ادب حوار التلفزيون المصري

ادب حوار التلفزيون المصري


يقول الملياردير نجيب ساويرس علي شاشة التليفزيون المصري، تلقي أمه داعيه عليه معلقا علي دعوة من السائلة لإجراء مواجهة بينه وبين مصطفي بكري، فإن ذلك لا يمكن أن يصنف علي أنه تهديد ، أو توعد ، أو تربص بل هو لا شك حوار راق جدا يعبر عن الاخلاق .
* كان اولي بالتليفزيون العظيم، المنتمي لإعلام رشيد، أن يذيع بعد تلك الجملة الأخلاقية العظيمة، برنامجا يعطي دروسا للمشاهدين في تفسير كيف يمكن أن تكون أمه داعية عليه ، وهل المعني لدي ساويرس يختلف عن المعني لدي بقية العوام، أم إنه واحد؟.
* وفقا للمقياس الجديد، سيكون من المقبول علي الشاشة من الآن وصاعدا أن يقول ضيف مثلا، جري ايه يا روح أمك ، نعم وحياة أمك اسم الله يا ابن أمك ، أنت مين يا عين أمك هوريك يا قلب أمك وعشرات من التنويعات المشابهة في نفس درجة السمو الأخلاقي .
وسألت الست لميس ضيفها عن قضاياه مع الصحافة والصحافيين وخصصت جمال أشرف مروان فقال لها ساويرس إنها قضية شيكات بدون رصيد، ثم سألته عن القضايا الأخري فقال: عدة قضايا مع صحافي يحرض علي الفتنة ويعرض أمن البلد للخطر، ويتقاضي أموالا من الخارج، وكان يمكن أن ينتهي الموضوع عند هذا الحد لكن المذيعة الذكية جدا تدخلت بكل قوة رافضة اتهام أحد في برنامجها دون أن يملك حق الرد ورد عليها ساويرس بذكاء قائلا انه لم يقل اسماء فإذا بالست لميس تطلب من فريق العمل في البرنامج قبل نهايته بدقيقتين الاتصال بالأستاذ مصطفي بكري للرد علي هذه الاتهامات، فقال ساويرس انه لم يحدد اسما، وهكذا تحولت المذيعة صاحبة الحظوة إلي دب يقتل صاحبه وما كان اتهامات مجهولة تحول علي لسان الست لميس إلي اتهام علني علي رؤوس الأشهاد للأستاذ مصطفي بكري بالتحريض علي الفتنة والتمول من الخارج، وفي حين لم يأت الاتهام صراحة علي لسان ساويرس تطوعت الست بتحويل الاتهامات المرسلة إلي جريمة سب وقذف وتشهير مكتملة الأركان، حين طلبت قبل انتهاء برنامجها بدقيقتين الاتصال بالأستاذ مصطفي بكري ليرد أنه جالس في بيته منتظرا البرنامج العبقري وهو تحت طلبها ليرد عليها متي اتصلت به. ما حدث من الست لميس مصيبة وكارثة علي شاشة التليفزيون القومي، لا أتوقع أن تحرك ساكنا عند أحد حتي لو كان ما حدث تشهيرا علنيا بصحافي زميل ونائب عن الشعب، قد نتفق أو نختلف معه، لكن التشهير به علي الهواء هو عدوان شخصي علي الشعب الذي يمثله تحت قبة البرلمان.
وما حدث مع بكري يتكرر وبشكل شبه يومي في الإعلام خاصة الفضائيات التي تبث علي القمر الصناعي المصري نايل سات وهو أمر يخالف ميثاق الشرف الإعلامي العربي ويمثل تنازلا من الدولة مالكة وسيلة البث عن حق الشعب في التزام الفضائيات الخاصة بالقانون والعقود المبرمة معها