الشيخ محمد حسان يتكلم عن الهزيمه النفسية

بقاء الأمة مهزومة نفسيا يجعلها مشلولة الفكر والحركة[/si

متابعة - عامر كامل

اكد الداعية الاسلامي الشيخ محمد حسان على ان الامة الاسلامية هي صاحبة الخيرية وانها مهما ألم بها فهي الامة المكرمة عن الله تعالى ودعا المسلمين الى الاعتزاز بدينهم الذي سيظهره الله من جديد مهما ادلهمت الخطوب جاء ذلك في درس تراويح ليلة الحادي عشر من رمضان والذي ألقاه بجامع عمر بن الخطاب بمدينة خليفة الجنوبية في مستهل سلسلة دروسه ومحاضراته وندواته خلال الموسم الرمضاني الحالي والذي تستضيفه فيه ادارة الدعوة بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية والذي يتواصل فيه مع جمهوره حتى العشرين من الشهر المبارك‚

وقال فضيلته: ما من أمة من امم الارض الا وتعتز بتاريخها وتفخر برجالها وتتغنى بأمجاد وبطولات ابنائها‚ وان احق امم الارض بهذا الاعتزاز والفخار هي امة محمد صلى الله عليه وسلم‚ فقد قال الله عز وجل: «كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله»‚

وعن سبب بدئه بهذه المقدمة قال الشيخ محمد حسان: لقد تعمدت ان ابدأ حديثي معكم بهذا الموضوع لأنني ارى زخما ضاغطا في جميع وسائل الاعلام بل والمجالس الخاصة للتحقير والتقليل من شأن وكرامة امة النبي محمد صلى الله عليه وسلم واضاف: ان المراد من ذلك اصبح معروفا ومكشوفا وهو ان تظل هذه الامة مهزومة هزيمة نفسية لأن المهزوم نفسيا مشلول الفكر والحركة‚ فمن شل فكره لا يمكن ان يتحرك على ارض الواقع خطوات للامام‚ فلا حاضر لأمة تجهل ماضيها ولا مستقبل لأمة تنسى خصائصها وفضائلها‚ وعلق فضيلته على ما يصدر عن البعض من ازدراء لماضي الامة قائلا: انا لا انكر ان الوقوف على الماضي لمجرد البكاء والنحيب والعويل فقط هو شأن الفارغين العاطلين‚ فإن ازدراء الماضي بكل ما فيه من خير ونور هو شأن الحاقدين الجاهلين‚ وقال انه يتعين على كل مسلم في هذا الواقع الضاغط ان يعتز باسلامه وان يفخر بهويته‚ هوية العقيدة وهوية الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم‚ وعن المطلوب على الساحة الاسلامية بشأن هذا الاعتزاز قال فضيلة المتحدث: لا تتعجلوا معاشر المسلمين وفي فورة من الحماس لما يحدث الآن من تجريد امتنا من كل فضل‚ سيظل الخير في هذه الامة الى ان يرث الله الارض ومن عليها‚ فالامة لا تخلو من الخير والاخيار‚ صحيح اننا لا نتعامل فيها مع ملائكة برره ولا نتعامل مع شياطين مردة ولا نتعامل مع احجار صلبة‚ انما نحن نتعامل مع نفوس بشرية فيها الاقبال وفيها الاحجام وفيها الخير والشر والحلال والحرام والطاعة والمعصية‚ والخير والشر بقى وسيبقى في امتنا من عهد النبي صلى الله عليه وسلم الى ان يرث الله الارض ومن عليها‚

لذا فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه النفسية المهزومة التي ينطلق فيها صاحبها لتجريد الامة من كل فضل ومن كل خير حيث قال: كما ورد في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه: «اذا قال الرجل هلك الناس فهو اهلَكُهُمْ (بضم الرابع والخامس) أو قال فهو أهلَكَهمْ (بفتح الرابع والخامس) وقال النووي - رحمه الله - والضَمَّ أشهر فهو اهلَكُهُمْ: أي هو أشدُ الناس هلاكاً‚ والمعنى الثاني أي الذي حكم عليهم بالهلاك‚

وعن حقيقة تكريم الله لأمة الاسلام قال فضيلة الشيخ محمد حسان: ان الأمة امة مكرمة على جميع الأمم واضاف صحيح انا لا اجهل الواقع لكن ينبغي ان ننظر الى التاريخ نظرة اعمق اشمل واوسع‚ فهذه الأمة تمر بمرحلة هي الاخطر في التاريخ وقد قال ربنا عز وجل «وتلك الأيام نداولها بين الناس» وقال ايضا: ان الجولة الآن للكفر وأهله يوم ان تخلى عن الاسلام اهله‚ واقصد بالتخلي هنا ان الامة لم تتحرك لهذا الدين‚ قد يكون الحق معنا لكننا لا نحسن ان نصل به الى ما ينبغي ان نصل اليه‚ وقد يكون الباطل الذي مع غيرنا يحسن به ان يصل الى حيث ينبغي ان يصل الحق‚ وحينئذ ينتفش الباطل ويظهر انه غالب ويهزل الحق ويضعف ويبدو وكأنه مغلوب‚

فيتحسر اهل الحق ويتألمون فإذا كان تألمهم صامتا شاتما‚ اصيبوا بالسلبية والانهزامية والانعزالية عن الناس والمجتمع وان كان الالم صاخبا دمويا منفلتا من الضوابط فهم سلف الامة ازداد الناس كرها للحق الذي معهم وحينئذ نخسر القضية مرتين نخسرها حين عجزنا عن ايصالها للناس ونخسرها حينما نتشنج وننفعل فلا نحسن ان نعبر عنها بحديث المنطق والعقل‚ ولا بأعمالنا وسلوكنا ولا بأخلاقنا‚

وعن وضع أمة الاسلام الآسن قال فضيلة الشيخ محمد حسان: انا اعلم ان الامة الآن مهانة وذليلة وقد طمع فيها الضعيف قبل القوي والقاصي قبل الداني والذليل قبل العزيز‚ ولكن لا ينبغي علينا ان نصاب بهذه الهزيمة النفسية القاتلة التي نراها الآن تخيم على سماء الأمة‚ الا من رحم ربك‚ من افراد يفهمون القرآن والسنة والواقع بفهم دقيق وعي عميق‚ وفيما يتعلق بالمستقبل والأيام القادمة قال الشيخ محمد حسان: ان الله سبحانه وتعالى قد سبق منه القول باعزاز امتنا وذلة عدوها فقد قال: «افنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون»‚