سجل فرناندو توريس هدفا منح إسبانيا لقب كأس الأمم الأوروبية للمرة الثانية في التاريخ عقب الفوز على ألمانيا بهدف في النهائي مساء الأحد.
ووضع مهاجم ليفربول الكرة من فوق الحارس ينز ليمان في الدقيقة 33 من المباراة بعد تخطي رقيبه فيليب لام ليهدي إسبانيا اللقب الأول منذ عام 1964.
فوز الإسبان منح المدير الفني لويس أراجونيس – 70 عاما – لقبا غاليا بعد أربع سنوات من تولي المسؤولية لاسيما مع قراره بالرحيل عن الفريق عقب البطولة وتدريب فينيرباهتشة التركي.
وبات إيكر كاسياس حارس المنتخب الإسباني الحارس الأول في تاريخ بطولات أوروبا الذي يحمل شارة قيادة فريق فائز باللقب.
وعلى الجانب الآخر، فشلت ألمانيا في تحقيق رابع ألقابها الأوروبية كما لم يستطع خواكيم لويف المدير الفني للفريق الفوز بأول بطولة له في مقعد المدير الفني.
سيطرة إسبانية
بدأت ألمانيا المباراة بنشاط خادع لم يستمر سوى ثلاث دقائق قبل أن تسيطر إسبانيا تماما على مجريات اللعب بفضل تألق خماسي خط الوسط.
ولعب سيسك فابريجاس صانع ألعاب إسبانيا أساسيا لأول مرة منذ بداية البطولة على حساب هداف الفريق المصاب ديفيد بيا فيما ظل توريس مهاجما وحيدا.
واحتل شابي هرنانديز وديفيد سيلفا وأندريس إنيستا مناطق الألمان فيما اهتم ماركوس سينا بتأمين الجانب الدفاعي في وسط الملعب.
وفي المقابل، لعبت ألمانيا بتشكيلها المعتاد بوجود القائد مايكل بالاك، والذي بدأ اللقاء على الرغم من إصابة سابقة في السمانة.
واحتل باستيان شفاينشتايجر ولوكاس بودولسكي مكانيهما على الجانبين الأيمن والأيسر على الترتيب وميروسلاف كلوزه وحده في الهجوم.
وكاد كلوزه أن يفتتح التسجيل في الدقيقة الثالثة حينما خطف الكرة من سيرجيو راموس الظهير الأيمن وانطلق في مواجهة كاسياس ولكنه لم يستطيع السيطرة على الكرة لتذهب ركلة مرمى.
الانفراد الأول في اللقاء كان بمثابة جرس إنذار للإسبان الذين حاصروا رفاق بالاك في مناطقهم ولكن بلا خطورة حتى الدقيقة 23 التي تطاول فيها توريس برأسه لعرضية راموس ووجهها قوية ارتطمت بالقائم الأيمن لليمان قبل أن ترتد لتقابلها تسديده إسبانية طائشة إلى خارج الملعب.
وفي الدقيقة 25، طالب بالاك باحتساب ركلة جزاء بعدما اصطدمت تسديدته من خارج منطقة الجزاء بجسد أحد المدافعين الإسبان ولكن الحكم الإيطالي روبرتو روسيتي أشار باستمرار اللعب. وأظهرت الإعادة التليفزيونية صحة قرار الحكم.
| |
توريس |
|
واستغل توريس سرعته في مواجهة لاعبي ألمانيا الذين ظهر عليهم البطء الشديد طوال اللقاء ليسجل هدف الذهب في الدقيقة 33.
وانطلق توريس خلق تمريرة طولية حريرية من شابي، وعلى الرغم من تأخره عن الظهير الأيسر الألماني لام، فإنه تخطاه بخفة قبل أن يوجه الكرة بلمسة سحرية من فوق ليمان الذي خرج هو الآخر من مرماه متأخرا بعض الشئ.
وكادت الكرة أن تنحرف عن المسار الذي رسمه توريس ولكنها سكنت الجانب الأيمن من شباك ليمان معلنه تقدم إسبانيا.
انهيار ألمانيا
وكاد إنيستا أن يضاعف النتيجة بعد دقيقتين فقط حينما تلقى عرضية متقنة من الجانب الأيسر ولكنه قرر أن يسددها مباشرة من دون ترويض، لتنتهي بها الحال في المدرجات.
وتعرض بالاك إلى إصابة بالغة في العين قبل تسع دقائق من نهاية الشوط الأول بعد اصطدام في كرة مشتركة مع سينا احتاج معها تدخل طبيب المنتخب الألماني مرتين قبل أن يعود لاستئناف اللعب.
دفع لام ثمن فشله في إيقاف توريس غاليا، إذ قرر لويف استبداله بين شوطي المباراة ونزول مارسيل ينسن في محاولة لإيقاف الجبهة اليمنى النشطة للإسبان والتي تكونت من سيلفا وراموس وفابريجاس في بعض الأحيان.
ولكن التغيير لم يأت ثماره، فأحكمت إسبانيا سيطرتها الكاملة على إيقاع المباراة واقتربت من تسجيل الهدف الثاني عبر راموس في الدقيقة 55 حينما حاول لاعب ريال مدريد توجيه الكرة بكعبه إلى الشباك ولكنه لم يستطع إدراكها.
نشطت ألمانيا لدقائق سدد خلالها بالاك خارج المرمى قبل أن يلتقط كاسياس عرضية خطيرة من اللاعب نفسه قبل رأس كيفن كوراني المتحفز، والذي دخل بديلا بعد مرور دقائق من انطلاق الشوط الثاني.
عادت إسبانيا لامتلاك الكرة استغلالا للعصبية والارتباك اللذين سيطرا على لاعبي ألمانيا مع مرور الوقت.
وأرسل راموس غير المراقب ضربة رأس قوية أخرجها ليمان إلى ركنية قبل أن ينقذ الحارس المخضرم تسديدة قوية أطلقها إنيستا من مدى قريب.
وأهدر سينا فرصة ذهبية قبل ثماني دقائق من النهاية حينما فشل في الوصول إلى الكرة فيما كان ليمان خارج نطاق اللعب فعليا، وكانت تكفي لمسة خفيفة لإضافة الهدف الثاني في مرمى خال من الحارس ولكن اللاعب البرازيلي الأصل لم يتمكن من وضع بصمته على النهائي.