سياحة الابتذال الا خلاقي فى مصر : حقيقة أم مبالغة ؟
عادت قريبتى و زوجها مؤخرا من منتجع شرم شيخ و حكت لى عن أشياء رأتها هناك .. مناظر مخجلة و مؤذية ..
[b]مثلا يكاد يكون عاديا الآن أن ترى سائحة أجنبية فى سن الخمسين أو الستين ( تصاحب ) شابا مصريا فى العشرينات أو الثلاثينات !! و حكت لى أيضا كيف أنها رأت جمعا من السياح يصفقون و يطبلون حول امرأة ترقص - ما يسمى رقصا شرقيا- فلما اقتربت رأت أن الراقصة ما هى إلا رجل !!
نعم شاب مصرى يرقص بلدى بحرفية شديدة .. و السياح سعداء بهذا ( الفلكلور الشعبى ) و يصورون الراقص و هو يتثنى كالراقصات المحترفات !!
و تذكرت دعاوى البعض الذين يروجون كيف أن (السياحة هى الحل) .. و أنها هى المخرج الإقتصادى لمشاكل مصر .. و تسائلت هل هذه هى (السياحة) التى يروج لها باسم الحداثة و التقدم و اللحاق بالركب الحضارى .. و هل هذا هو نموذج الشباب الذى نريد لرفعة هذا الوطن و تقدمه؟
نموذج الشاب المصرى الذى يبيع شبابه لسائحة فى الستين مقابل دراهم معدودات .. و نموذج الشاب الآخر الذى يرقص رقصا بلديا و سط صيحات الإعجاب و نقوط السياح !؟
أم هى إذن ( ثقافة الإستمتاع بلذة الحياة ) التى يدعو إليها البعض لمواجهة انتشار ( ثقافة الجهاد و الإستشهاد ) التى تؤرق مضاجع أعداء الإسلام !!
يحدث هذا فى سيناء الحبيبة بينما على الجهة الأخرى من الحدود نجد الشباب الصهيونى يبدأ حياة العسكرية و الخشونة فى سن الثامنة عشر .. نجد كيف يرسل الصهاينة شبابهم للدراسة فى تخصصات هندسية و طبية دقيقة لتظل لهم الغلبة و اليد الطولى فى هذه العلوم المستقبلية.. و إذا ما أرادوا أن يرفهوا عن أنفسهم يعبرون الحدود ليتسلوا برؤية الشباب المصرى الغلبان المطحون الذى يرقص فى المنتجعات ألما أو جوعا.. أو بلعب القمار - المحرم قانونا فى الكيان الصهيونى- و هو قانون مستمد من الدين اليهودى بالمناسبة !!!!
السياحة كأى نشاط إقتصادى فيه الصالح و الطالح و فيه النافع و الفاسد .. وهناك أنواع مختلفة من السياحات .. سياحة ثقافية و سياحة علاجية و سياحة فى الطبيعة و هناك أيضا سياحة جنسية مثل القائمة فى تايلاند .. و للأسف تتقلص السياحة الثقافية تقلصا شديدا على مستوى العالم فنموذج السائح المثقف يتراجع مقابل نموذج السائح الباحث عن المتعة الرخيصة .
أيا كان من أمر السياحة فهى تبقى نشاطا اقتصاديا ثانويا و ويل لبلد يبنى اقتصاده على السياحة ( فقط ).
بنت البلاد القوية فى العالم رخائها الإقتصادى على الإستثمار فى العلوم و التكنولوجيا و على الصناعات الثقيلة و الدقيقة و ليس على ( سياحة الرقص الشرقى أو إقتصاد الإنبطاح و القوادة ! ) كما ينادى البعض.
فهل يسمع أولياء الأمر !؟
منقوووووووووووووول