أزمة «ربو».. والحصول على رخصة حزب أصعب من الحصول على رخصة «مسمط» لهذا تجد أن أصحاب «المسامط» هم فى الحقيقة معارضون فشلوا فى الحصول على رخصة حزب ففتحوا مسمطاً ويتحينون الفرصة لتحويل المسمط إلى حزب أو العكس مثلما فعل «الريان» الذى حول «المسمط» الذى يملكه إلى إمبراطورية مالية معارضة فاضطرت الحكومة أن تتحفظ على كوارع الإمبراطورية حفاظاً على حقوق الزبائن بينما حدث العكس وتحولت بعض الأحزاب إلى مسمط فيها «لسان» و«مخ» لكن فى الساندوتشات.. إحدى الدول العربية الشقيقة «سوريا» لاحظت أن زعيم المعارضة فيها «المرحوم الحلو» يذوب عشقاً فى الوطن فحققت له أمنيته ووضعته فى بانيو وملأت البانيو بحامض كبريتيك مركز ساخن وتركته يذوب عشقاً فى حب الوطن.. أطلقوا حرية الأحزاب المدنية حتى لا يظل المثل السائد تحت القبة (لومانجى بنى له بيت إخوانجى سكن له فيه).
التظاهر بغزة
أنا صديق للبيئة فأنا أعرف «الضانى والباتعة الكيكى وسعيد مستكة» وعدو لإسرائيل فقد حاربتها مرتين وحضرت ضدها سبع مظاهرات وحوالى تسعميت ندوة وأسكن فى عمارة من أربعة أدوار يضيف لها المالك دورين مخالفين فى عيد الثورة كعلاوة، أو عند مجىء محافظ جديد، وكلما سألناه قال إن الدورين هما تحية للسيد المحافظ الذى غالباً ما يكون لواء بدون «تعلية» حتى أصبحت العمارة ١٢ «دور» بتوقيت جرينتش وبدون أسانسير، لكن لها سلالم ضيقة اتجاه واحد فتضطر أن تنادى من فوق قبل النزول «فيه حد طالع؟».. ثم أخبرنا المالك أن المستهدف هو ٢٥ «دور» على مرحلتين طبقاً للخطة فأصبح أملى أن أستلم «الصك» وأبيعه إلى محتكر إستراتيجى، وأنتقل إلى مسكن جديد، وتذكرت الملياردير الألمانى «أدولف مركل» الذى انتحر أول أمس لأنه شعر بتعثر، فمن المعروف أن البنوك فى ألمانيا لا تعطى المتعثرين قروضاً وتكتفى بإعطائهم «ملين» وتنصحهم بشرب «الينسون» الدافىء، وهذا يفسر كثرة المتعثرين فى مصر مع قلة المنتحرين، ورغم ضيق الشقة جاءت حماتى فجأة لتختبئ عندى من القصف الإسرائيلى، رغم أنها تقيم فى المنزل المجاور لى وحاولت أن أقنعها أن «سيدى بشر» غير «سيدى سالم»، لكنها لم تقتنع وأخبرتنى أن إسرائيل لا تميز وتقتل النساء، وكانت هذه أول مرة أعرف فيها أن حماتى «نساء».. فى الصباح ارتدى زوجها ملابسه ليتوجه إلى عمله، ثم عاد بعد نصف ساعة، وأخبرنا أنه لم يتمكن من الوصول إلى الشركة لأن معبر رفح مقفول فقد أصبح معبر «رفح» عند البعض هو «قميص عثمان».. وبدأ أولاده فى قذف الجيران بالحجارة احتجاجاً على ضرب «غزة».. ثم أصيب الرجل بفيروس غامض وانتفخ وجهه وبدأ يرتعش ويشتم مصر وأخبرنا الطبيب أنه بسبب إهمالنا انتقل الرجل من أصحاب المعاشات إلى أصحاب الميليشيات ونصحنا بنقله إلى مخبأ العمارة.. ثم رفض الطبيب نظراً لظروفنا أن يأخذ أجره واقترح أن نكتب الشقة باسمه.. فشكرته وأخبرته أن المعدن الأصيل يظهر فى المحن على عكس معدن الحديد الذى لا يظهر أبداً.. فى اليوم التالى قابلت صاحب العمارة الذى كان منشغلاً ببناء أدوار مخالفة سألته هل جاء محافظ جديد فقال الرجل (لا أبداً دى بدل البيوت اللى بتدمرها إسرائيل).. مع الأسف البعض يتظاهر مع «غزة» والبعض يتظاهر «بغزة».
عن طريق الخطأ
«فى مصر بعض الكتّاب ليسوا ساخرين»، وهؤلاء قلة قليلة علينا أن نحافظ عليهم من الانقراض، هم نصف دستة مازالوا متمسكين بالكتابة الجادة مثلى.. فنحن شعب ابن «نكتة» ابن «مصرييم» ابن نوح عليه السلام، الذى لم تغرق سفينته، لأنه لم تكن هناك أيامها هيئة تفتيش بحرى ولا طفايات حريق.. وجدّنا «نكتة» هو الذى قال ساعة لقلبك وساعتين علشان نعدلك.. فالأوضاع مقلوبة منذ هرب «الحضرى»، سراً إلى أوروبا، وترك قيادة الحملة للجنرال «كليبر»، وعرفنا ويلات الحروب، وأتذكر أن جدى دخل الحرب وغاب جوّه وقعدنا نخبط عليه مفيش فايدة، مصمم على الحرب، والآخر كسرنا عليه الباب وطلَّعناه، لكن فى ظل السلام كان يدخل ويطلع من الباب التانى بدون فيزا وهوّه حاطط الفوطة على كتفه «علامة النصر».. وقد تعلمنا منه أن مصر كبيرة ومن واجبنا إذا رأيناها فى الترام أن نقف ونقعدها.. وكان يؤكد أن خطة التنمية تسير بسرعة، لدرجة أن الرادار صورها وسحب منها الرخص.. وأتذكر أن خطاب التعيين وصله قبل وفاته بأسبوع، فعرف أنه سيموت فجمعنا وأوصانا أن نضع الخطاب على شاهد قبره وقال: «اللى مانفعنيش فى الدنيا ينفعنى فى الآخرة زى نورا فى فيلم العار»، ولم نفهم وقتها هل العار هو جدى أم «خطاب التعيين».. وكانت فرحتنا بالخطاب كبيرة، فقد كنا نسكن فى عمارة ليس فيها أحد شغّال.. إلا الأسانسير وبعد وفاة جدى تبوأ أبى مقعده من الدار وكان ينصحنا بوضع مصر بعيداً عن متناول الأطفال، وقال إن هدف مصر هو محدود الدخل، وأنها سوف تظل وراءه حتى يجوع وأنها رصدت مكافأة كبيرة للقبض عليه، ثم همس لى إن مشاكل مصر كثيرة والأفضل أن نزوجها ونخلص.. فاعترضت أمى وقالت أهى قاعدة لا بتاكل ولا بتشرب ولا بتعمل حاجة! ثم رن جرس الباب فقمت لأفتح فوجدت أمامى ساعى البريد يطلبه منى ويقول إن «خطاب التعيين» وصل لجدى عن طريق الخطأ! صاحب محل الفراشة
الناس أحياناً تبالغ... أكثر من ثلاثين فرداً حضروا إلىّ فى منتصف الليل واحتلوا منزلى وقالوا إنهم جاءوا لمواساتى عندما سمعوا أننى أنوى عمل «مذكرة» فى قسم الشرطة لضياع بطاقتى قالت أمى (يا ريتنى بدالك يا إبنى) وراحت تبكى... طمأنتهم وقلت إننى عملت «مذكرة» من قبل وخرجت فى اليوم التالى ولم يحدث شىء وكشفت لهم عن بطنى وقلت: (حتى الجرح مش باين) راحوا ينظرون فى بطنى غير مصدقين وتحسس عمى الجرح الغائر وقال: (دى مش مذكرة يا كذاب ده أثر محضر إنت عاملها فين؟) قلت (عند واحد صول) فقال (مش منضف لك الجرح كويس) ثم التفت إلى أمى وقال لها (عوضك على الله أبوه كان كده باين عليها وراثة) فحاولت إفهامه وسألته (حضرتك عملت مذكرة قبل كده؟) فقال (لأ بس كنت مع واحد عمل مذكرة وشوفته بعيد عنك وهوه بيعملها بس ده مات فى البنج) فانتحيت بأمى جانباً لإفهامها وقلت لها إن المذكرة شىء عادى وعبارة عن ورقة مكتوبة فلم تقتنع وقالت (عارفاها الورقة دى مش هيه بتاعة شباك الوراثة اللى عيالك هيصرفوا بيها معاشك) واستمرت فى البكاء ثم توقفت فجأة وسألتنى (إنت شايل فلوسك وحاجتك فين علشان مراتك ما تاخدهاش وتروح تتجوز) وراحت تتحدث عن الدفن وقالت لعمى (إحنا ننزله فى التربة على أبوه) فصرخت فى وجوههم وأغضبنى غباؤهم وكسرت كوباً موضوعاً أمامى فقام رجل معمم اكتشفت أنه شيخ أحضروه معهم وقال: (اتركوه إنها سكرات الموت) ثم راح يعظنى ويقول: (الإنسان غائب عن الوعى يظل يلهو ويعبث حتى إذا جاءته «المذكرة» أفاق وعرف أن أجله قريب فتاب وأناب قل إنك مؤمن بمبادئ الحزب ثلاث مرات هيا وأقرأ جزءاً من البرنامج) ثم نصحنى أن أكتب وصيتى وأهبه فيها مالى... فقلت له (يعنى غبى وحرامى) وطلبت من أمى أن تأخذهم وتنصرف فقالوا : إحنا قاعدين هنا لحد الأربعين فتركتهم ونزلت لعمل المذكرة بدون بنج وعندما أفقت فى اليوم التالى وجدت حولى أمى وعمى ومعهم رجل ثالث قالوا لى إنه صاحب محل الفراشة.
| |
|
مين ده مهندس ممتاز
عدد المساهمات : 271 تاريخ التسجيل : 13/08/2009 العمر : 35 الموقع : فى أهدى مكان فى العالم Upload Photos : أهم مواضيعى : حكمة.....
لا تحب أحد بشدة
كى لا تحزن عند فراقه
..........................................
وأعرف أن زمان الحنين إنتهى
ومات الكلام الجميل
| |