السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمي ... ها أنا ذا أتكلم، أرجوك اسمعيني ...
أمي، لا تدلليني، أنا أعرف جيداً أنه ليس من الضروري أن أحصل على كل ما أريد، لا تخافي من أن تكوني حازمة معي، فالحزم يريني مكانتي .
لا تستعملي القوة معي، فأعتقد أن القوة هي التي يعتمد عليها، ولا تكوني متقلبة ومترددة، فالمزاجية تحيرني وتجعلني أفعل ما أريد .
أمي، لا تعديني وعوداً لا تستطيعين الحفاظ عليها فأفقد ثقتي بك. لا تجعليني أستفزك عندما أقول كلمة أو أقوم بعمل ما يزعجك، هذا يجعلني أستفزك أكثر. لا تنزعجي مني إن قلت لك أنني لا أحبك، فأنا لا أعنيها، أنا فقط أريد أن أجعلك تشعرين بالأسف لتصرفاتك معي .
أمي .. أبداً لا تستصغريني أو تستحقريني، فأعوض هذا الشيء وأتصرف على أني شخص مهم. لا تقومي بعمل ما أستطيع عمله بالنيابة عني حتى لا أبقى معتمداً عليك. لا تهتمي كثيراً بعاداتي السيئة فأبقى عليها. لا تهزئيني أمام الآخرين واعلمي أني سأنتبه أكثر إن نبهتني على انفراد .
لا تحاولي أن تناقشي تصرفاتي في عز المشكلة، سمعي حينئذ لا يكون جيداً. لا تلقي علي المواعظ، ستستغربين جداً كم أعرف الصواب من الخطأ .
لا تجعليني أشعر بأن الأخطاء خطايا، عندما أخطئ فليس من الضروري أن أشعر بأنني سيء .
لا تلحي علي يا أمي أرجوك، حينها سأتظاهر بعدم السماع. لا تصري على معرفة سبب أخطائي، غالباً لا أعرف لماذا أخطأت، أنا أحب أن أكون صادقاً دائماً، لكن الخوف من الحقيقة يجعلني أتكلم بغير الحقيقة .
ولا تنسي أنني أحب التجارب على أنواعها، فأنا أتعلم عندما أجرب، فاستعملي تجاربي .
أمي ... لا تتجنبي أسئلتي الصريحة، وإلا فستكتشفين أنني لم أعد أسألك وسأبحث عن مصدر آخر، وإن سألتك سؤالاً سخيفاً بدون معنى فابتسمي ولا تردي، فأنا إنما أحول تسليتك .
إياك أن تفكري أن كرامتك ستهان إن اعتذرت مني، الاعتذار الصادق يقربني منك أكثر. أمي، لا تحاولي أن توحي لي بأنك كاملة منزهة عن الخطأ، هذا يتعبني لأني لا أستطيع الوصول إلى هذا المستوى .
لا تقلقي من ضيق الوقت وعدم قدرتك على إعطائي الكثير منه، فمهما كان الوقت ضيقاً فإني أحب أن أجلس إليك .
تذكري أنني أبداً لن أكبر دون أن تفهميني وتسانديني، ليس من الضروري أن أخبرك بهذا .
من وقت لآخر عامليني كما تعاملين أصدقائك، فعندما أكبر سأصبح صديقاً لك أيضاً .
تذكري دائماً يا أمي ... أنا أتعلم من إنسان قدوة أكثر مما أتعلم من إنسان ناقد .