السلوك الراقي والتصرف الحكيم والذوق العالي له لغة،
لكنها غير مكتوبة ككل اللغات، إنها لغة الإحساس الرقيق . .
لغة المشاعر النبيلة والوجدان الفياض . . هذه اللغة السامية
نحن بحاجة إلى التدريب عليها واستعمالها في حياتنا عموماً، وحياتنا الأسرية على وجه الخصوص . .
إن لغة المشاعر والأحاسيس والقلوب والوجدان هي ا
لسعادة والاطمئنان، عندما ترفرف طيورها الجميلة على البيت المسلم،
فتسعد كل من فيه، وكل من حوله. . الزوج ينظر إلى زوجته فيحس بها إن كانت سعيدة أم حزينة، ربما يتجنب السؤال المباشر، لكنه يعرف السبب الذي من أجله تبدو
زوجته كما يراها، فيتعامل على هذا الأساس، يحاول إزالة ما يغضبها ويحزنها، أو يزيد ما يسعدها ويفرحها. . إنه يشعرها بالاهتمام ويتذكرها في المناسبات
وفي غير المناسبات بالهدايا، حتى وإن كانت رمزية، وهنا يزداد الحب وتقوى العواطف وتتعمق الأواصر. . والزوجة التي ترى زوجها متضايقاً،
لا تسأله عما يضايقه، لأنها أدركت السبب فسارعت إلى إزالته
أو تغييره . . إن كان السبب في المكان أو في المظهر أو في الطعام أو في الاهتمام . . إنها ليست بحاجة إلى أن يقول لها لماذا فعلت أو لماذا لم تفعلي؟ . . إنها تدربت على لغة القلوب والمشاعر . . يكفيها النظرة. . يكفيها الإشارة الخفية
(وكل لبيب بالإشارة يفهم). . وهكذا ينعدم من حياتها وحياة زوجها اللوم والتأنيب والشجار والألفاظ الجارحة، والاتهامات المتبادلة. .
والأبناء الذين يعيشون في جو هذه المشاعر والمعاني الرقيقة، ويتدربون عليها يعيشون في ود وصفاء وأدب وحياء. . تعالوا جميعاً نجرب هذه اللغة
ونعيش آدابها ومعانيها وسنرى كيف تؤثر في حياتنا وحياة مجتمعاتنا . . هيا نبدأ بأنفسنا أولاً