كوبرى الملك (أوسة)!والله سؤال يجنن.. يجنن بمعنى أن يُصاب المرء بالجنون وليس يجنن من جماله أو حلاوته مثلما نسمع من النساء عند وصف فستان أو بوت.. والسؤال هو: «هل (محمد عبد المنصف) حارس مرمى الزمالك.. حارس مرمى بحق وحقيقى أم لا؟!»، وطبعاً الحكم السريع للأمور يقول أنه حارس مرمى حقيقى بدليل أنه مُقيد فى قائمة الفريق كحارس مرمى، وبدليل أنه يقف بين الثلاث خشبات مرتدياً الجوانتى والبنطلون وفانلة مختلفة عن بقية الفريق، وبدليل أنه أحياناً ـ لو أراد وجاله المزاج ـ يمسك الكورة بيديه، وأحياناً يضربها بقبضته فتذهب بعيداً وأحياناً تذهب لمرماه ونذكر هذا على سبيل الأمانة فى السرد!
والدليل الآخر هو أنه كثير الانضمام لمنتخب مصر فى معظم العصور وليس عصر (حسن شحاتة) فقط للأمانة، وإن كانت الأمانة بقى تقضى أكثر أن نذكر أنه لا يلعب مطلقاً وإنما يمارس حراسة الدكة هناك، وهكذا فهو ـ على الرغم من أى شىء ـ يحمل لقب حارس مرمى دولى، مش كدة وبس ولكنه ـ بحساب القائمة والورق والناحية النظرية ـ مشارك ضمن المشاركين فى الفوز ببطولة الأمم الإفريقية الأخيرة، وحامل لكأسها ولابس إحدى ميدالياتها وظافر بإحدى عُلب دبى إياها.. يعنى من الآخر حارس مرمى بجد ومكتوب فى بطاقته حارس مرمى!
طيب لماذا نرى عكس ذلك فى الملعب؟! ولماذا يتسبب كثيراً فى خسارة فريقه كسبب رئيسى أو سبب فرعى، حسب مزاجه وتقديره للأمور.. فلو راجعت مباراة الزمالك والمصرى البور سعيدى الأخيرة، والتى فاز فيها الفريق الأخضر بهدفين لهدف، فستجد أن الهدف الأول الذى سجله لاعب المصرى (عاشور الأدهم) قد تجاوزت فيه الكورة الحائط الزملكاوى الشبيه بصينية المهلابية، لتصل سهلة إلى (أوسة) وتعبر من بين قدميه يعنى بالبلدى (كوبرى) ثم عندما تدقق فى الإعادة، تجد أن الكورة ـ بالحق ـ ليست (كوبرى) فهى لم تعبر من بين ساقيه مثلما يشترط الكوبرى، خلاص مش شرط، ممكن نقول عدت من جنب الكوبرى، المهم أنه مسئول عنها مسئولية هندسية كاملة.. وفى الهدف الثانى، وقف صاحبنا يتفرج على الكورة وهى تخبط فى حائط القش الذى صنعه زملاءه لترتفع عشرات الأمتار، وبينما هو يفكر فى قانون الجاذبية الأرضية الذى كسرت الكورة كل قواعده لتسبح فى الفضاء كل هذا الوقت إذا بالكورة تتهادى وتنزل للأرض لتجد مهاجم المصرى الوحيد المكسور الغلبان الذى أشار لها بقدمه مجرد إشارة لتعبر هى الأخرى جنب الكوبرى الذى لا زال يحلق ببصره فى الفضاء قبل أن يهتف «وجدتهااااا»، فهل يمكن أن يرتكب حارس مرمى حقيقى وبجد مثل هذين الخطأين فى مباراة واحدة ليخسر فريقه المباراة؟!
منذ قرابة العام لعب الزمالك ضد القادسية الكويتى (يارب الذاكرة لا تفضحنى) وتلقى (منصف) بصدر رحب هدفين صورة طبق الأصل من لاعب كويتى واحد والهدفين بضربتين حرتين مباشرتين فى مرمى (أوسة) وكان رد فعله فى الهدفين هو المباركة والاستقبال الجيد الكريم لهما، والحق يقال أن الهدفين لم يكونا أحدهما أو كلاهما كوبرى، وإلا أصبحت العملية سبهللة ليصل بنا الحال ونرى الشباب التلفان والأطفال المشردين يدخنون البانجو ويشمون الكولة تحت كوبرى (أوسة) كمان، ولكن طبعاً لا يمكن أن ننكر أن (أوسة) يتعرض للظلم من زملاءه أيضاً، فلا نحمله المسئولية كاملة؛ فـ(طارق السيد) يسجل فيه هدفاً لصالح الجيش فى مباراة الدور الأول، ثم يعمل جاهداً على تسجيل هدف آخر فى مباراة المصرى لولا عدم التوفيق ومرور الكرة بجوار قائم مرمى (أوسة)، و(بشير التابعى) يصنع الهدف بكل كفاءة وحرفنة لـ(عماد متعب) ليسجل فى شباك (منصف).. و(أوسة) نفسه يصل به الحماس ليسجل فى مرماه كرة (حسنى عبد ربه) العرضية فى مباراة الدور الثانى بين الإسماعيلى والزمالك.. ناهيك عن عشرات الأهداف التى تحتاج لكمبيوتر ومؤرخ محترف لتذكرها، وعُد بنا للسؤال الأهم بعد أن تراجع ذكرياتك مع (أوسة) قليلاً.. هل (أوسة) حارس مرمى حقيقى أم كوبرى؟! بالمناسبة الكوبرى ليس عيب ولا شتيمة، وإلا لما أطلقت أسماء إنجازات مصر ومعالمها على الكبارى مثل كوبرى أكتوبر وكوبرى قصر النيل وكوبرى عباس (مش ممدوح عباس أكيد وإلا تكون مصيبة فالزمالك ليس نادى كبارى)، وكوبرى الفردان، وإن كنت لا أعلم معنى كلمة الفردان تحديداً اللهم إلا إذا كان المقصود بها هى الوضع الذى يميل فيه (أوسة) على جانبه ويفرد ساقيه لتمر الكورة بجوارهما بسهولة إلى المرمى!
موضوع: اشهر كبارى العاصمة 
الخميس 29 مايو - 11:32
