كثير منا يستمعون إلي أغانيه ولكن قلة من يحسون بها وبنبضها وبعذوبة كلماتها
فقد سبق العندليب عصره بكثير وكما يقولون الإبداع يولد من رحم الألم
فقد غني لكل المناسبات وكان موجودا في كل أحداث مصر الجسام التي حدثت في عصره
كلما جلست تحت ضوء القمر تتذكر أغانيه وكلما هبّ نسيم الحب تتذكر صوته أو جلست تحت مظلة على شاطئ البحر سترى الشماسي تدق أفضل ألحانها ،فهو مالك القلب وأسير الشوق ومترجم للحزن بصوته الرخيم و مغني لجميع الأجيال يعشقه الصغير والكبير. هو مؤذن لصلوات العشق و حمام زاجل للعشاق ومرسال رائع فإن حزنت العاشقة من حبيبها فيغني العاشق(صافيني مرة أو جافيني مرة) وإن اشتاق العاشق لحبيبته فسيغني( على قد الشوق) وإن وقع أحدنا في الحب فسنغني (أول مرة تحب ياقلبي)،غنى لشاعر المرأة فألهب قلوب الرجال والنساء. هو رسالة ولكن ليست من تحت الماء إنما رسالة أسطورة موعودة بصوت جبار تلقي بظلالها على سامعيها ،صوته كامل الأوصاف أضناه طول الليالي فغنى للضحك واللعب ولم يجدهما وغنى أول مرة تحب يا قلبي فكان الحب طيفا لم يجده فمشى من فوق الأشواك وفي يوم من الأيام بدأت حكايته فظلمه الناس في البداية ورموه بقشور الفواكه إلا أن من يملك الحس العالي فلا بد من أن نجمه سيبرق مهما تلبدت السماء بالغيوم فغنى على نفس المسرح وكادت أيدي الجماهير أن تنكسر من شدة التصفيق.
فلنبدأ برحلة مع صوت جبار يأخذنا به قطار حياة أسطورة يشق طريقه من تحت الشمس مرورا بالظلال التي واجهته والتي كانت أثقل من النور.
وأخيرا يا ريت كل واحد يقول لنا علي أغنية يري أنها تعبر عنه وعن تجربة عاشها وماذا فعلت به