قديما هجا الأخطل شاعر بني أمية شاعر الأنصار عبدالرحمن بن حسان بن ثابت فوصفه بأنه «كالبغل بين حمارة وحمار» في قصيدته الشهيرة، مما جعل الانصار يشكلون وفدا الى الخليفة يطلبون فيه مقاضاة الاخطل السفيه.
ذكرني بهذه الحادثة الحوار الذي أجرته «الرأي العام» مع الفنان راغب علامة وكان المانشيت العريض لصفحة الحوار على لسان الفنان هو: «بعض المطربات شوهن الفيديو كليب و«احداهن» صورت اغنيتها بقصة حب مع حمار»! ومررت بعيني شرحا على الحوار بقصد التعرف على حبيبة حمار الفيديو كليب واذا براغب علامة يجيب عن سؤال الجريدة: وماذا عن الفيديو كليب؟ بقوله: «الفيديو كليب عبارة عن تسويق للاغنية ولكن هناك شذوذ عن القاعدة فمثلا خذ عندك هناك فتاة عملت فيديو كليب قصة حب مع الحمار (الحصان) أو يمكن ان يكون فعلا,,,».
في الصباح قلت لطلبتي في الكلية، أي لفظ قبيح يستحق ان يوصف به صاحب فكرة الحب الحماري والمخرج والمنتج والمسوق والفتاة وبقية شلة الفسق,,, انه تطور الاغنية العربية واللحاق بركب العولمة التي لا تأخذ منها الا غرام الاسطبلات.
وتساءلت الى متى تهان المرأة وينظر لها على انها جسد مادي محض، مخصص لاشباع الرغبات الذكورية الغليظة المادية، لتصل المرحلة التي ليس فوقها حد,,, الا ان يصور فيديو كليب مغنية تعشق «قردا» ويفضل ان يكون من فصيلة الغوريللا ليشبع رغباتها جيدا,,, اننا ننتقد عصر سلاطين المماليك ومن قبلهم ومن بعدهم لانتشار ظاهرة جواري السلطان,,, لكن الفيديو كليب جعل من كل رجل سلطان بل جعل الاسر الفقيرة والمراهقين والشباب سلاطين وعلى مدار الساعة,,, ومن يدري قد يتحمس بعض الفنانين ويغارون من ابداع الفنانات عشاق الخيول الاصيلة فيطلع علينا مطرب في شريط فيديو كليب مع حمارة لينافس زميلته صاحبة الحمار,,, وكي يتميز ربما يختار حمارا وحشيا,,, لقد ثار شاعر الانصار وجماعته على وصف شاعر بني أمية الاخطل له بأنه جحش، فماذا عسى ان تفعل الجمعيات النسائية المدافعة عن حقوق المرأة او المهتمة بمكانة النساء؟