نوبة مازلت أذكر أطول يوما
كان ذاك يوم الرحيل
يوم رحلنا عنك والديار تبكي
والنساء بالبكاء والآهات تتعانقون
والرجال كخيال المآته واقفون لا يدرون
والأطفال عيونهم تسأل الى أين نحن ذاهبون
الى أرض لم تحتضن فى قلبها يوما عزيز
أو الى أرضا لم تنبت من جوفها يوما حبة قمحا أو شعير
أرضا جرداء خرساء لا هوية لها ولا تاريخ
ولكني مازلت أذكرك يا نوبة
والطيور تودعنا بأجنحتها فى لحظة فراق
وصوت ناي قادم من بعيد
تحمله الرياح نغما حزينا
وزهور فقدت شذاها
وبلت في موسم ربيع
ولشمس تحتضر فى عليائها
والسحب حجبت نورها
ونسمات الضجر ماتت على ورق الأزهار
وفراشات تبحث فى الفضاء عن ضوء النهار
ولكني مازلت أذكرك يا نوبة
ونحن رافعين أكفنا الى السماء
سائلين الله أن يخفف عنا مر الرحيل
ويلزمنا الصبر انه على كل شئ قدير
لا أدرى لحظتها جريت نحوك أقبل يدك
وأدفن وجهي فى صدرك الحنون
أطلب منك يا نوبة السماح فهل تقبلين
فأنا بدونك إنسان تائه غريب
لا مكان لي ولا ذكريات عليها أعيش
أصبحت مجردا من ذاتي
حتى أحلامي هجرتني بعيد
ولكنى مازلت أذكرك يا نوبة
عندما هما القطار بالرحيل
وحبيبتي تودعني بنظرات الأسى والحنين
تجرى خلف القطار تلوح لى بمنديلها الأصفر الحرير
وداعا حبيبي للزمن الجميل
الأمسيات التي عشناها على ضفاف النيل
وفراشات تمرح حولنا والأغصان علينا تميل
ومراكب تتهادى أمامنا فى منظر بديع
عذرا حبيبي إن كنت لا أستطيع معك الرحيل
فأنت حبيبي مهما بعدتنا السنين
ولكن النوبة هي حبي الأول والأخير