«خلو الرجل» و«وضع اليد»
بقلم جلال عامر ١٣/ ١١/ ٢٠١٠
أحياناً، تظهر فى الحديقة أشياء لم نزرعها، وعلى السفرة أشياء لم نصطدها وفى الشوارع لافتات لم نعلقها، وكلما رأيت محتويات ثلاجتى أتأكد أن العالم مقبل على حروب مياه، فهى مثل جسم الإنسان بيضاء وطويلة، و٩٠% منها ماء.. الفرق أنها كلما أحيلت إلى المعاش أجدد لها.. ويبدو أننا دخلنا ثلاجة التاريخ بجوار زجاجات المياه.. ومجاملة رقيقة منك لن أنساها لك أبداً، أن تعذرنى من الآن وحتى وقت إعلان سقوطى، فكل يوم «أسمِّر» خشب و«أخيط» قماش وأحترس من البوية والسيد اللواء رئيس الحى حاجز لافتاتى ووعدنى بأن يسلمها لى بعد انتهاء الانتخابات، إعمالاً لمبدأ المواطنة.
ويؤكد «فولتير» و«ستيوارت» و«لوك» وكل كُتَّاب العقد الاجتماعى أن سلطات الدولة ثلاث: طبقة رجال الأعمال تتحكم فى «المال»، والحكومة تتحكم فى «الانتخابات»، والناس تتحكم فى «البول»، وهو ما يؤكد إصرار الحزب على ترشيح وإنجاح أشخاص وراءهم علامات استفهام وأمامهم علامات تعجب «وإن نجح الغول أنا مش مسؤول».. فالأستاذ الغول رجل محترم ومخضرم لذلك كنت أود أن يستكمل الحزب المسيرة ويرشح «العنقاء» على مقعد المرأة و«الخل الوفى» على مقعد الفئات، لنحصل على المستحيلات الثلاثة كبديل عن السلطات الثلاث..
وأى مواطن عنده «انتماء» خفيف ويشعر بميل نحو الجنس الآخر، يعرف أن الانتخاب الطبيعى فى الغابة معناه البقاء للأصلح، لذلك اختفى الديناصور وبقيت النملة، بينما الانتخاب الصناعى فى بلادى معناه البقاء للأسوأ، لذلك اختفى البشر وبقيت الحيتان.. وأى إصلاح فى مصر يبدأ من سبورة الفصل وصندوق الانتخابات وكلاهما كما تعرف أسود ملك روحى يا حبيبى تعالى بالعَجَل أو بالتزوير..
وكل يوم «الباتعة الكيكى» تقابلنى على السلم وتدعو لى: (أخذت الرمز يا أبورمز.. الله يفضحك زى ما فضحت العمارة)، فيرد «التيحى»: (سيبك منه يا باتعة أنا هاطعن فيه لحد ما يعزِّل من هنا).. وأى دارس لعلم وظائف الأعضاء يعرف الفرق بين «خلو الرجل» و«وضع اليد» فالأول يخص شقة والثانى يخص وطناً.. وإذا سألت عن الحل، فهو فى الثلاثة: السبورة والصندوق والخل الوفى.. فالخبز وحده لا يكفى، طلّع «جبنة» من الثلاجة.