الكاسر مهندس جديد
عدد المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 23/04/2008 العمر : 34 الموقع : المنصورة رقم العضوية : 1070 Upload Photos :
| موضوع: هل النساء ناقصات عقل ودين؟ السبت 14 يونيو - 3:00 | |
| هل النساء ناقصات عقل ودين؟ روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لجمعٍ من النساء في حديث طويل: (.. ما رأيت من ناقصات عقلٍ ودينٍ أذهب للبِّ الرجل الحازم من إحداكن), فهل كان عليه الصلاة والسلام يمازح النساء هنا؟ إذا افترضنا أنه كان يمزح, فلقد أخبر في حديث آخر أنه يمزح ولكن لا يقول إلا حقاً, فالمقصود بنقص الدين هو رفع التكليف عن المرأة بسبب الحيض وهذا ما لا حيلة لها فيه لأنه ليس بسبب تهاونها, وإنما الأعمال بالنيات, فيكتب لها الأجر إذا صدقت في النية, لكن ما المقصود بنقص العقل؟ وكيف نفهم القدرات العقلية المتفوقة لبعض النساء على بعض الرجال دون أن نقع في تناقضٍ مع هذا الحديث الشريف؟ بدايةً يجب أن أقول إني كامرأة أعتز بهذا الحديث, وأشعر بمحبتي لرسول الله عليه الصلاة والسلام وهو يخاطب جمعاً من النساء فيباسطهن بهذه الطريقة, فرغم نقصان عقولكن أيتها النساء فإنكن تستطعن أن تخلبن الرجل الحازم عقله, فأية قدرةٍ هذه التي استُوْدِعت فيكن؟ هل كلام الرسول عليه الصلاة والسلام يحمل ذماً أم مدحاً؟ هل هو ذمٌّ لنقص عقل المرأة أم هو مدحٌ لقوتها ونفاذ سلطانها على الرجل؟ هذا الشكل من الكلام يتم على سبيل الإعجاب بقدرة الضعيف أن يأتي بشيءٍ غير متوقعٍ إلا من الأقوياء, كأن يقول ابني الصغير شيئاً ذكياً قلما يتأتّى من الكبار, فإذا أخبرت جارتي بذلك قالت متعجبةً: صغيرٌ.. ويصدر عنه هذا الكلام؟! فجارتي هنا لا تركز على صغر ابني بقدر ما تركز على التعجب مما أتى به من كلامٍ ذكيٍّ, وهكذا هي دلالة هذا الحديث الشريف, فهو لا يشير إلى نقص عقل المرأة بقدر ما يدل على قوة سلطانها على الرجل. ولكن هل المرأة ناقصة عقلٍ عن الرجل أم لا؟ يقول أحد علماء الدين مجيباً على هذا السؤال: "كلنا يعلم أن المرأة أقوى عاطفةً من الرجل وأضعف تفكيراً منه, وأن الرجل أقوى تفكيراً من المرأة وأضعف عاطفةً منها, وكلنا نعلم أن هذا التقابل التكاملي بينهما هو سر سعادة أحدهما بالآخر. لو كانت المرأة كالرجل في الصبر على القضايا الفكرية المعمقة, والفقر العاطفي وتثلم الوجدان لشقي الرجل بها وتبرم بالحياة معها, ولو كان الرجل كالمرأة في رقتها العاطفية وتأثراتها الوجدانية لشقيت به المرأة ولما رأت فيه الحماية التي تنشدها والرعاية التي تبحث عنها, إذن فهي حكمةٌ ربانيةٌ لا بد منها كي يعثر كل من الرجل والمرأة في الشخص الآخر على ما يتمم نقصه, ومن ثم يجد فيه ما يشده إليه, والحصيلة تنطق بالمساواة الدقيقة بينهما". يضيف عالم الدين مبينا أن لكل قاعدةٍ استثناءً, فقد نجد بعض الرجال يتصفون بالعاطفة المشبوبة والمشاعر الرقيقة والضجر من القضايا الفكرية العويصة, وقد نجد امرأة تتميز بهمود المشاعر والوجدان وبهوايتها للمسائل الفكرية المعقدة, فهذا شذوذٌ عن القاعدة والشذوذ لا يقاس عليه. ربما يدعم كلام عالم الدين أو ما يوضحه أكثر هو ما ذكره بعض علماء النفس وأخصائيي التربية من أن الإبداع لا ينشأ إلا إذا اتصف الشخص بصفتين إحداهما ذكوريةٌ وهي الاستقلال الفكري والأخرى أنثويةٌ وهي الحساسية, فوجود هاتين الصفتين في طفلٍ يعني أننا أمام مشروع شخصٍ مبدعٍ, ويعني أيضاً أن بعض الرجال يجمعون إلى قدراتهم الفكرية حساسيةً خاصةً أو شيئاً من الرومانسية, كما أن بعض النساء يتصفن بقدراتٍ عقليةٍ مميزةٍ إضافةً إلى حساسيتهن الأنثوي؛ لكن هل يعود الأمر بمجمله إلى الذكورة والأنوثة أم إن للتربية والعادة والمران والثقافة السائدة دورا أيضا. من وجهة نظري الخاصة وبعيداً عن المبدعين والمبدعات أرى - بشكل عام - أن المرأة لا تركن إلا للرجل الذي هو أحدّ منها ذكاءً, وأعتقد أن المرأة لن تجد سعادتها إلا في ظلّ رجلٍ أقدر منها فكرياً ونفسياً, وغلبة العاطفة عند المرأة لا تعني أن كلّ النساء أضعف تفكيراً من كل الرجال, بل هو شيءٌ مقصورٌ على الأسرة ليكمل كلٌّ من الزوجين شريكه, ومن الواضح شرعاً أن ضعف المرأة يجب ألا يظهر إلا أمام زوجها الذي هو من تأوي إليه وتشعر بقدرته على حمايتها, وإلا فما الداعي لأن تبدي المرأة ضعفها أمام رجلٍ ليس بزوجها؟ ولماذا تكمل النقص العاطفي عند أي رجلٍ آخرٍ؟ إذن فالحديث الشريف الذي نحن بصدده لا يعبر إلا عن حالةٍ واحدةٍ هي حالة المرأة مع زوجها فهي الحالة التي لا يمانع فيها الشرع من أن تستعمل المرأة نقص عقلها المتمثل بزيادة عاطفتها تجاه رَجُلها, وهي الحالة التي تجعل الرجل مسؤولاً عن المرأة , وبالتالي يحق له أن يكون قوّاماً عليها, والقِوامة هي تحمّل المسؤولية بالإنفاق والحماية, وأما ما يقوله بعضهم من أن المرأة إذا أنفقت تصبح القوامة من حقها, فهذا صحيحٌ من جهةٍ لأن القانون المنطقي يقول: من ينفق يشرف, ولكنه خطأٌ من جهةٍ أخرى, لأنه مضادٌّ لطبيعة الرجل والمرأة, فكيف تشعر المرأة بالإعجاب تجاه رجلٍ هي التي تحميه؟ وكيف يشعر الرجل بقيمته تجاه امرأةٍ هي من تنفق عليه؟ طبعاً تُستثنى هنا حالات الضرورة حين يصبح الرجل غير قادرٍ على الكسب للإصابة الجسدية أو لأي سبب آخر, وقد ورد عن زينب زوجة عبدالله بن مسعود أنها سألت الرسول عليه الصلاة والسلام عن إنفاقها على زوجها وولدها فقال لها: "لك في ذلك أجر ما أنفقت عليهم". إذن ليست كل النساء أنقص عقلاً من كل الرجال, وما هو حاصلٌ في الأسرة بين المرأة وزوجها من إظهار ضعفها أمامه أو احتوائه لها بقوامته عليها, لا يصح أن يعمَّم على المجتمع ككل ولا يعني أن يكون الرجال في المجتمع أوصياء على النساء, ولو تأملنا التاريخ والسيرة لوجدنا كثيراً من الأمثلة التي تدل على ذلك, فهذا رسول الله عليه الصلاة والسلام يشاور أم سلمة في صلح الحديبية عندما امتنع المسلمون عن نحر هديهم وحلق رؤوسهم, فأشارت عليه أن يكون هو البادئ بذلك ففعل, ولما رآه المسلمون يفعل ذلك اقتدوا به, وفي هذا يروي الشافعي في رسالته "الأم" عن الحسن البصري أنه قال: "إن كان النبي صلى الله عليه وسلم لغنياً عن مشاورتهن - أي النساء- ولكنه أراد أن يستن الحكام بذلك من بعده". وكذلك فإن مقولة عمر بن الخطاب مشهورةٌ عندما أراد أن يحدد مهور النساء فاعترضت عليه امرأةٌ بآيةٍ من القرآن فقال: "أخطأ عمر وأصابت امرأة", وقد استشار ابنته حفصة في المدة التي ينبغي أن تحدَّد لابتعاد الرجل عن زوجته في الجهاد وغيره, وكان الخلفاء الراشدون كلهم يستشيرون النساء, ولا يوجد في بطون السيرة والتاريخ أن أحداً من الصحابة قد حجب عن المرأة حق استشارتها والنظر في رأيها, وقد ورد عنهم أنهم إذا أشكل عليهم أمرٌ سألوا عنه عائشة رضي الله عنها فوجدوا عندها فيه علماً, وهي التي صحّحت كثيراً من أحاديث الصحابة, ولم يُعثر فيما صحّ من حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام على أن المرأة لا حق لها في الشورى, بل لقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الشورى تلتقي مع الفتوى, فكل من جاز له أن يفتي ممن توافرت له شروط الفتوى جاز له أن يشير وجاز للإمام وللقاضي أن يستشيره ويأخذ برأيه, ومعلوم أن الذكورة ليست شرطاً في صحة الفتوى ولا في تبوّء منصبها. وقد لفت نظري مقال الكاتبة ثريا الشهري في ملحق الأربعاء في عدده الصادر في 24/12/2003 عن إقصاء المرأة فقد ناقشت بحِرَفيةٍ ومنهجيةٍ الحديث المشهور الذي رواه أبو بكرة: "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" فبينت كيف أن راويه أبا بكرة لم يتذكره إلا عندما وُضع في موقفٍ حرجٍ بين الولاء لعائشة وهي أم المؤمنين وبين الولاء للخليفة علي بن أبي طالب في موقعة الجمل, وهو - أي أبو بكرة - كان قد أُدين في عهد عمر بن الخطاب وجُلد على شهادته الكاذبة التي أدلى بها مع ثلاثةٍ آخرين في حق المغيرة بن شعبة, ويستحق مقالها القراءة والتقدير, ولولا ضيق المساحة لنقلت الكثير منه هنا ولكن أجمل ما ورد فيه عبارتها: "أما مسألة الأمومة فهي أمرٌ يضيف للمرأة ولا ينتقص منها, فماذا جنى العالَم من سياسة الرجل وقسوته؟ فلربما لو عرف الرجل خوف المرأة على وليدها وزوجها وبيتها وأهلها لفكر مراراً قبل أن يخوض حرباً أو يصنع قنبلةً ذريةً", ولقد ذكرني هذا الكلام بالمفكر الفرنسي روجيه جارودي الذي كان يأمل أن تخفف المجتمعات الذكورية من ساديتها وحبها لسفك الدماء عندما تعطى المرأة حقوقها كاملةً في الأسرة والمجتمع والسياسة, كما ذكرني ذلك ببلقيس ملكة سبأ حين تفوقت على رجال مملكتها الذين قالوا لها: "نحن أولو قوةٍ وأولو بأسٍ شديدٍ" وهو ما استشهد به أحد الإخوة المثقفين العراقيين في تعليقه على ما ذكرته عن العراق في مقالتي الأخيرة فكتب لي: "إن تناول المرأة لقضية العراق والحرب والمقاومة هو طريقٌ تركز على الرحمة بدل الانتقام والسلام بدل الحرب, وذلك بالحفاظ على الإنسان ودمه وكرامته بدل الحرص على البترول والمال: "وإني مرسلةٌ إليهم بهدية". بقي أن أؤكد مرة أخرى أن لكل قاعدةٍ شواذ, ومن الشواذ كونداليزا رايس التي صرحت منذ فترة قريبة أن السلام يكلف العالم أكثر من الحرب! | |
|
PRINCESS مشرف عام على الأقسام ومشرفة قسم إسلاميــات وكورسات هندسيه
عدد المساهمات : 2385 تاريخ التسجيل : 28/06/2007 العمر : 36 الموقع : جامعة أسوان رقم العضوية : 19 Upload Photos :
| موضوع: رد: هل النساء ناقصات عقل ودين؟ السبت 14 يونيو - 3:41 | |
| مقــــــال يستحق القراءة فعلا انا كنت مستمتعة جدا بالتحليل والتفسير وشدتني الجزئية الاخيرة في الموضوع وهو الملاحظ من قول ملكة سبأ - اقتباس :
- "وإني مرسلةٌ إليهم بهدية"
فعلا هي دي المرأة جزاك الله كل خير وينقل للقسم الاسلامي ويثبت | |
|