الرابحون من أزمة الثانوية العامة

نقلا عن جريدة الجمهوريه
بقلم: محمد الشرقاوي

الرابحون من أزمة الثانوية العامة

لست مع الذين طالبوا باستقالة أو إقالة وزير التربية والتعليم بعد كل ما حدث في الثانوية العامة.. من صعوبة الامتحانات وتسريب الأسئلة.
فلا غياب الوزير سيحل المشكلة.. ولا وجود وزير جديد يمكن أن يحمل جديدا لنتائج هذا العام.. أو حتي العام المقبل.. ومن ينظر إلي تاريخ التعليم في بلادنا يكتشف أن هذا الجانب من حياة المصريين وهو التعليم.. لا يسير بمعزل عن بقية الجوانب.. وفي معظم الأزمات يطالب كثيرون بمثل تلك الطلبات ولعلي لا أتذكر أن وزيرا ترك منصبه في بلادنا استجابة لمطالب شعبية.. فالوزراء عندنا تتم إقالتهم عندما تشعر القيادة السياسية أنه يجب أن يترك منصبه الآن.. وقد تعودنا أن تنفجر المشاكل.
ويتعالي صياح الناس.. وتكثر مطالبهم.. ثم سرعان ما تهدأ الأمور.. وينسي الجميع هذه الضجة حين تبدأ مشكلة أخري.
لقد ظلت مشكلة الثانوية العامة طوال السنوات الماضية تؤرق الناس.. وتغير وزراء عديدون ولم يحدث أي تقدم.. بل تزداد المسألة سوءا لقد كنا في مرحلة الثانوية قبل ثلاثين عاما.. لا نعاني هذه المعاناة التي نراها لدي أبنائنا. كانت الثانوية العامة سنة واحدة.. وكانت الدروس الخصوصية موجودة.. ولكن ليس بالشراهة التي نشعر بها الآن ومن يومها ونحن نسمع عن خطط لتطوير التعليم وتعديل النظام أو الشهادات العامة ولا شيء يتحقق.. حتي التعديل الذي تقرره الحكومة لا يكون في مصلحة المواطنين.. من الذي يوافق علي أن يتحول التعليم إلي تجارة مربحة.. لعدد من المدرسين أو الإداريين؟.
إن الثانوية العامة وحدها تجارة رابحة لكثير من الجهات فالوزارة تبيع النتيجة لشركات الإنترنت والتليفونات.. والمدرسون يبيعونها لأولياء الأمور الذين يدفعون ثمنها مرتين.. مرة للمدرسين الخصوصيين.. ومرة قبلها للمدرسة التي تحصل علي مصاريف دراسية.. وكتب.
وخلال السنوات الأخيرة.. ظهرت وسيلة مختلفة لبيع الثانوية العامة من خلال سرقة أو تسريب الأسئلة.. ويشتريها الناس للمرة الثالثة.. حتي لو كانت الأسئلة مزورة.
العقلية التجارية هي التي تتحكم في سلوك الناس فكل شيء قابل للبيع.. وهناك من يشتريه.
إن ملايين الأسر المتوسطة والفقيرة تري أن الاستثمار الحقيقي يكون في تعليم الأبناء.. يصرفون كل ما معهم من أموال لتعليم الأبناء.. وتقتنص منهم الثانوية العامة الجزء الأكبر من مدخراتهم.. ويضطر الآباء والأمهات كذلك من أجل أن ينجح الأبناء.. ويدخلوا الجامعات ولا يهم إن كانوا سينضمون إلي طوابير العاطلين أم يسافرون إلي الخارج.. أو حتي يضيعوا في البحر الذي يبتلع أحلام المغامرين الباحثين عن فرصة عمل لم يجدوها في بلادهم وبين أحضان الأسر التي أنفقت الكثير من أموالها وصحتها في حلم لم يكتمل.
الثانوية العامة هي التجارة الرابحة للمدرسين وللوزارة.. ولبعض الشركات الاستثمارية. والخاسر الأكبر هو الوطن.. فالثانوية العامة هي البداية الحقيقية لتكوين شخصية الشاب أو الفتاة.. التي تنضج في الجامعة. ولا أريد أن أتحدث الآن عن التعليم الجامعي فهو أيضا قصة أخري محزنة.. لكن المهم الآن أن رجال المستقبل يبدأون من الثانوية العامة مشوارهم لتحقيق أحلامهم.. وخدمة وطنهم.. والمفروض أنهم في هذه المرحلة يتم إعدادهم بالشكل الذي يجعل منهم عدة المستقبل في دولة تعتمد علي المساعدات الخارجية.. في لقمة العيش.. وتستورد كل التقنيات.
دولة مستهلكة.. وليست منتجة أو مبدعة في الحضارة العالمية.
في هذه المرحلة يخرج الطالب علي أساس أن يحقق هدفا شخصيا أي يحصل علي مجموع كبير يؤهله لواحدة من كليات القمة من أجل أن يحصل علي وظيفة تحقق له المستوي المعيشي الجيد.. ورغم أن هذه الصورة لا تقدم صورة زاهية لمستقبل الوطن باعتبار أن أي شاب ينظر لهدفه الشخصي أولا.. إلا أنها لو تمت بهذا الشكل.. تكون المشكلة أقل ضررا. إذ يمكن تعديل بعض المناهج والمفاهيم لكن الأبناء في هذه المرحلة يفقدون الثقة في كل شيء.. عندما يرون أسئلة صعبة.. ويرون الغش من حولهم.. ويكتشفون أن الأقل ذكاء وجهدا ومذاكرة حصل علي الأسئلة.. وأجاب عنها.. بشكل أفضل منه.. هذا عن الطالب المتفوق أصلا.. فماذا عن الآخرين؟!.
لا أحد يثق الآن في التعليم الحكومي.. ولا حتي في التعليم الخاص لأنهم يعرفون أنهم يحصلون عليه بالمال.
وبنظرة عامة يمكن القول إن هذا يحدث بشكل أو بآخر.. في كثير من أمور حياتنا.. والتعليم هو الصورة الأكثر قربا منا باعتبار أننا نعيش مشكلته هذه الأيام.
القصة ليست إقالة الوزير أو تغيير نظام امتحان الثانوية العامة.. المسألة أعمق من ذلك بكثير.. فنظام التعليم كله لابد أن يتغير.. والقائمون عليه الآن.. هم الذين أوصلونا إلي هذه الحال.. فكيف نطلب منهم أن يطوروا نظاما نشأوا فيه.. واستفادوا منه.. ويهمهم أن يستفيدوا أكثر.
التعليم السليم يحتاج إلي مناخ صحيح.. والمناخ الحالي.. يجب أن يتغير أولا.

والله هو فى حاجات كتير جدا لازم تتغير cry

مش بس التعليم ربنا يرحمنا

ان يصل الفساد الي التعليم ...و مهزلة امتحانات الثانوية العامة ....كارثة بكل المقاييس .

حسبي الله و نعم الوكيل

» رئيس عام امتحانات الثانوية العامة ينفى تعديل نتيجة الثانوية العامة
» أوائل الثانوية العامة
» مهازل الثانوية العامة
» مهزلة اسمها "الثانوية العامة"
» النظام الجديد لتطوير الثانوية العامة و القبول بـ الجامعات