جزاك الله كل خير
ولكن عندي تعليق صغير
وهي هذه الفتوي -- ورقة ( دعاء المذاكرة والنجاح ) من الابتداع في الدين --
- السؤال -
- انتشرت بين الطلبة والطالبات ورقة أدعية تحت عنوان: (دعاء المذاكرة والنجاح)، وقد خصصت هذه الأدعية للمذاكرة وبعد المذاكرة وعند التوجه للامتحان وأثناء الامتحان وعند تعسر الإجابة على الشخص وعند النسيان، وقد جعل كاتب هذه الورقة لكل حالة دعاءً خاصًا بعضها من الآيات الكريمة والبعض الآخـــر من ســـنة الرســـول -صلى الله عليه وسلم- والبعض الآخر من تأليفه ويدعي كاتب هذه الأدعية أن من قرأ هذه الأدعية سيكون حليفه النجاح بإذن الله تعالى. فما حكم هذه الأدعية .. ؟
- الجواب -
- الدعاء من أنواع العبادة، بل ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «الدعاء هو العبادة» والله تعالى جعل الدعاء هو العبادة في هذه الآية {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} [غافر: 60].
والأصل في الدعاء أن يدعو الإنسان بحاجته، يدعو ربه بما يحتاج إليه وقد ورد عن النــبي -صلى الله عليه وسلم- أدعية في أزمنة خاصة وأمكنة خاصة فما كان منها في الواجبات مثل الصلاة فلا يجوز لأحد أن يستبدله بغيره وما كان في غير الواجبات فإنه لا يجبر أحد على حفظه، بل يدعو الإنسان ربه بما يحتاجه بلغته التي يعبد الله تعالى بها، ولكن أن يعتقد الناس أن دعاء معينًا في وقت معين أو مكان معين سنة يستحب الإتيان به فهذا مما لا يجوز، لأن أمر السنة موكول إلى المصطفى -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يعبد الله إلا بما شرع، فلا يجوز لأحد أن يقول إن هذا الدعاء سُنّة في هذا الزمان، أو في ذاك المكان ثم يقول للناس ادعوا بهذا الدعاء، فإن من دعا به تستجاب دعوته، لكن أن يحث الناس على الدعاء وأن يبيِّن لهم قيمة الدعاء ومكانته وأن الله تعالى جعله سبب الإجابة، حيث قال: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} [غافر: 60]، ويذكر الناس بعبارات يمكن أن يستعينوا بها في الدعاء ويبيِّن لهم بأن هذا الكلام وهذه الأدعية لم تثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكنها قد تناسب هذا المكان يحسن الاستفادة منها إذا كان الأمر بهذا الوضع، فإن هذه الأدعية جائزة وهذا العمل تذكير للناس وحث لهم، لهذا ألف بعض العلماء أدعية يقولها بعض العامة الذين لا يعرفون الدعاء يقرؤونها في أشـــواط الطواف وغيرها يســــتعينون بها لأنهم لا يحفظون الدعاء، وليس عندهم قدرة على تذكره ومن هذا الأمر لابد من التفريق بين أمرين،
الأمر الأول اعتقاد أنها سنّة وأن لها خاصية في هذا الزمان وفي هذا المكان، وهذا لا يجوز، بل هذا هو الابتداع في الدين عندما يشرع فيه شيء لم يكن لمشروعيته دليل من كتاب الله ولا من سنّة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
الأمر الثاني أن يعتقد بأنه ليس لهذه الأدعية دليل يؤكد مشروعيتها في هذا الزمان ولا في هذا المكان ولكن الناس في حاجة إلى من يذكرهم بما يناسب أحوالهم ويعينهم على ما يتقربون به إلى ربهم، وحيئنذ في هذه الحال لا يعتبر ذلك بدعة، بل يكون من التعاون على البر والتقوى.
أجاب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق عضو هيئة كبار العلماء