في المسلسل الرمضاني قضية رأي عام لفت انتباهي في الحوار الذي دار بين الفنان الوزير سامي العدل والفنان المحامي الكبير سمير صبري نقطتين هما أساس البلاء في مجتمعنا, الأولي: عندما أبلغ المحامي الوزير بأن تعليمات النائب العام هي تطبيق إجراءات القضاء ومعاملة المتهم ابن الوزير كمواطن عادي أمام النيابة, حيث تساءل الوزير مندهشا: ابني أنا يعامل معاملة مواطن عادي؟ وبالطبع فإن هذا الوزير موظف وخادم للشعب.. فما بالنا لو أنه وزير ورجل أعمال يحتكر سلعة ما.. وإلي أي حد تكون قوته وسطوته؟.
والثانية: أن المحامي الكبير نصح الشاب ابن الوزير الذي اغتصب وخطف انثي تحت تهديد السلاح مع زميليه بالإجابة بكلمة ماحصلش, أي لا أعرف ولم يحدث.. عن أي سؤال للنيابة.. وأن يكون كاذبا علي طول خط الأسئلة متجاهلا.. كل المبادئ والقيم الدينية والتربية الراقية التي نشأ عليها الفتي الشاب.
إننا نجد في الأفلام الأجنبية أن الكذب هو أكبر جريمة يمكن أن يرتكبها شخص مهما تبلغ مكانته وسطوته, وأن أي بناء للمجتمع مهما ترتفع طبقاته وكان أساسه الكذب هو بناء لا محالة في حالة انهيار.. فأين نحن من ذلك؟.