الغيبــــــة
كيف لبس الشيطان على الناس في الغيبة ؟
إن الشيطان قد يأتي الناس من طرق كثيرة ليوقعهم في الغيبة فيقول لبعضهم:
إن الذي تذكرونه من الصفات موجود فيمن تذكرونهم من خلفهم فهذا لا شئ فيه و يرد على ذلك أحاديث منها :
1. قوله صلى الله عليه و سلم : ( الغيبة : أن تذكر أخاك بما فيه من خلفه ) صحيح الجامع (4186).
2. قوله صلى الله عليه و سلم : ( الغيبة : ذكرك أخاك بما يكره ) صحيح الجامع (4187) .
3. ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أتدرون ما الغيبة ) ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم . قال : ( ذكرك أخاك بما يكره ) قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : ( إن كان فيه ما تقول فقد إغتبته , و إن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ) .
من الأسباب الباعثة على الغيبة و علاجها :
1. تشفي الغيظ :
أي أن الإنسان كلما غضب تشفى بغيبة صاحبه
و علاجه أن يتذكر الإنسان قوله تعالى ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها السموات و الأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء و الضراء و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين )
2. موافقة الأقران و مجاملة الأصدقاء و مساعدتهم فإنهم إذا كانوا يتفكهون في الأعراض رأى أنه إذا أنكر عليهم إستثقلوه و نفروا عنه فيساعدهم و يرى ذلك من حسن المعاشرة و علاجه قول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من إلتمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤن الناس , و من إلتمس رضا الناس بسخط الله و كَله الله إلى الناس ) صحيح الجامع (6097) .
3. إرادة رفع نفسه بتنقيص غيره , فيقول فلان جاهل و فهمه ركيكو غرضه أن يثبت فضل نفسه و في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ( رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره) صحيح الجامع (3484) .
4. اللعب و اللهو : و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( ويل للذي يحدث فيكذب , ليضحك به القوم , ويل له , ويل له ) صحيح الجامع (7136).
5. الحسد : وذلك أن بعض الحسدة عندما يسمع أن رجلا يمدح ينزعج و يتضايق فلا يجد سبيلا إلا أن يقدح فيه
نظرات في أحاديث ترهب من الغيبة :
1. قال النبي صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع ( إن دماءكم و أموالكم و أعراضكم حرام عليكم , كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا , ألا هل بلغت )
2. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لما عرج , مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم و صدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس و يقعون في أعراضهم ) صحيح الجامع (5213).
تحريم سماع الغيبة :
قال الله تعالى ( إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا )
المستمع للغيبة و المغتاب سواء :
في قصة الصحابيين اللذين قالا للذي للصحابي الذي رجم( أنظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم يدع حتى رجم رجم الكلب ) فالقائل شخص و الآخر سامع , فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( كلا من جيفة هذا الحمار ) ثم قال عليه الصلاة و السلام ( ما نلتما من عرض هذا الرجل آنفا , أشد من هذه الجيفة ).
فضيلة نصر المسلم بالغيب و رد الغيبة :
عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( من رد عن عرض أخيه , كان له حجاباً من النار ) صحيح الجامع (6263).
و المشهور أن الغيبة باللسان ولكن هناك أنواع أخرى. . .قال الإمام النووي ( وكذا سائر ما يتوصل به إلى فهم المقصود , كأن يمشي مشيته فهو غيبة بل هو أعظم من الغيبة كما قال الغزالي , لأنه أبلغ في التصوير و التفهيم و أنكر للقلب).
فليتق الله أقوام يفعلون هذا, يقلدون المشي و الأكل وأسلوب الكلام تفكها و سخرية و استهزاء .
أسأل الله العظيم الكريم أن ينفعني بما كتبت و أن يجعله حجةً لي لا علي إنه جواد كريم و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و من تبعهم إلى يوم الدين