ظهور النظرية النسبية الخاصةفي النصف الثاني من
القرن 19 قدم
جيمس كلارك ماكسويل (
1831 -
1879 ) نظرية متكاملة عن الظواهر الكهرطيسية. لم تحوي هذه النظرية على متغيرات ميكانيكية كما في قانون التحريض الكهرطيسي:
كان من الواضح أنه لا يأخذ بعين الاعتبار أية فكرة عن جسيمات مرافقة
لهذه الأمواج و قد بيّن ماكسويل في هذه النظرية أن الضوء عبارة عن أمواج
كهرومغناطيسية.
جميع
الظواهر الموجيةالمعروفة آنذاك كانت عبارة عن تموج لوسط معين ( الأمواج على سطح الماء,
الأمواج الصوتية...). لذلك اعتقد الفيزيائيون أن الضوء يجب أن يكون تموج
لوسط ما أطلقوا عليه اسم الأثير, و كان على هذا الأثير أن يملأ الكون
بأكمله ليؤمن توصيل ضوء النجوم البعيدة, و أن يكون سهل الاجتياز ( و إلا
لكبح حركة الأرض حول الشمس ), و على الضوء أن ينتشر به بسرعة c .
حاول العديد من الفيزيائيين ومن ضمنهم
ماكسويل وضع نموذج ميكانيكي
للأثير لكن النجاح لم يحالفهم في ذلك و مع الوقت ساد الاعتقاد بعدم قدرة الميكانيك على تفسير الظواهر الكهرومغناطيسية.
وبذلك تكون
جملة المقارنة الجاليلية(نسبة لجاليليو)المرتبطة بالأثير متميزة عن باقي جمل المقارنة الجاليلية. و كان بالإمكان
إذا استنتاج سرعة كل جملة مقارنة جاليلية بالنسبة إلى الأثير عن طريق
القيام بتجارب انتشار الضوء و لما كان انطبق مبدأ النسبية الميكانيكي على
انتشار الضوء.
في الواقع عندما تتحرك الأرض باتجاه ما بالنسبة للأثير و بسرعة v و
نرسل من الأرض إشارة ضوئية بنفس الاتجاه ستكون سرعة الإشارة بالنسبة
للأثير c و بالنسبة للأرض c-v . أما إذا أرسلت الإشارة بالاتجاه المعاكس
فستكون سرعتها بالنسبة للأرض c+v . و لما كانت الأرض تتحرك حول الشمس
بسرعة 30 كم. ثا-1 على مسار دائري تقريبا توقع الفيزيائيون بأن الأرض
تتحرك بسرعة مماثلة تقريبا بالنسبة للأثير.
في نهاية القرن 19 أجريت تجارب عديدة لقياس التغيرات في
سرعة الضوءبالنسبة للأرض و التي سببها حركة الأرض بالنسبة للأثير.لكن جميع النتائج
جاءت سلبية حيث انتشر الضوء في جميع الاتجاهات بالنسبة للأرض بسرعة
متساوية c . و كانت هذه النتيجة هي جوهر تجربة مايكلسون و مورلي .
تم إثبات هذه النتيجة في يومنا هذا عن طريق عمل نظام التوقيت الدولي
الذي يعتمد على الساعة الذرية و كذلك عن طريق التجارب التي أجريت في
الفيزياء النووية و فيزياء الجزيئات الأساسية. تدل سرعة الضوء الثابتة على
تعذر التميز بين جمل المقارنة الجاليلية حتى باستخدام تجارب انتشار الضوء.
ظهرت عدة فرضيات في نهاية القرن 19 تحاول تفسير النتائج التي توصلت إليها
التجارب حول ثبات سرعة انتشار الضوء لكن جميعها عجزت عن تعميق فهمنا لهذه
الحقيقة.
وضع
اينشتاين عام 1905 المبدأين التاليين ليكونا أساس النظرية النسبية الخاصة و التي دعيت بالخاصة لأنها خاصة بجمل المقارنة الغاليلية:
مبدأ النسبية و
مبدأ ثبات سرعة الضوء.