atef morsi كبير مهندسين
عدد المساهمات : 477 تاريخ التسجيل : 20/08/2009 العمر : 43 Upload Photos :
| |
atef morsi كبير مهندسين
عدد المساهمات : 477 تاريخ التسجيل : 20/08/2009 العمر : 43 Upload Photos :
| موضوع: رد: عام هجري سعيد الأحد 5 ديسمبر - 21:03 | |
| كل عام وانتم بخير اخوانى واخواتى اعضاء وزوار المنتدى بمناسبة العام هجرى جديد اعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات وجعله عام انتصارات للمسلمين فى كل مكان وبمناسبة العام الهجرى الجديد 1432 وبمناسبة مرور 1431سنة على هجرة الحبيب صلى الله عليه وسلم مع الصديق ابى بكر رضى الله عنه وارضاه اتيت بقصة الهجرة لكم لتكون لنا تذكرة كم عانى النبى صلى الله عليه وسلم واصحابه رضى الله عنهم فى نشر هذا الدين الحنيف فيجب علينا ان نتبع خطواتهم وان لا نفرط ولا نضيع ديننا واليكم قصة الهجرة المباركه [size=25]هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكر المشركون كما مكروا سابقا ، وأجمعوا على قتل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن الله تعالى ، يريد أن يتم نوره ، وينصر رسوله ، فأخبره بمكيدة المشركين بقوله تعالى "وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك (1) أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين (2) " فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وقال له : "لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه " ، فلما كان الليل اجتمع المشركون أما باب دار رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يشهرون سيوفهم الباترة ، ويرصدونه حتى ينام ، فلما رأي رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، مكانهم قال لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه : " نم على فراشي وتسج {3} ببردي هذا الحضرمي الأخضر ، فنم فيه ، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم " . وكان أبو جهل واقفا مع المتآمرين ، فقال لهم :" إن محمدا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم ، ثم بعثتم بعد موتكم ، فجعلت لكم جنان كجنان الأردن ، وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح ، ثم بعثتم من بعد موتكم ، ثم جعلت لكم نار تحرقون فيها ". فخرج عليهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأخذ حفنة من تراب في يده ، ثم قال : " أنا أقول ذلك وأنت أحدهم " وأخذ الله تعالى على أبصارهم ، فخرج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من بينهم دون أن يروه ، وجعل ينثر التراب على رؤوسهم ، وهو يتلو هذه الآيات "وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون (4 ) " فلم يبق منهم رجل إلا وقد وضع على رأسه ترابا ، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب ، فأتاهم آت ممن لم يكن معهم فقال : ما تنتظرون هنا ؟ قالوا : محمدا ، قال خيبكم الله ! إن محمدا قد خرج من بينكم ، ثم ما ترك منكم رجلا إلا وقد وضع على رأسه ترابا ، وانطلق لحاجته ، أفما ترون ما بكم ؟ . فاندفع المشركون يتطلعون ، فلم يروا إلا عليا على الفراش مستجيا ببرد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وهم يحسبونه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فيقولون : والله إن هذا لمحمد نائما ، عليه برده ، فلما كان الصباح قام علي رضي الله عنه ، عندئذ قالوا : والله لقد صدق الذي حدثنا . أدرك المشركون أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، قد نجا ، فرد الله تعالى كيدهم إلى نحورهم ، ثم أرعدوا وأزبدوا وأعلنوا عن جوائز سخية ، لمن يأتيهم بمحمد أو يدل على مكان وجوده ، وانطلق رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى دار أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه ، وأخبره أنه أمر بالهجرة ، وطلب من أبي بكر أن يصحبه ، وكان أبو بكر رضي الله عنه قد جهز راحلتين ، واستأجر عبد الله بن أرقيط ودفع إليه الراحلتين ، ثم واعداه عند غار ثور بعد ثلاث ليال ، كما طلب أبو بكر رضي الله عنه من ابن عبد الله ، أن يجمع أخبار مكة نهارا ثم يأتيه بها ليلا ، وأمر عامر بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهارا ثم يأتيهما ليلا ، أما أسماء بنت أبي بكر ، رضي الله عنها فقد جعلت لهما طعاما ، وضعته في قسم من نطاقها بعد أن قسمته نصفين فسماها رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : ذات النطاقين . وفي الطريق إلى غار ثور وقف رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، داعيا ربه قائلا : " الحمد لله الذي خلقني ولم أك {5} شيئا ، اللهم أعني على هول الدنيا ، ومصائب الليالي والأيام ، اللهم اصحبني في سفري ، واخلفني في أهلي وبارك لي فيما رزقتني أعوذ بوجهك الكريم الذي أشرقت له السماوات والأرض ، وكشفت به الظلومات وصلح عليه أمر الأولين والآخرين ، أن تحل علي غضبك ، أو تنزل بي سخطك ، أعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك ، اللهم إنك تعلم أنهم أخرجوني من أحب البلاد إلي فأسكني أحب البلاد إليك " . وعندما بلغ رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وصاحبه إلى الغار ، الواقع على بعد ثلاث أميال جنوبي غربي مكة ، دخل أبو بكر ، رضي الله عنه ، قبل دخول رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وذلك خوفا من وجود ما يمكن أن يضر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم . أما المشركون فقد جمعوا وانطلقوا يتبعون آثار أقدام رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وصاحبه حيث وصلوا إلى الغار وانقطعت وانقطعت الآثار ، فنظروا إليه وإذا بالعنكبوت قد نسج خيوطه على بابه ، وبحمامتين قد بنتا أمام بابه عشا لهما . فقال أحدهما : ما وراء هذا الشيء . وقال آخر : عجبا ، أين يمكن أن يختفيا ؟ . بعد أن انقطعت آثار إقدامهما ، والله إني لأحسب أنهما لم يغادرا هذا المكان . وأحس أبو بكر ، رضي الله عنه ، الذي كان يراهم ويسمع حوارهم ، بالخوف ، لا بالخوف منهم ولكن بالخوف على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأخذت عيونه تذرف الدموع ، فسأله رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عن سبب بكائه ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " يا أبا بكر فما ظنك باثنين الله ثالثهما " وفي هذا نزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم 6 خروجهما من الغار مكث رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، مع صاحبه ، في الغار ثلاثة أيام ، كان عبد الله بن أبي بكر يأتيهما خلالهما ويحدثهما عن أخبار مكة ، وكان عامر بن فهيرة يمشي بغنمه خلفه ليمحو آثار أقدامه ، حتى إذا مضت الأيام الثلاثة ، وسكن عنهما الناس ، أتاهما عبد الله بن أريقط ببعيريهما ، وبعير له ، فقام أبو بكر رضي الله عنه ، وقدم أفضل البعيرين إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم قال : اركب ، فداك أبي وأمي . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " إني لا أركب بعيرا ليس لي " فقال أبو بكر رضي الله عنه : هي لك يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي . فركب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، راحلته وأنطلقا ، يتبعهما عامر بن فهيرة ليخدمهما في الطريق سراقة وأم معبد سمع سراقة بن مالك المدلجي ، بما أعلنته قريش ، عن منح مائة لمن يأتي بمحمد أو يدل عليه ، فطمع أن تكون هذه الجائزة من نصيبه ، فما كان منه إلا أن جهز راحلته ، وانطلق إثر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ولما رآه ودنا منه ، عثرت به فرسه فسقط عنها ، ثم عاد فركبها ، وحاول أن يتقدم نحوه ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فجمحت الفرس ، وانغرزت يداها في الرمال ، فإذا ما وجهها نحو مكة أخذت تعدو مسرعة ن فإذا أعادها نحو رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، امتنعت عن التقدم وعرف سراقة عند ذلك ، أن الله سبحانه وتعالى ، مانع نبيه ، صلى الله عليه وآله وسلم منه ، فناداهم بقوله : أنا سراقة بن مالك ن انظروني أكلمكم ، فو الله لن أؤذيكم ن ولن تجدوا مني شيئا تكرهوه ، سوى أني أريد كتابا يكون آية بيني وبين محمد ن فكان له ما أراد . فأخذه وانطلق إلى مكة دون أن يخبر أحدا ، إلى أن فتحت مكة ، عندما تقدم سراقة من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، والكتاب في يده ، ثم أعلن إسلامه ، فبشره رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بأنه سيضع سوارى كسرى في يديه ، فكان ذلك أيام الفتوحات ، بعد وفاة الرسول الكريم ، صلى الله عليه وآله وسلم . تابع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، مسيرة مع صاحبه أبي بكر ن رضي الله عنه ، إلى أن وصلوا إلى خيمة تسكنها امرأة مع زوجها تدعى : عاتكة بنت خلف المعروفة باسم أم معبد الخزاعية . فنزلوا عندها ضيوفا ، ليخففوا عنهم بعض عناء السفر ، ورأى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، شاة هزيلة ، فطلب من أم معبد بعض اللبن ، فقالت أم معبد : والله ما بها قطرة لبن واحدة ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " أتأذنين لي أن أحلبها ؟ " فقالت : إن كان بها لبن فاحلبها ، فأمسك رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، الشاة فمسحها وذكر اسم الله ، ثم مسح ضرعها وذكر اسم الله ، ثم حلبها فملأت إناء كبيرا ، فشربت أم معبد وشرب أصحابه حتى ارتووا ، ثم شرب أخرهم ، وقال : " ساقي القوم أخرهم " ثم حلب الشاة ثانية حتى امتلأ الإناء فتركه عندها ، وغادروا المكان يتابعون مسيرهم ، فأقبل زوج أم معبد بعد رحيلهم ، ورأى إناء اللبن فعجب وسألها عنه . فقالت : مر بي رجل مبارك ، ظاهر الوضاءة ، حسن الخلق مليح الوجه ، فقال زوجها : والله إني لأحسبه صاحب قريش الذي تطلب الوصول إلى المدينة علم أهل المدينة المنورة ، بخروج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إليهم مهاجرا ، فكانوا يخرجون من الصباح ولا يعودون حتى المساء ، وهم يتطلعون وصول أشرف خلق الله وأحبهم إليه ، بلهفة شديدة إلى رؤية طلعته البهية ، وعند ظهيرة يوم قائظ ، لاح النور الذي أضاءت له الدنيا ، فانفرجت أسارير الأنصار وهرعوا ، حيث استقبلوه استقبالا يليق بمن نذر نفسه من أجل هداية قومه وانتشالهم من مستنقع الجهالة والعمى ، وهم يرددون هذا النشيد الخالد [/size] طلع البدر علينا من ثنياتالوداع
وجب الشكر علينا ما دعا للهداع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمرالمطاع
جئت شرفت المدينة مرحبا ياخير داع وقد وصل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، المدينة يوم الاثنين وفي الخامس عشر من ربيع الأول عام ثلاثة عشر من البعثة النبوية ، وكان له من العمر ثلاث وخمسون سنة [/frame] | |
|
atef morsi كبير مهندسين
عدد المساهمات : 477 تاريخ التسجيل : 20/08/2009 العمر : 43 Upload Photos :
| موضوع: رد: عام هجري سعيد الثلاثاء 7 ديسمبر - 15:15 | |
| الهجرة دروس وعبر
<blockquote class="postcontent restore"> الحمد لله مدبر الشهور والأعوام، ومصرف الليالي والأيام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للأنام، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأئمة الأعلام.
أما بعد أيها الأحبة الكرام. قبل ألف وأربعمائة وإحدى وثلاثين سنة كانت هذه الأرض أرض الحرمين على موعد مع حادثة عظيمة وقصة مثيرة، نصر الله بها الدين، وقلب بها الموازين.
من منا لا يعرف هذه القصة، وحرف الهاء الذي يشير إليها لا يغيب عن أنظارنا، فهو بجانب كل رقم نؤرخ به أيامنا.مكة.. محمد صلى الله عليه وسلم.. أبو بكر... قريش.. مؤتمر الندوة.. الاغتيال.. الغار.. العنكبوت.. ذات النطاقين.. سراقة.. أم معبد.. الأنصار.. المدينة النبوية.
تلكم أيها الأحبة أحداث الهجرة، وفيها من الدروس والعبر ما يضيق عنه المقام. فمنها: 1) درس في الهجرة: لقد أذن الله تعالى لنبيه وأصحابه بالهجرة لما ضاقت عليهم الأرض، ومنعتهم قريش من إقامة دين الله.
إن الهجرة بالمعنى الشرعي ليست مجرد الانتقال من بلد إلى آخر فحسب، بل هي هجرة عامة عن كل ما نهى عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، حتى يكون الدين كله لله. هجرة من الذنوب والسيئات... هجرة من الشهوات والشبهات... هجرة من مجالس المنكرات.. هجرة من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة.
2) الصبر واليقين طريق النصر والتمكين: فبعد سنوات من الاضطهاد والابتلاء قضاها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة يهيأ الله تعالى لهم طيبة الطيبة، ويقذف الإيمان في قلوب الأنصار، ليبدأ مسلسل النصر والتمكين لأهل الصبر واليقين { إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم الأشهاد }.
إن طريق الدعوة إلى الله شاق محفوف بالمكاره والأذى. لكن من صبر ظفر.. ومن ثبت انتصر.. { والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون }.
3) درس في التوكل على الله والاعتصام بحبل الله: لقد كانت رحلة الهجرة مغامرة محفوفة بالمخاطر التي تطير لها الرؤوس. فالسيوف تحاصره عليه الصلاة والسلام في بيته وليس بينه وبينها إلا الباب.. والمطاردون يقفون أمامه على مدخل الغار.. وسراقة الفارس المدجج بالسلاح يدنو منه حتى يسمع قراءته.. والرسول صلى الله عليه وسلم في ظل هذه الظروف العصيبة متوكل على ربه واثق من نصره.
فمهما اشتدت الكروب ومهما ادلهمت الخطوب يبقى المؤمن متوكلاً على ربه واثقاً بنصره لأوليائه.
فالزم يديك بحبل الله معتصماً *** فإنه الركن إن خانتك أركان
4) درس في المعجزات الإلهية: هل رأيتم رجلاً أعزلاً محاصراً يخرج إلى المجرمين ويخترق صفوفهم فلا يرونه ويذر التراب على رؤوسهم ويمضي.. هل رأيتم عنكبوتاً تنسج خيوطها على باب الغار في ساعات معدودة.. هل رأيتم فريقاً من المجرمين يصعدون الجبل ويقفون على الباب فلا يطأطئ أحدهم رأسه لينظر في الغار.. هل رأيتم فرس سراقة تمشي في أرض صلبه فتسيخ قدماها في الأرض وكأنما هي تسير في الطين.. هل رأيتم شاة أم معبد الهزيلة يتفجر ضرعها باللبن.
إن هذه المعجزات لهي من أعظم دلائل قدرة الله تعالى، وإذا أراد الله نصر المؤمنين خرق القوانين، وقلب الموازين {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون}.
5) درس في الحب: وقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).
إن هذا الحب هو الذي أبكى أبا بكر فرحاً بصحبته صلى الله عليه وسلم ... إن هذا الحب هو الذي جعل أبا بكر يقاوم السم وهو يسري في جسده يوم أن لدغ في الغار لأن الحبيب ينام على رجله.
إن هذا الحب هو الذي أرخص عند أبي بكر كل ماله ليؤثر به الحبيب صلى الله عليه وسلم على أهله ونفسه.
إن هذا الحب هو الذي أخرج الأنصار من المدينة كل يوم في أيام حارة ينتظرون قدومه صلى الله عليه وسلم على أحر من الجمر. فأين هذا ممن يخالف أمر الحبيب صلى الله عليه وسلم ويهجر سنته ثم يزعم أنه يحبه !!!
يا مدعي حب أحمد لا تخالفه *** فالحب ممنوع في دنيا المحبينا
6) درس في التضحية والفداء: لقد سطر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صفحات مشرقة من التضحية، والمغامرة بالأنفس والأموال لنصرة هذا الدين.. لقد هاجروا لله ولم يتعللوا بالعيال ولا بقلة المال فلم يكن للدنيا بأسرها أدنى قيمة عندهم في مقابل أمر الله وأمر ورسوله صلى الله عليه وسلم .
فيوم أن بات علي في فراشه صلى الله عليه وسلم وغطى رأسه كان يعلم أن سيوف الحاقدين تتبادر إلى ضرب صاحب الفراش، ويوم أن قام آل أبي بكر عبدالله وأسماء وعائشة ومولاه عامر بهذه الأدوار البطولية كانوا يعلمون أن مجرد اكتشافهم قد يودي بحياتهم.
هكذا كان شباب الصحابة فأين شبابنا.. أين شبابنا الذين يضعون رؤوسهم على فرشهم ولا يضحون بدقائق يصلون فيها الفجر مع الجماعة.
نعم.. لقد نام شبابنا عن الصلاة يوم أن نام علي مضحياً بروحه في سبيل الله، فشتان بين النومتين.
أين شبابنا الذين كلّت أناملهم من تقليب أجهزة القنوات ومواقع الشبكات. أين هذه الأنامل من أنامل أسماء وهي تشق نطاقها لتربط به سفرة النبي عليه الصلاة والسلام. ويوم القيامة ستشهد الأنامل على تضحية أسماء، وستشهد على الظالمين بما كانوا يعملون.
7) درس في العبقرية والتخطيط واتخاذ الأسباب: لقد كان صلى الله عليه وسلم متوكلاً على ربه واثقاً بنصره يعلم أن الله كافيه وحسبه، ومع هذا كله لم يكن صلى الله عليه وسلم بالمتهاون المتواكل الذي يأتي الأمور على غير وجهها. بل إنه أعد خطة محكمة ثم قام بتنفيذها بكل سرية وإتقان.
فالقائد: محمد، والمساعد: أبو بكر، والفدائي: علي، والتموين: أسماء، والاستخبارات: عبدالله، والتغطية وتعمية العدو: عامر، ودليل الرحلة: عبدالله بن أريقط، والمكان المؤقت: غار ثور، وموعد الانطلاق: بعد ثلاثة أيام، وخط السير: الطريق الساحلي.
وهذا كله شاهد على عبقريته وحكمته صلى الله عليه وسلم ، وفيه دعوة للأمة إلى أن تحذو حذوه في حسن التخطيط والتدبير وإتقان العمل واتخاذ أفضل الأسباب مع الاعتماد على الله مسبب الأسباب أولاً وآخراً.
8) درس في الإخلاص: ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنه ليس أحدٌ أمنُّ علي في نفسه وماله من أبي بكر) فقد كان أبو بكر {الذي يؤتي ماله يتزكى} ينفق أمواله على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الدعوة إلى دين الله.
لكن السؤال هنا هو لماذا رفض صلى الله عليه وسلم أخذ الراحلة من أبي بكر إلا بالثمن ؟ قال بعض العلماء: إن الهجرة عمل تعبدي فأراد عليه الصلاة والسلام أن يحقق الإخلاص بأن تكون نفقة هجرته خالصة من ماله دون غيره.
وهذا معنى حسن، وهو درس في الإخلاص وتكميل أعمال القرب التي تفتقر إلى النفقة (كنفقة الحج، وزكاة الفطر، وغيرها من الأعمال) فإن الأولى أن تكون نفقتها من مال المسلم خاصة.
9) درس في التأريخ الهجري: التأريخ بالهجرة النبوية مظهر من مظاهر تميز الأمة المسلمة وعزتها. ويعود أصل هذا التأريخ إلى عهد عمر رضي الله عنه. فلما ألهم الله الفاروق الملهم أن يجعل للأمة تأريخاً يميزها عن الأمم الكافرة استشار الصحابة فيما يبدأ به التأريخ، أيأرّخون من مولده عليه الصلاة والسلام ؟ أم مبعثه ؟ أم هجرته ؟ أم وفاته ؟.
وكانت الهجرة أنسب الخيارات. أما مولده وبعثته فمختلف فيهما، وأما وفاته فمدعاة للأسف والحزن عليه. فهدى الله تعالى الصحابة إلى اختيار الهجرة منطلقاً للتأريخ الإسلامي.
وظلت الأمة تعمل بهذا التأريخ قروناً متطاولة، حتى ابتليت في هذا العصر بالذل والهوان، ففقدت هيبتها، وأعجبت بأعدائها، واتبعتهم حذو القذّة بالقذّة، حتى هجرت معظم الدول المسلمة تأريخها الإسلامي فلا يكاد يعرف إلا في المواسم كرمضان والحج، وأرخت بتواريخ الملل المنحرفة.
لقد نسينا تاريخنا فأنسينا تأريخنا.. وأضعنا أيامنا فضاعت أيامنا.. وما لم نرجع إلى ديننا الذي هو عصمة أمرنا.. فسلامٌ على مجدنا وعزنا.. والله المستعان.
وإن مما يفخر به كل مسلم ما تميزت به هذه البلاد بلاد الحرمين ومهبط الوحي ومهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من اعتماد التأريخ الهجري النبوي تاريخاً رسمياً لكافة مرافقها، نسأل الله أن يحفظها وجميع بلاد المسلمين بحفظه، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، ويعز دينه ويعلي كلمته، إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. </blockquote> <blockquote class="signature restore"> ابتسم فرزقك مقسوم.........وقدرك محسوم........... واحوال الدنيا لاتستحق الهموم </blockquote> | |
|