البشير يزور سامي الحاج المفرج عنه بعد سنوات في غوانتانامو
|
آثار سنوات الاعتقال والإهانات بغوانتانامو غيرت ملامح سامي الحاج (الجزيرة)
|
زار الرئيس السوداني عمر البشير مصور الجزيرة الزميل سامي الحاج الذي نقل إلى أحد المستشفيات بعد أن سلمته السلطات الأميركية إلى نظيرتها السودانية فجر اليوم بمطار الخرطوم بعد أن ظلت تعتقله لأكثر من ست سنوات دون أن توجه له أي تهمة رسمية.وزار الرئيس البشير يرافقه عدد من الوزراء والمسؤولين سامي الحاج في أحد مستشفيات العاصمة حيث لا يزال يتلقى العلاج منذ وصوله للبلاد، ووصفت حالته بأنها مستقرة.
وتعليقا على تلك الخطوة، قال سامي الحاج إنه سعد بزيارة رئيس البلاد والوزراء التي رفعت معنوياته وأعادت إليه الحياة وجاءت استكمالا لكل الجهود التي بذلت من أجل الإفراج عنه.
وأضاف سامي الحاج أن الزيارة كان لها حافز كبير على نفسه بعد أن كان في حالة نفسية يرثى لها طيلة رحلته من غوانتانامو إلى الخرطوم والتي استغرقت حوالي 24 ساعة.
وكان سامي الحاج حظي باستقبال رسمي في المطار حضره وزراء ومسؤولون، لكن غابت عنه شبكة الجزيرة بسبب رفض السلطات الأميركية حضور ممثلي الشبكة أثناء تسليم الزميل الحاج.
وحظي سامي الحاج أيضا باستقبال عائلي وشعبي حار في المستشفى في أجواء إنسانية مؤثرة بحضور زوجته وابنه محمد وأقاربه وأهله وأصدقائه.
ولا يزال سامي الحاج يتلقى العلاج في مستشفى الأمل ويتوقع أن يبقى تحت الرعاية الطبية طيلة يومين أو ثلاثة بناء على تعليمات الأطباء الذين لاحظوا أن ضغط الدم لديه كان منخفضا جدا عندما وصل البلاد، لكن وضعه تحسن نسبيا وهو في حالة مستقرة الآن.
وقد أعربت شارون كريتوف وهي ناشطة في حملة منظمة العفو الدولية ضد الحرب على الإرهاب عن قلقها بشأن الحالة الصحية والنفسية لسامي الحاج وباقي من أفرج عنهم معه من غوانتانامو وهم سوداني وخمسة أفغان ومغربي.
وأعربت كريتوف في اتصال مع الجزيرة عن أملها في أن يتم إطلاق سراح الأفغان الخمسة والمغربي على غرار السودانيين الاثنين اللذين أفرج عنهما وسامي الحاج الذي يتوقع أن يبقى طليقا حرا بعد مغادرة المستشفى.
دعوة للحكومات
وفي أولى تصريحاته لدى وصوله إلى المستشفى، أعرب سامي الحاج عن سعادته الغامرة بعودته إلى الوطن, وقال إن المعتقلين في غوانتانامو محرومون من الصلاة ويتعرضون لانتهاكات دينية كبيرة على أيدي الجنود الأميركيين الذين يزعجونهم على الدوام ويدنسون القرآن.
وفي اتصال مع الجزيرة دعا سامي الحاج كل الحكومات إلى إعادة أبنائها من معتقل غوانتانامو, وأكد أن اعتقاله كان محاولة لإجهاض العمل الإعلامي الحر في الشرق الأوسط عبر الفضائيات.
وعن وضع سامي الحاج القانوني, أفاد مراسل الجزيرة استنادا لمصادر حكومية بأنه سيخرج من المستشفى حرا طليقا بعد تلقي العلاج الكافي، مشيرا إلى أن المعتقلين الآخرين اللذين قدما معه ذهبا إلى أهلهما حرين طليقين بعد أن تلقيا العلاجات.
وكانت الجزيرة قد سألت وزير العدل السوداني عبد الباسط سبدرات في وقت سابق بشأن الوضع القانوني للزميل الحاج، فقال إن الخرطوم لا تعتقل أو تحقق مع مواطنين سودانيين بناء على أوامر من جهات عليا.
وأضاف سبدرات "يجب أن تكون هناك تهمة مبدئية تبرر تقديمه للمحاكمة, ونحن ليس لدينا ما يبرر اعتقاله". وأكد أن سامي الحاج "مواطن سوداني عاد إلى وطنه, وهو حر مبدئيا في التنقل داخله كأي مواطن سوداني, ولا يوجد ما يحول دون إعطائه حريته".
مطالبة بالتعويض
وعن السنوات الست التي قضاها في المعتقل, قال سبدرات إن "من حق سامي الحاج أن يطالب الإدارة الأميركية بالتعويض عن السنوات التي ضاعت من عمره, هذا حقه الطبيعي, وسيجد العون من الحكومة السودانية".
وفي السياق قال فوزي أوصديق رئيس الحملة الدولية للدفاع عن الزميل سامي الحاج إنه بعد أن أثمرت الحملة عن الإفراج عن الحاج فإنها ستتحول إلى حملة للمطالبة بتعويضه عن السنوات التي قضاها رهن الاعتقال بدون تهم رسمية.
وأضاف أوصديق في حديث للجزيرة أن الحملة التي جمعت أكثر من مليون توقيع للمطالبة بالإفراج عن سامي الحاج ستتحول أيضا إلى حملة لإطلاق باقي معتقلي غوانتانامو وإغلاق ذلك السجن