SEWAR101 عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 1112 تاريخ التسجيل : 29/12/2007 العمر : 41 الموقع : Egypt - Giza رقم العضوية : 437 Upload Photos :
| موضوع: حكاية و تحذير و عبرة.....!!! الأحد 30 مارس - 23:34 | |
| هذه الحكاية أنقلها إليكم كما رواها لي أحد الأصدقاء الذين اعرفهم في مصر ........ أتمنى أن تعجبكم كوكتيل ديني غنائي هشّك بشّك على طريق مصر الإسكندرية على سبيل الترويش والسفر للقاء الأصدقاء والمعارف والمدام ـ باعتبار ما سيكون وكما تعود جيلي أن يطلق على حبيبته- توجهت إلى "رمصيص" كما يحلو لسائقي الميكروباص وتابعيهم أن يصرخوا فينا؛ حيث السيارات "التويوتا" الجديدة موديل 2007 -وأهم حاجة إنها مزودة بـ DVD- لاستقلالها إلى الإسكندرية بغض النظر عن برودة الشتاء القارسة؛ إلا أن كثيرين - ومنهم العبد لله - يرون أن جمال و"حلاوة" الإسكندرية الحقيقية تكمن في شتائها. ورغم أن العادة ـ كما هو متبع ـ ألا يشغّل السائق الـ DVD إلا بعد تحرُّك السيارة والدخول في الطريق الصحراوي: "عشان محدش يدينا مخالفة يا أفنديات" كما يؤكد لنا السائق، إلا أن السائق هذه المرة خالف المتعارف عليه، وقام بتشغيل الـ DVD وهو يردد صيحاته الجهورية: "أيوة إسكندرية إسكندرية.. ناقص نفر إسكندرية" رغم أن عددنا كان وقتها 4 ركاب فقط، إلا أن دهشتي من جرأة السائق وتحدِّيه لضباط المرور وأمناء الشرطة المنتشرين في ميدان رمسيس هنا وهناك تضاءلت تمامًا أمام إحساسي بالراحة والهدوء مع تلك الأناشيد الدينية التي خرجت من الـ DVD تمهيدًا لإحدى حلقات الشيخ "محمد حسان" المسجلة من قناة "الحكمة" التي راح يتحدث فيها عن معجزة ماء زمزم في شفاء امرأة ارستقراطية كانت تعيش في غفلة عن الله، ثم انتشرت الخلايا السرطانية في كل أنحاء جسدها بشكل عجز معه الطب عن شفائها، بحيث أصبحت أقصى أمانيها في الحياة أن تطلب من الرحمن الرحيم أن يعجل بموتها؛ ليرحمها من ألام رهيبة فشل الطب في مجرد تسكينها لمجرد دقائق معدودة، وكيف قررت أن تكون لحظة لقائها بالخالق في أطهر وأقدس مكان على وجه الأرض حيث مكة المكرمة، والحرم المكي، وكيف أقبلت هناك على الخالق سبحانه جل شأنه وراحت تخاطبه وتشكو إليه ما ساءها حتى أغلقت جميع الأبواب في وجهها، ولم يبق إلا بابه الذي لا يُغلق في وجه عبيده مهما بلغت ذنوبهم وتجاوزاتهم، ثم فوجِئَت بجميع "الدمامل" المنتشرة في جسدها تختفي دفعة واحدة. وتذهب إلى فرنسا بصحبة زوجها لإجراء الكشف الطبي، وهناك ترتسم الحيرة والدهشة بأعتى صورها على وجوه الأطباء الذين سألوها في لهفة عن ذلك العبقري الذي حقق لها الشفاء المستحيل، وما هي العقاقير التي تناولتها، وأين أجرى لها عملية التجميل لإعادة جسدها على ما كان عليه، لتجيبهم في فخر: "إنه الله"، وراحت المؤثرات الصوتية البسيطة المعتدلة والهمهمات التي توحي بالرحمة والمغفرة. تتردد بشكل سالت معه دموعي رغمًا عني؛ لتمتزج بدموع باقي الركاب قبل أن التفت حولي وأفاجأ بامتلاء السيارة بالركاب دون حتى أن أشعر بأي منهم وهو يركب سواء ذلك الرجل الملتحي أوالمنتقبات اللاتي جلسن معه، أو ذلك الشاب الأنيق الذي ارتدى نظارة شمسية وبدلة سوداء فاخرة، أو ذلك الكهل العجوز الذي جلس يرتعش رغمًا عنه بفعل تقدم سنوات عمره ويده تقبض على عكازه، أو مجموعة الشباب الروشين الذين ما أن تشاهدهم حتى تشعر في قرارة نفسك بـ"اللبط" والمشاغبة ترتسم على وجوههم. وتحركت السيارة في طريقها للإسكندرية، وكأن على رءوسنا الطير من فرط التفاعل والانفعال من دروس الشيخ "محمد حسان"، وصمت الشباب الروشين رغمًا عنهم والتزموا الهدوء، قبل أن تتوقف شاشة الـ DVD على نحو مفاجئ لمدة 5 دقائق انهمك خلالها السائق في فحص العديد من "السيديهات" الموجودة في علبة أمامه على "تابلوه" السيارة، ثم أخرج منها سي دي شفاف لا يوجد عليه غلاف على نحو يوحي بأنه منسوخ، وما أن أدخله حتى أنطلقت موجة من الأغاني الشعبية التي راقت للشباب الروش الذين ضربوا شعورهم "جيل"، وعلقوا السلاسل والحظاظات التي تحمل تمائم وأيقونات غريبة وغير مفهومة، وصاح أحدهم بحماس:"الله ينور يا اسطى" لكن السائق لم يعِرْهم أي انتباه، والتفت التفاتة سريعة للرجل الملتحي والمنتقبات، وقال بهدوء:"معلهش يا جماعة بقى .. ساعة لقلبك وساعة لربك.. شوية كده وهاشغل الشيخ محمد حسان تاني". وتناوبت على رأسي المسكين أغاني غريبة لم أسمعها من قبل، ولم أستطع حتى أن أتذكر منها حرفا واحدا إلا أن السمة الغالبة عليها كانت لغة الأحزان والهموم والغدر والخيانة التي سيطرت على كل البشر على شكل يوحي بأن القيامة لازم تقوم!.. وأن الشخص الجالس بجوارك "شوية شوية هيطلع سكينة يغزك بيها وياخد اللي معاك باعتبار الدنيا غدارة ومالهاش أمان"، والحق يقال إنها كانت فرصة نادرة وإجبارية في الوقت نفسه لسماع ذلك اللون العجيب الذي يطلق عليه العامة (الغناء الشعبي) ورصد مدى التأثير الذي يؤثره على ملامح محبيه ومستمعيه ما بين حالة من "السلطنة وعمل الدماغ" أو الصمت المطبق والتحديق في السقف دون أية حركة، أو إذراف الدموع في هدوء دون التفوه بأي كلمة، وكانت الأغنية الوحيدة التي استوعبتها وتأثرت بها ـ رغمًا عني ـ أغنية "محكمة" التي لخَّصت الدنيا كلها في قاعة محكمة، وخاطبت كل من لا يرضى عن دنياه وكيف أنه يعيش في نعيم في الوقت الذي يعاني غيره من ويلات ومشكلات تفوق ما يشعر به ويعانيه آلاف المرات. وما أن وصلنا لبوابة الإسكندرية حتى استَوقف الرجلُ الملتحي والمنتقباتُ السائق وأعطوه أجرته وغادروا السيارة، رغم تبقي مسافة حوالي نصف ساعة أخرى، وما أن غادروا السيارة حتى صاح فينا السائق:"هو كده مفيش حريم خلاص في العربية؟" فأجابه أحد الشباب الروشين:"هو يعني كان فيه من الأول يا اسطى؟" ليقهقه البعض ويمتعض البعض الآخر في حين التزم البعض الثالث الصمت ولم يعلقوا. وهنا أوقف السائق الـ DVD وأخرج منه "سي دي" الأغاني الشعبية ثم عاد ليقلب في علبة "السيديهات" الموجودة أمامه على "التالبوه" ليخرج من جديد "سي دي" أبيض شفاف منسوخ هو الآخر، ويضعه في الـ DVD ويصيح بصوت جهوري ضاحك:"ياللا أي خدمة يا جماعة" لنفاجأ بـ"سي دي" عليه .... كلا لم تصل الأمور إلى الدرجة التي ذهبت إليها أذهانكم، لكنه كان يحتوي على وصلات رقص شرقية لدينا وغيرها من الراقصات؛ ليهب الشباب الروش من مقاعده وأيقظوا أحدهم الذي كان منهمكًا في نوم عميق، وأخذوا يتبادلون الإفيهات البذيئة، وصوب الرجل العجوز نظره على الشاشة في اهتمام بالغ وكأنه يتابع خبر ارتفاع المعاشات للكهول الذين تخطوا السبعين من عمرهم، وتبدل حالُ الركّاب تمامًا واستيقظ من كان نائمًا، وضحك من كان مكشرًا مكتئبًا، وأخذ البعض يصفق في تناغم مع صوت الموسيقى الشرقية الأصيلة التي كانت تصاحب وصلة الرقص، والسائق يتلقى التهاني والتشجيع على فعلته "النبيلة"، وكأنه هو الذي ساعد مصر على الفوز ببطولة كأس الأمم الإفريقية، حتى إن أحدهم صاح ضاحكًا: "لا بجد تستاهل كده أجرة زيادة يا أسطى".وحتى لا يتهمني أحد بنقد الآخرين دون النظر إلى نفسي فقد نظرت للشاشة في البداية لأرى المضمون المعروض وهل به ما يخدش الحياء أم لا، ثم انهمكت بعدها في شيء آخر بدا لى أكثر متعة وتشويقًا، وهو مراقبة ردود الفعل، ونظرات العيون الجائعة، وتصفيق الأيادي الملتهب، والإنصات للإفيهات والجمل الساخرة الخارجة من الأفواه. وكأن السيارة انقلبت لغرزة متنقلة تسير على سرعة 140 كم/ ساعة دون أن يفكر أحدهم بأننا على طريق طالما افترس رواده الموت على حين غرّة، وهنا فقط تذكرت ذلك الدعاء القائل: "اللهم أحسن ختامنا"، وكأنني أسمعه لأول مرة في حياتي، ووجدتني أردده في خوف وبصوت عالٍ رغمًا عني، قبل أن يلتفت لي الكهل العجوز، ويشيح بوجهه عن شاشة الـ DVD وهو يستغفر الله، بينما نهشت عيونُ الباقين الشاشةَ دون حتى أن يشعروا بالدعاء. قبل أن يظهر أمام السائق مطبّ صناعي ظهر فجأة وكأنه برز من العدم أو وضعه أحدهم على حين غرّة؛ لتعبره السيارة المسرعة وتطير في الهواء في مشهد بدا لكل من شاهده مقتبسًا من فيلم أكشن، وما أن هبطت السيارة على الأرض حتى أخذت تجنح يمينًا ويسارًا من السائق الذي بلغ جهدًا رهيبًا للسيطرة عليها وإعادة التوازن لها مرة أخرى، ولحسن الحظ كان الطريق شبه خالٍ مما حمى السيارة والركاب من الاصطدام بسيارة أخرى، وما أن استقرت السيارة وعاد توازنها إليها حتى ردد أحد الشباب ضاحكًا:"شفت بقى يا أسطى كنت هتموتنا غلطانين..على جهنم وبئس المصير"، ثم قهقه أصدقاؤه بشدة في حين لم ينبس السائق وباقي الركاب ببنت شفة، وما أن مضت دقيقة أو دقيقتان حتى عاد الجميع يحدق في شاشة الـ DVD في اهتمام وكأن شيئًا لم يكن، ولم أكف عن متابعة ورصد ملامح وردود أفعال الركاب إلا عندما صاح فينا السائق فجأة:" حمد الله ع السلامة يا جماعة". لا أدري لماذا شعرت أن تلك السيارة كانت نموذجا مصغرا لمصر أم الدنيا التي اختلط فيها الحابل بالنابل، وصارت "سمك لبن تمر هندي".. غنيٌّ بكل أنواع الحسنات والسيئات في وقت واحد وكأنها مسخ مشوه فاقد الهوية؛ حيث لكل شعب في الدنيا عاداته، وتقاليده، وخصائصه المألوفة لكل غريب عنه، وتميزه عن غيره من باقي الشعوب، حتى تكفي نظرة واحدة لأي شخص من أبنائه لتمييز جنسيته وتحديد هويته .. إلا الشعب المصري | |
|
فيلسوف الغبرة عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 907 تاريخ التسجيل : 01/09/2007 العمر : 37 الموقع : أسوان رقم العضوية : 73 Upload Photos :
| موضوع: رد: حكاية و تحذير و عبرة.....!!! الإثنين 31 مارس - 19:48 | |
| رأيي في السائق : مهرج قليل الحياء ، همه هو الرياء .. يعيش بالرياء ويموت بالرياء .... رأيي في الشباب الروش .. : لا تعليق .. شوية .... رأيي في المتديني الذين سخر بهم : كان الله في عونهم وأثابهم . رأيي في الموضوع ، واقعي ومؤسي ويبعث على الحزن والألم لواقع حادث بالفعل ... أشكرك سوار على الموضوع ...
| |
|
MISS_R مشرفة قسم شخصيات هامه والأدب والشعر
عدد المساهمات : 3628 تاريخ التسجيل : 13/12/2007 العمر : 34 الموقع : Inside you رقم العضوية : 381 الأوسمه : Upload Photos :
| |
احمد سيد الدعم الفنى
عدد المساهمات : 667 تاريخ التسجيل : 20/06/2007 العمر : 36 الموقع : الساحرة المستديرة رقم العضوية : 5 Upload Photos :
| موضوع: رد: حكاية و تحذير و عبرة.....!!! الثلاثاء 1 أبريل - 18:19 | |
| | |
|
SEWAR101 عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 1112 تاريخ التسجيل : 29/12/2007 العمر : 41 الموقع : Egypt - Giza رقم العضوية : 437 Upload Photos :
| |