أنواع البرامج وتراخيصها

Shareware: برامج كمبيوتر مخصصة للإستخدام العام، والتي يمكن تحميلها من الإنترنت ومن ثم إستخدامها أو نسخها من دون خرق لحقوق النشر أو التأليف. وبحسب العقد الذي يتم القبول به أثناء تنصيب برنامج ال Shareware، فإن هذا النوع من البرامج في بعض الأحيان يكون محدداً بفترة زمنية معينة بعدها إما أن يتم دفع مبلغ بسيط للمبرمج بحسب الإتفاقية أو أن يتم رفع البرنامج من الكمبيوتر. وفي أحيان أخرى يقوم المبرمجون بوضع عداد زمني مدته مثلاً 15 ثانية أو دقيقة لتأخير إقلاع هذا النوع من البرامج ويستمر الحال على هذا المنوال إلى أن يتم دفع المبلغ المستحق للمبرمج. في حالات أخرى يكون هذا النوع من البرامج محدد بعدد معين من مرات التشغيل وبعدها لا يمكن تشغيله إلا إذا تم دفع الثمن. وفي أحيان أخرى لا يكون هناك فترة محددة للتشغيل ولا زمن تأخير عند الإقلاع ولا تحديد في عدد مرات الإستخدام وإنما يكون البرنامج فاقداً بعض الخصائص بالرغم من كونه كاملاً ولا يتم تفعيل هذه الخصائص إلى بعد دفع ثمنه. طبعاً دفع الثمن هو كلام رسمي ولا يطبقه في أغلب الأحيان إلا الميسورين والمتمكنين. تنص إتفاقية الترخيص لهذا النوع من البرامج على أن لا يتم إجراء أي تعديل على البرنامج أثناء التجربة وحتى بعد إمتلاكه أي بعد دفع ثمنه. ولجعل هذا النوع من البرامج أكثر شعبية وجذباً للمستخدمين بالإضافة إلى سعره الرخيص، يقوم بعض المبرمجين بمنح ترقية مجانية لبرنامجه لفترة زمنية طويلة ومفتوحة. ومن الأمور الأخرى التي تنص عليها إتفاقية هذا النوع من البرامج وفي حالة دفع ثمنه، لا يحق للمالك أن يبيع أي نسخة أو أن ينسخ ويعطي مجاناً لكن يحق له أن ينسخ ما يشاء من النسخ الإحتياطية له فقط.
هناك سؤال مهم وهو لماذا يقوم المبرمجون بعمل برامج ال Shareware ولا يبيعونها لشركات أو يشتركون مع شركات تجارية من أجل الترويج لبرامجهم ومن ثم بيعها بموجب إتفاق بين الطرفين وقد يكون السعر أعلى؟ أقول الشركات المسجلة تدفع ضرائب كبيرة لحكومات بلدانها، ولو تعاقد المبرمج مع شركة ما لبيع برنامجه، لربما إرتفع سعربيع البرنامج ولكن بسبب وجود الشركة والضرائب فإن الذي سيأتي للمبرمج سيكون قليلاً بالمقارنة مع سعر البيع فيما لو تم لوحده. قد يتساءل البعض، وهل هناك ضريبة يجب أن يدفعها المبرمج لحكومته فيما لو إستلم ثمن برنامجه لوحده؟ أقول نعم ولكن فقط إذا كان ثمن البرنامج يمثل نسبة مثلاً 10% إلى 15% من راتب المبرمج الذي يتقاضاه من مكان عمله. فإذا كان ثمن البرنامج أقل من هذه النسبة فلا يدفع أي ضريبة وهذا هو سبب كون برامج ال Shareware رخيصة.

Retail: هذا النوع من البرامج يكون مخصص عادة للأغراض التجارية الربحية، وتبيعه محلات بيع البرمجيات. وفي الحقيقة أنك عندما تقوم بشراء برنامج Retail فإنك تشتري الترخيص والبرنامج معاً، وكثير من الأمور الأخرى مثل الكتيب المساعد وفي بعض الأحيان حتى هناك بعض الهدايا كلها موضوعة بداخل صندوق معلب بشكل جميل ومحكم. ولكن المشكلة الكبيرة في برنامج Retail أن ترخيصه ينص وبشكل صريح على أن البرنامج هو لجهاز واحد فقط، أي لا يحق إستخدامه لأكثر من كمبيوتر عائدة لنفس الشخص. ولو أردت تنصيب البرنامج على أكثر من جهاز تابع إليك لوجب شراء تراخيص أخرى. كما ولا يحق للشخص الذي يشتري البرنامج من أن ينسخه ويبع منه أو حتى أن يعطي مجاناً أي نسخة منه. لكن يحق لصاحب البرنامج أن يعمل نسخ إحتياطية من البرنامج له فقط. طبعاً كل هذه الحالات تعتبر أمور رسمية ولا تسير عليها إلا الدوائر الحكومية والجامعات والشركات وغيرها من المؤسسات التي تكون خاضعة بين الحين والآخر للتفيتش من قبل الرقابة. أما على مستوى الأفراد وبخاصة الأجهزة البيتية فلا أعتقد أن هناك الكثير ممن يقوموا بشراء مثل تلك البرامج بل يستخدموا نسخ مقرصنة. وللتقليل من أثر القرصنة، سعت الشركات المنتجة لبرامج Retail على جعل التسجيل وسيلة لحصول مشتري برامجها على الدعم وتحديثات البرامج في المستقبل. ولجذب المستخدمين على شراء برامجها الحديثة أو الجديدة وللتقليل من أثر القرصنة على برامجها أيضاً، تعمد بعض الشركات على بيع برامجها الحديثة بنصف سعرها الأصلي أو بنسب متفاوتة لزبائنها القدماء الذين يمتلكون نسخ أصلية قديمة مسجلة من برامج الشركة نفسها أو حتى من برامج شركات أخرى.

Beta: عندما يصل البرنامج التجاري مراحله النهائية من الكتابة أي عندما يصل مرحلة الإختبار Test أي بمعنى أنه لم يكتمل بعد، يعمد المبرمجون على طرح البرنامج على موقع الشركة ليكون في متناول الجميع من أفراد إلى مطورين Developers لإختباره. هذا البرنامج الغير المكتمل والمتوفر على موقع الشركة يدعى Beta ويكون مجاناً كما أنه محدد بفترة زمنية معينة ينفذ بعد إنقضاءها. الغاية من طرح هذا البرنامج الغير الكامل في هذا الوقت بالذات، هو لإعطاء الفرصة للآخرين لتجربة البرنامج ومن ثم إعلام الشركة المنتجة بأخطاء وعيوب هذا البرنامج الغير المتكامل. وبعد إستلام الشركة لمجموعة متماثلة من العيوب، تقوم بإدخال تعديلات على البرنامج على ضوء تلك العيوب المتماثلة المقدمة إليها. ثم تقوم الشركة بعدها بعمل برنامج بيتا آخر تختبره من نواحي الإقلاع، الأداء، التجمد، الإغلاق والتعارض مع البرامج الأخرى ومشغلات الأجهزة. فإذا إجتاز برنامج بيتا الجديد هذه الإختبارات قامت بوضعه على موقع الشركة إيذاناً منها بصدور نسخة بيتا جديدة أخرى وهكذا. ومتى ما وصل مبرمجي الشركة إلى قناعة بأن البرنامج الآن أصبح جاهزاً لطرحه بالأسواق، تقوم الشركة بإرسال عدد من النسخ إلى بعض المختبرات لإختباره نهائياً، فإن إجتاز البرنامج هذه الإختبارات، أعلنت الشركة المنتجة عن نسختها الجديدة وذلك من خلال موقعها على شبكة الإنترنت، يعقبها بفترة طرح النسخة رسمياً في الأسواق.

في بعض الأحيان يستهدف القراصنة والمحترفين برامج بيتا الإصدارات النهائية (مثلاً بيتا 8 وليست بيتا 2) والتي هي نوعاً ما آمنة من حيث التشغيل والمشاكل لتحويلها إلى برامج كاملة عن طريق عمل Patch لها لكسر الفترة الزمنية المحددة فيها. بشكل عام، عملية تحويل برنامج بيتا إلى برنامج كامل تعتبر أسهل بكثير من عملية تحويل برنامج Demo إلى برنامج كامل والذي سنتطرق إليه في الفقرة القادمة. وفي نفس الوقت يعتبر البرنامج الكامل الناتج عن تحويل برنامج Demo أكثر أمناً للتشغيل وقابلاً للتحديث التلقائي بالمقارنة مع البرنامج الكامل الناتج عن تحويل بيتا والذي قد يكون أقل أمناً وفي حالات كثيرة لا يمكن تحديثه تلقائياً وذلك لأن رقم إصداره سيختلف عن رقم إصدار البرنامج الكامل الذي ستطرحه الشركة فيما بعد.

ملاحظة هامة: في بعض الأحيان يكون إختبار برنامج بيتا ضاراً على أجهزة الكمبيوتر وقد يسبب لها مشاكل عديدة، لذا ينصح بأخذ الحذر من تجربة أو إختبار برنامج بيتا، كما ويفضل تجنب إختبار برامج بيتا الإصدارات الأولية.

Demonstration أو Demo: بعد إكتمال البرنامج وأثناء طرحه في الأسواق، وفي سياق الدعاية للبرنامج، تعمد أغلب الشركات على طرح نسخة عرض أو نسخة تعريف بالبرنامج على موقع الشركة. نسخة العرض هذه هي في حقيقتها نسخة كاملة، لكن إما أن تكون محددة بفترة زمنية معينة وبعدها تنفذ، أو أن تعمل لمدة ساعة في اليوم الواحد مثلاً، أو أن تكون بعض الخصائص مثل خدمة الطباعة أو الخزن مخفية أو مفقودة، أو أن لا تستطيع تحرير أكثر من صفحة أو صفحتين وهكذا، وفي بعض الأحيان تكون نسخة العرض كاملة وشغالة حسب الأصول ولا ينقصها شيء سوى رقمها التسلسلي لكي تصبح كاملة تمامأ. وبالنسبة للألعاب، فإن نسخة العرض غالباً ما يكون فيها عدد مستويات اللعبة محدداً بعدد قليل. وبما أن نسخة العرض هي نسخة نهائية كاملة، فغالباً ما يستهدفها القراصنة والمحترفين لكسرها وذلك بعمل Patch لها وعندها تتحول من نسخة عرض إلى نسخة كاملة.

Freeware: وهذه برامج مجانية غنية عن التعريف يحق لكل فرد أو مؤسسة إقتنائها ونسخها بشرط أن لا يتم بيعها من أجل كسب الربح كما لا يحق لأحد إجراء التغيرات عليها، كما أن مبرمج البرامج المجانية غير ملزم بتطويرها أو أن يكون مسؤولاً عن أي مشكلة تنجم عن إستخدامها.