قالت : كنت شابة يافعة أحب الحياة وأكره ذكر الموت
أغادر مجلس رفيقاتي حالما تتحدث احداهن عن حادث أليم
أو موت مفاجىء أو مرض عضال
وكنت أتابع أخبار الموضة بشغف وشوق أركض لأجل أن ألحقها
فلا يفوتني منها خبر حتى عبائتي تلك السوداء لم تتركها الموضة
على حالها فقد أغراني حب الجديد بأن أتفنن في طريقة لبسي لها
فتراني حينا أضعها على كتفي لأعلى رأسي لأجل أن أظهر زينتي
وشيئا من أناقتي..... أما نقابي بل قل نقاب الفتنة فقد بدأت ألبسه
تمشيا مع الموضة وتحجبا واهيا بعدم الرؤوية أظهرت عيناي مكحلتين
من خلال فتحات نقابي ومضيت اتابع عيون من حولي وتحملني غفلتي
وسذاجتي على ان اشدو فرحا كلما رأيت عيون المارة والمتسولين ترمقني
باعجاب واستغراب
وذات مرة سافرت الى بلد غريب ولم اكتف بتجميل حجابي وحسب
ولكنني رميت به في مقعد الطائرة التي أقلتني مسافرة وفي تلك البلاد
شدّ بصري منظر امرأة متحجبة لا يظهر منها شيء ، عباءة طويلة
فضفاضة خمار طويل مسدل.... اقتربت منها، سمعتها تتكلم بلهجة صرفة
تعجبت وتساءلت اتراها امراة عربية مقيمة اعتادت لغة القوم وتحدثت بها
بهذه الطلاقة والقدرة
فضولي دفعني لأن أطرح عليها سؤالا : أعربية أنت
لا انا كندية دخلت الاسلام منذ سنة ونصف ومن حينها وانا ارتدي حجابي
وأسير وعزتي وفخري بديني الجديد يسيران معي
وضعت يدي على رأسي .. بحثت عن حجابي .. لم أجده
تذكرت أني رميت به على مقعد الطائرة رددت كلمة ساخنة بيني وبين
نفسي يا الله .. يا رب.. ءأجنبية لم تعرفك ولم تؤمن بك الا منذ سنة ونصف
وانا أنا جدي مسلم وأبي مسلم وأمي وأخي بل وقومي كلهم مسلمون
نشأت على طاعتك وتربيت في جو يؤمن أهله بك فكيف أتخلى
بهذه السهولة عن حجابي وتتمسك هي به