كم مره اساء الاخرون اليك؟
عندما يسيء الآخرون لنا نتألم, وقد نغضب منهم, ولا ينعكس ذلك على معاملتنا لهم فحسب، بل ينعكس أيضاً على الذين لم يسيئوا إلينا, وكأننا ننتقم منهم رغم أنهم لم يفعلوا شيئا يستحق سوء معاملتنا لهم.
ونتوقع لبعض الوقت أن يأت المسيء ويعتذر إلينا, وقد يأتي ولكنه لا يعتذر مطلقا, لأنه من وجهة نظره لم يفعل شيئاً يستحق أن يعتذر عنه!
وتزداد العلاقات توترا، لاسيما إذا كانت هناك معاملات يومية, وقد تتدهور مع مزيد من المعاملات ومزيد من الأخطاء.
وقد يحدث تباعد وفتور وتجمد في العلاقات وتنقطع جسور ودوائر الاتصال بيننا وبينهم, لكن يظل ذلك الشيء الثقيل الحزين بداخل مشاعرنا كلما تذكرنا إساءتهم لنا, وكلما تذكرنا أنه كان من الأفضل تصفية الجو بكلمة صادقة للاعتذار, أو بأن نسامحهم, فالمسامح كريم.
ماذا يحدث عندما نجرب الصفح والتسامح والعفو عمن أساء إلينا؟! (اعلم أنه لا يقدر على ذلك إلا من يتمتع بسمو خلقي وشخصية قوية) فالشخص الضعيف لا يقوى على التسامح مع من أساء إليه, بل لأنه ضعيف يحنق ويغضب ويتمنى لو استطاع أن يرد الإساءة بمثلها حتى ولو بمعركة كلامية.
جرب أن تصفح عن شخص أساء إليك, فالصفح عند المقدرة قوة ونُبْلُ خُلُق.
وتذكر أن تسامحك وعفوك عن المسيء إليك اختيار صعب...
لكنه الأقوى, ومن يسامح يوما على إساءة سيلقى المسامحة يوم أن يكون هو المسيء.
جرب ولن تندم...
فبهذا تكون اسعد خلق الله لانك لاتحمل كرها لاحد مهما كان وحتى لو اساء لك لانك راجيا بهذا جنة عرضها السماوات والارض.