عدد المساهمات : 907 تاريخ التسجيل : 01/09/2007 العمر : 37 الموقع : أسوان رقم العضوية : 73 Upload Photos :
موضوع: من عين الحدث .. الاسكندرية .. الخميس 3 فبراير - 20:45
مرحباً يا رفاق ..
من عين الحدث تترقب صرخات تدوي في شارعنا كل عشر دقائق .. وللأسف أكثرها أنثوية !! ..
ومنذ بداية الفوضى العارمة التي اجتاحت الاسكندرية منذ 25 يناير و المشاكل والعيوب تظهر وتبدو في سفور وقح للناس .. ما صدق الناس أن لا شرطة ولا أمن ، وهو وإن كان يشفي القلب تجاه انتهاكات الشرطة ضد الشباب وقتلهم إياهم وتعذيبهم كأنهم مجموعة من الدجاج وليسو أناسي .. إلا أن سلوكاً منفراً قبيحاً ظهر من الشعب .. اللصوص كثيرون هنا يا صديقي فحافظ على نفسك جيداً !!
ثم إن مبنى المحافظه الذي كان شامخاً يوماً ما .. المبنى الآن يشرب السجائر والنارجيلة والحشيش وينفث الدخان كأعتى معلمى قهوة من ذوي الشوارب الكثة والكروش الضخمة ، دعك من السيارات المحترقة ، والتي راح أصحابها ( نائحين ) يستخرجون منها أهم ما فيها من المعادن الباقية من صناديق التروس و الهيكل وغيره على سبيل الظفر ببعض الأشياء وتتطييب الخاطر ..
وهكذا وقفت المجنزرات في شوارعنا .. ودخلت شارعنا بقوة ، و العجب أن الناس صفقوا لها وصفروا وتراقصو ، وكنت في الحقيقة أتلو الشهادتين عندما وقفت قريباً منها لألتقطت كم صورة تذكاريه أريها لأولادي من بعدي على سبيل أن بابا من الشجعان الأشاوس وأنه بطل حرب سابق خاض حروب عنيفه وتسبب في تحرير معظم الدول العربية في مرحلة من مراحل حياته ..
لكن هذه الأحلام سرعان ما اختفت في غياهب الفوضى العارمة ، وكم كنت أضحك عندما أشاهد الناس .. منهم الخارج بشاشة كمبيوتر من مبنى المحافظة ، ومنهم من خرج بكأس العالم .. لصوص يسرقون اللصوص .. ثم تطور الأمر بعد غياب الأمن إلى مليشيات على غرار المليشيات التي تسمع عنها في العراق و الشيشان وغيرها ، من الشباب المسلح المشوم بالشوم الغليظ كأنها أصابع غول لتوقف السيارات في ألاطة وتناكة عجيبة .. يجتمعون حول السيارة القادمة من بعيد .. يرفعون الشوم في وعيد .. ويتقدم أصيعهم ( وهو قد وسم نفسه بسيادة اللواء ، وياليته لواء محترم بل هو سيادة اللواء سعيد حرنكش ومعه ملازم أول حسن أبو صبع والعساكر محمد شكوش و سحس بردعة ) ويفتشون الرجل وهو يتصبب عرقاً .. يدورون كالذئاب حول سيارته وهو يتصبب عرقاً .. يفتحون الأبواب ويغلقونها وهو يتصبب عرقاً .. إنه يتصبب عرقاً .. دعك من أنه يتصبب عرقاً ، لأنه والحال هذه يمنع نفسه من أن يتصبب دماً إذا فتح فمه أو اعترض .. كنت واقفاً بجوار المشهد أغلي من الغيظ ..
الحقيقة أن المستقبل مظلم في الأيام القليلة المقبلة .. هل يتولى عمر سليمان الحكم ؟؟ أم يتولاه البرادعي والإخوان ؟؟ أم يتولاه شخصاً أسخم ممن كان قبله ومن هؤلاء جميعاً ؟؟
تساؤلات مهمة تتوقف عليها كثر من الأحداث المقبلة والحيوات المقبلة والصراعات المقبلة ..
إلا أنني لم أمنع نفسي أن أشارك بشكل أو بآخر ..
وعندما دق الباب علي في الساعة الواحده ليلاً توترت وانتصب شعر رأسي !! اللصوص الهاربون !!
هكذا هرعت إلى المطبخ .. وجلبت أكبر سكين اشتريته وأحمد الله أنه موجود .. مشيت إلى الباب وقد برمجت نفسي على القتل .. هناك فكرة في رأسي ترن كمنبه مزعج : الموت في سبيل الوطن !! والمقصود بالوطن هو أنا طبعاً لأنه لا أحد معي في الشقة غيري ..
هكذا سحبت عدة الأمتار إلى ما وراء العين السحرية .. لكن الخارج كان مظلماً بشدة .. وكان هناك ( سيلويت ) شخص ما يقف في تحفز .. هكذا فككت الباب فكاً وشهرت السكين نصف إشهارة ..