صورة واحد متعصب كروي

*******
هجمنا على الرجل وضربناه علقة محترمة, وأخرج محمود الشضلي مطواة حامية من جيبه وصمم أن يذبح الرجل ويطلع روحه ليرى ما هو شكل الروح الرياضية التى قرفونا بالحديث عنها
غير أن بقية مشجعي نادينا فى المدرج راحوا يهدئون من ثورتنا حتى رأينا رجال الشرطة مقبلين فهربنا فى الهوجة, تاركين مشجع نادينا أبو روح رياضية ممددا على الأرض فى انتظار طلوع روحه الرياضية
عدت إلى البيت وأنا فى منتهى الغم والنكد, وما أن فتحت باب الشقة حتى فوجئت بزوجتي تغنّي في المطبخ حمادة حمادة يا سكر زيادة
طبعاً لا يمكن أن يكون حمادة هذا إلا حمادة إياه والعياذ بالله, فليس عندي ولد بهذا الاسم حتى تغني له زوجتي حمادة حمادة, ابني مكتوب اسمه فى شهادة الميلاد "أهلاوي أبو عوف" أما اسم الدلع الذى أناديه به فهو: صا – لح صا – لح
فما معنى أن تغنى زوجتى لحمادة إلا إذا كان قد ظهرت عليها أعراض التزملك سلام قولاً من رب رحيم ؟؟
اندفعت نحو المطبخ ودمى يغلى, ووقفت بالباب والشرر يتطاير من عينى أسألها وهى ترتعد: حمادة.. هه ؟
و ما لبثت أن عاجلتها بشوطة تكومت بعدها فى الكورنر, ثم هجمت عليها وأوسعتها ضربا وأنا أذكرها بالأغنية الوحيدة المسموح لها بغنائها وهى: يا صحابي يا أهلي يا جيراني أنا عايز أخدكو ف أحضاني
ثم أسرعت لأسحب كرسيين من مدرج الصالة وعدت إلى المطبخ بسرعة وصعدت فوق الصندرة لأقذفها بالكراسي ثم ظللت أبحث حولي عن زجاجة كبيرة ولذيذة فلم أجد سوى أوتومبيل قديم بزمبلك فقلبته على ظهره وأشعلت فيه النار وناديت على ابني: صا – لح صا – لح, وجاء الولد فورا فطلبت منه أن يجمع لي حجارة من الشارع لأحدف بها هذه المرأة المتزملكة التي راح الدم يسيل من رأسها بلون أجمل فانلة فى الكون
وقد أدرك الولد بنباهته العصبية العظيمة أن أمه قد ارتكبت خيانة كروية سودة ولا بد أن تزملكاً ما قد بدا عليها, فنظر إلى أمه شذرا وهو يقول لي: تحب أفوت على عم حنفى النشانجي ييجي يحدفها بالطوب معاك ؟
فقلت له: لا.. اجري انت هات الطوب حالاً

*******
ازداد اعجابي بالولد وهو يشير عليّ باقتراح مدهش قائلاً: أجيب لك جرايد قديمة تولعها فوق الصندرة وترميها على ماما لحد مارجع بالطوب؟
بسرعة أحضر الولد الجرائد القديمة فأشعلتها ورميتها من مدرج الصندرة واحدة بعد واحدة وهي تصرخ ولا مغيث بعد أن أغلق الولد النبيه الباب بالمفتاح, ولما لم أجد ما أفعله حتى يعود الولد بالطوب, وقفت فوق الصندرة أهتف وأنا أشير إليها : العبيطة أهيه.. العبيطة أهيه
ثم أعجبني جدا منظر حريقة الجرايد القديمة التى كانت تحاول أن تطفئها والدم يسيل من رأسها, فرحت أرقص بسعادة: بصي شوفي أنا عملت إيه.. بصي شوفى أنا عملت إيه
باتت زوجتى فى المستشفى وبتّ انا في التخشيبة
*******
الأربعاء
عاد ابني صا – لح صا – لح من المدرسة يبكي, وبسؤاله عن السبب, اتضح أنه قال للمدرس فى حصة المعلومات العامة أن الذي اخترع الفنجال هو الفناجيلي, وأن الروبي هو مخترع الروبية الهندي وأن الشربيني هو الذى اخترع مدينة شربين.. فثار المدرس الزملكاوي.. اللهم احفظنا.. على هذه الإجابات الصحيحة وصمم الولد على إجاباته فضربه المدرس وأحاله إلى ناظر المدرسة وأصر الولد الجدع على هذه الإجابة أما الناظر الذى قال له: روح هات لى أبوك
و الله عال
ذهبت إلى حنفى النشانجي لنبحث فى هذه البلوة السودة, وفتحت لى الباب ابنته الصغيرة غيدة التي قالت لي أن والدها غير موجود لأن عنده تمرين, فعرفت على الفور أن حنفي النشانجي قد ذهب إلى الخرابة الواقعة خلف بيته ليحدف المعيز بالطوب, تمريناً على النشان للماتش الجاي
ذهبت إليه فى الخرابة وقضينا وقتا سعيداً فى حدف المعيز بالطوب وأنا أحكي له ما جرى لابني فى المدرسة
اتفقنا على عمل اللازم
*******
الجمعة
ألف نهار أبيض !.. الاسماعيلي غلب الزمالك تلاتة صفر.. جاري المعلم مسعود الحانوتي معتكف فى بيته يبكي طول النهار
احتفالاً بالمناسبة أقمت حفلة جوزة
*******
السبت
أعددنا كميناً مدهشاً لمدرس الولد صا–لح صا–لح, إذ نقره حنفي النشانجي طوبة في رأسه سقط بعدها على الأرض, فجرجره محمود الشضلي إلى بيت عزوز شيلو الرف هناك أقر واعترف بأن الله حق, وأن الفناجيلي مخترع الفنجال والروبي مخترع الروبية والشربيني مخترع شربين, وقد أقر المدرس أيضا.. والفضل يرجع لضرب الشضلى.. بشئ جديد لم نكن نعرفه كلنا, إذ قال المدرس اللئيم من تلقاء نفسه أن كنفاني هو مخترع الكنافة
*******
الأحد
قبضت الشرطة اليوم على المعلم مسعود الحانوتي واتهمته النيابة بالشروع فى قتل المدعو مخيمر الذي نقل إلى المستشفى مصابا بجراح بالغة
قال المعلم مسعود فى التحقيق أن مخيمر استفزه بعد هزيمة الزمالك من الاسماعيلي, إذ وقف تحت نافذته يصيح: اسماعيلي يا سكر
اتضح أن مخيمر كان ينادي على شمام
*******
الاثنين
فصلوا الولد من المدرسة, كما أرسلت الشرطة تستدعيني لسؤالي عن ضرب المدرس ولكنني أنكرت وجودى في البيت حتى أستشير حنفي في الموضوع
ذهبت إلى أبو الأحناف وطمأنني أن الحق معانا بإذن الله لأنه استكتب المدرس اعترافا بخط يده قال فيه: الروبي مخترع الروبية والفناجيلي مخترع الفنجال والشربيني مخترع شربين
مستورة بإذن الله
منقول