حديث آخر الأسبوع
بقلم جلال عامر ٢/ ١٢/ ٢٠١٠
فى العيد يرتدى الأطفال «الطراطير» لنضحك عليهم ثم يتركونها لنا باقى أيام السنة لتضحك علينا الحكومة، فهذه بلاد عدد العاملين فيها فى استخراج البترول- بعد استبعاد لاعبى الكرة- أقل من عدد العاملين فى استخراج العفاريت، وعندنا البواب يرفع شعار «اخدم نفسك بنفسك»، فهو لا يغادر غرفته، مثل النسر الذى لا يغادر العلم.. وإن عشقت الفجر يوماً لا تلومنى، فأنا أهوى الضياء.. فانظر أمامك فى أمل وانظر وراءك فى غضب وكن سعيداً سعادة حلاق بزبائنه ليلة العيد، وانسى المرتب والأسعار لأن عشق الروح مالوش آخر لكن عشق الجسد فانى..
وتذكر أنك كنت صغيراً وسمحوا لك أن تكبر دون أن يعترضوا ونقلوك من المقررات الدراسية إلى المقررات التموينية ثم إلى المقرات الانتخابية دون جراحة، بل تستطيع الآن أن تنجب دون الحصول على موافقة مأمور القسم كما كان ينص القانون القديم، واعلم أن بلدنا مازال فيه خير، فتمسك الحزب به يؤكد أنه مازال فيه ما يمكن سرقته أو بيعه، فلا تيأس ولكن حاول من فترة لأخرى أن تنتحر، فهم لا يقبلون بالرحمة وهى درجة أعلى من العدل ولا يقبلون بالمشاركة وهى درجة أقل من التغيير، لذلك يفضلون مجلساً فيه رجال تصفق ونساء تزغرط ودكتور يضبط الإيقاع بالمطرقة.. فاستمعوا إلى صوت الشعب وهو يهتف فى الشارع (موبايل.. موبايل)..
فى مصر يد العدالة تنتهى بصوابع زينب لذلك تكسر للمواطن ضلع يطلع له غيره، لكن تقطع للضابط «زرار» ما يطلعش تانى.. ولى جار كل يوم الصبح يوقظنى لأزق معه العربية حتى تدور، وحتى عندما باعها وسأله المشترى الجديد عن «المارش» أعطاه عنوانى، لذلك سوف يظل الحزب «جاثماً» والشعب «نائماً» حتى يوقظه الجار ليزق معه العربية؟ فهل هذه بلاد، مثل قصص إحسان عبدالقدوس عاطفية، أم مثل قصص أجاثا كريستى بوليسية؟.. انتظر الإجابة فى استفتاء حر يبدأ من الثامنة صباحاً حتى السابعة مساءً وأعدك كالعادة بتزوير النتيجة.