بعد أن باع النظام المصري القطاع العام، ونهب البنوك، استدار على الجامعات ووضعها في المزاد ليجرف الوعي، ويصبح الشعب المصري شعبا جاهلا، وتتحقق مقولة المستعمر "الأمة الجاهلة أسلس في قيادتها من الأمة المتعلمة". بيع الجامعات الحكومية يعنى إلغاء مجانية التعليم، ومنح الفرصة للقطاع الخاص لبناء جامعات خاصة، ويصبح التعليم من حق من يملك المال، ويصير التعليم وجاهة اجتماعية لمن يملك الثمن ولا يبذل الجهد، بيع الجامعات يعنى لا تعليم للفقراء، وظهور طبقة عبيد جديدة من أغلبية الشعب المصري، وقلة .. سادة من اللصوص وقطاع الطرق وناهبي الوطن يتحكمون في مصائر العباد.
مسلس بيع الجامعات بدأه النظام الحاكم بطرح جامعة الإسكندرية للبيع كمقدمة أولى للجامعات المصرية، وهناك حديث هامس عن بيع قصر الزعفران أساس جامعة عين شمس بالعباسية، والانتقال إلى أرض الجامعة بالعاشر من رمضان، وكذلك بيع جامعة القاهرة وإنشاء جامعة أخرى جديدة في أرضها بمدينة السادس من أكتوبر.
الجامعة لا تعنى مكانا للتعليم فقط بل تضم مراكز بحثية، و مستشفيات جامعية تعالج الفقراء، ولذلك قرر النظام هدم مستشفى الشاطبي لصالح مكتبة الإسكندرية التى ستكون وبالا على مدينة الإسكندرية وليست منارة كما كان مقررا لها، مستشفى الشاطبي هو أحد مشتملات (مستشفيات) جامعة الإسكندرية وهو عبارة عن مستشفيتين: مستشفى للأطفال ومستشفى للولادة يخدمان محافظات الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ ومطروح ويعالجان من يتردد عليهم بالمجان. الغريب أن النظام يدعى أنه سيبنى مستشفى أخرى بديلة عن مستشفى الشاطبي، هل صدق النظام في وعد قبل ذلك لكي نصدقه الآن، نظام كاذب، قال أنه لن يغير الدستور وغيره، قال لن يبيع عمر افندى وباعه، وقال لن يبيع بنك الإسكندرية وباعه وها هو يبيع بنك القاهرة حاليا، ويتمم صفقة هدم مستشفى الشاطبي وجامعة الإسكندرية.