كان احمد يتبختر في احد الأسواق الكبيرة وكان غاية بالوسامة إلى أن أصابه
الغرور من إعجاب الناس به وخصوصا الفتيات وكانت نظراتهن تلاحقه حيث ذهب
وفجأة مرت من أمامه منال لم تكن تنظر إليه ولم تعره أية انتباه ....ولكنها جعلته
يقف مشدوها .... محدقا بها يا لها من فاتنة تأسر الألباب بحسنها وجمالها الأخاذ
.... سبحان من وهبها هذا الوجه وهذا القوام.....لم يصدق احمد ما يراه ظن انه
يحلم .... وما زال بفراشه مع الأحلام....لحقها بنظراته إلى أن توارت عن الأنظار ..
.. لحقها .... إلى أن خرجت من السوق... وكان سائقها بالانتظار....ركبت السيارة ...
وذهبت ....استقل احمد أول تاكسي أمامه ولحقها تاركا سيارته خلفه فهو لا يعلم ما
حدث له....ذلك اليوم...أحب ...احمد منال ... أحب عيونها ... أحب كل شي فيها...
.... توقفت سيارتها أمام بيت كبير...دخلت فيه... وهنا نزل احمد وسأل عنها فعرف
أنها منال....ابنة احد كبار التجار... رجع إلى بيته وأحس انه يعيش بعالم أخر .... لا
يوجد به سوا حنان.... دخل غرفته ...جلس على كرسيه المفضل .... الذي يطل على
الحديقة... وصار يراها بكل وردة من ورود الحديقة...فهي لم تفارقه لو لحظة واحده ..
.. اخذ يسترجع أول لحظة رآها فيها و تلك الخصلة من شعرها تنسدل على عينيها....
وشعرها الطويل الناعم... ووجها البري الطيب.... ترى به كل طيبة العالم...وملامحها..
الناعمة...وبسمتها الساحرة.... تسحر كل من رآها.... آية بالجمال.... اخذ احمد يفكر
بها يومه كله وليله... إلى أن حان الصباح....وعندها ذهب إلى بيتها....واخذ ينتظر
خروجها...وبعد انتظار طال بعض الساعات...خرجت ... وذهب إليها يحاول محادثتها.
.. ولكنها صدته...وركبت سيارتها... وذهبت .... وضل احمدعلى ذلك أكثر من :d
أسبوعين ينتظرها كل صباح..... وفي احد الأيام.... جاءها... وحاول محادثتها..
.. فوقفت ... وكلمته... واخبرها... بأنه... يحبها.... وانه يريد الزواج بها... أجابته..
.. بان يذهب... وان لا يضايقها مرة أخرى....
رجع احمد إلى بيته.... وهنا قرر القيام بخطوة ايجابية ... فطلب من والده الزواج..
.. فرح والده بقراره ..فلقد كان دائم الطلب منه الزواج ... وكان احمد دائما يتهرب .
.. ويتحجج بأنه صغير ... ولا يريد المسؤولية.... سأله هل هناك واحده بعينها... أم لا..
أجاب احمد ... بأنه يريد منال... واخبره بعائلتها.... فوافق والده لكونها من ... عائلة
معروفه... ومشهود لها بالطيب... فقام والد احمد بالاتصال بوالد منال... واخبره بأنه
يريد زيارته... وتحدد الموعد ... وذهب احمد... وأبيه لخطبة منال.... وافق أبومنال
... وبدون أي تردد ولكن اشترط أن يأخذ رأي ابنته... وسوف يقوم بالرد عليهم ... بعد
اخذ موافقتها.... اخبر والد منال....أم منال بخطبة أبو احمد لابنته منال... لابنه احمد
فرحت ألام بذلك لان احمد كان من عائلة كبيرة تفوق عائلة منال مكانه... وذهبا لأخذ
رأي منال... ولكن منال ... أجابتهم ... بعدم رغبتها بالزواج وأنها لا تفكر بذلك....حاول
والديها إقناعها....وأخذا يمدحان باحمد وعائلته الطيبة المرموقة....ولكن ذلك لم يغير
شيئا وتمسكت برأيها بالرفض....وبعد أن يأس والديها من موافقتها... ابلغا أبا احمد .
.. بأنها لا تريد الزواج ألان... وأنهم ليس لهم نصيب .... وصل ذلك الخبر لاحمد...
..جن جنونه.... لم يصدق أنها رفضته.... لم يصدق انه لن يستطيع الزواج بها.....
كان قد أحبها حب جنوني.... لا يمكن تصوره.... خرج من بيته... واتجه إلى البحر...
. اخذ يسبح بالبحر إلى أن وصل بعيدا.... وقد ساوره فكره... بعمل شي ... فضيع...
ولكنه ... اخذ يصرخ .. لماذا رفضتني... لماذا كيف أستطيع الحياة بدونها ....كيف..
..رجع إلى الشاطىء وذهب إلى بيته.... ودخل غرفته... ولم يخرج منها... ذلك اليوم...
وفي صبيحة اليوم التالي ذهبت أمه إليه ... لترى حاله... فوجدته مستلقي على ظهره
على سريره... وينظر إلى السقف.... حاولت محادثته... ولكنه لم يرد... عليها... استدعت
والده... وعبثا حاول إن يجعله يتحدث... وهنا استدعوا الطبيب... فشخص حالته على انه
صدمة .... ولن تزول إلا بزوال السبب..... اتصل والده بصديق احمد
الحميم... خالد
...وكان صديقه الوحيد... والمقرب اليه جدا... حتى من والديه... واخبراه بما حدث...
وجاء خالد... وحاول محادثته... ولكن لم يجبه...فقال إن منال ليست أخر الفتيات
بالأرض وان كل فتاة تتمناه...وهنا دمعت عينا احمد.....فقرر خالد أن يقوم بالمستحيل
لمساعدة صديق عمره.... بما يستطيع....فذهب إلى منال ... محاولا إخبارها بما حصل
لأحمد فربما يحن قلبها عليه....ولكن لم يستطع محادثتها.... وعبثا حاول.... ولكن لم
يفلح.... فقام بكتابة رسالة... وأعطاها للسائق..... وبالغد جاء فوجد رد مع السائق
لرسالته.... قرآها...تقول الرسالة.... أتمنى لأحمد الشفاء.... العاجل.... وأنا ليس
لي اعتراض على احمد.... ولكن أنا لا أريد الزواج.... من احد.....لا أفكر بالزواج أبدا.
....اخبره بان ينساني.... قرأ خالد الرسالة ..... وأحس بان هناك سر وراء رفض منال
للزواج.... وفي الغد ذهب خالد إلى الجامعة التي تدرس بها منال..... واخذ يحادث
الشباب هناك..... إلى أن رأى منال..... وشاهد من تحادث..... فوجدها دائمة الحديث
مع أحدا الفتيات.... فعرف أنها صديقتها الحميمة.... فحاول محادثتها.... واستطاع بعد
محاولات.... وبعد أن اخبرها... بمن يكون.... وبقصة منال مع احمد....وانه يريد
مساعدة صديقه على الشفاء...أن يعرف أن اسمها وفاء وتحدثا عن منال واحمد....
فقال خالد....لماذا منال ترفض الزواج......... جاءه جواب منال ...مفاجأة له.... حيث
قالت .... وفاء أنا السبب.... سألها.... كيف.... قالت قبل سنتين... حدثت لي قصة مماثلة
حيث أحببت احد الشبان .... حب يضرب به المثل بالوفاء والإخلاص.... ولكن قبل الزواج
بشهر..... انقلب حبيبي الطيب.... إلى وحش كاسر..... قام بأساة معاملتي.... وكان دائم
الخروج مع الكثير من الفتيات.... يريد تعذيبي..... وقبل الزواج بأسبوع اختفى .... ولم
أشاهده أبدا..... إلى ألان..... وعلى أثرها مرضت.... وكانت منال.... تزورني... كل يوم.
... وكانت تقول لي لن أتزوج أبدا..... لكي لا يحصل لي ما حدث لكي.... ومن تلك الأيام إلى
الآن .... وهي ترى حلما غريبا..... ترى زوج من الحمام....يقع ذكر الحمام..في شبكة صياد.
. فتاتي الأنثى لتنقذ الذكر .....وينجوان كليهما...وفي مرة أخرى تقع الأنثى بالشبكة.... ولكن
الذكر لا يرجع لمساعدتها..... ويختفي ولا تدري أين ذهب.... ويأتي الصياد .... ويذبحها...
.. تعجب خالد من حلمها الغريب.....
ثم سأل وفاء عن عنوان خطيبها الذي هجرها.... فقالت بحثت عنه ولم أجده....لقد غير
عنوانه.....فقال لا عليكي فقط أعطيني عنوانه السابق....أعطته العنوان .... وذهب يسال
عنه.... ولكن كما قالت لقد غير عنوانه.... فكل من سألهم عنه أجابوه بأنه انتقل ولا احد
يعلم عنه شي بعد رحيله...... وفيما هم خالد بالرجوع..... وجد احد الأشخاص يسير ..
.. فسأله... عنه....فأجابه... ولماذ تسأل عنه....قال خالد هل تعرفه قال الرجل نعم اعرفه..
.. قال خالد هل تدلني على مكانه......قال الرجل اعتقد انك لا تعرفه... قال خالد نعم
لا اعرفه....قال الرجل ... كنت اعلم انك لا تعرفه... فمن تسال عنه.... توفي قبل سنة..
.. بعد صراع مع المرض دام ستة اشهر..... وقال الرجل كان سيتزوج عندما علم بمرضه
فقام .... بخلق الأعذار لكي يتهرب من ذلك الزواج ... وبدون ان يخبر خطيبته ... بأمر
مرضه... لكي لا تتعذب معه.... إلى أن تحين وفاته.....صعقته حقيقة وفاء مع خطيبها..
... وشكر الرجل وذهب....ولكن ماذا يفعل ألان ..... هل يخبر وفاء بما لم يرد خطيبها أن
تعلمه.... لكي لا تتعذب بخبر وفاته.... وانه لم يتركها....ولكن آثر أن يموت وان لا تتعذب
معه خطيبته..... زادت حيرته.... وماذا سوف يفعل..... وبعد تفكير وجد حلا .... يحقق
ما يريد.... قام بكتابة رسالة... قال فيها..... كان هناك زوج من الحمام.... وقع الذكر في
شبكة الصياد ... فقامت الأنثى بمساعدته... لكي ينجو بحياته..... وفي احد الأيام وقعت
الأنثى بالشبك.... وعندما أراد الذكر مساعدتها.... انقض عليه صقر كبير.... فأكله....
وانتظرت ألحمامه أن يأتي الذكر لكي ينقذها... ولكنه لم يأتي أبدا.... وقص لها ما حدث
لخطيب وفاء.... وانه من فرط حبه لها.... آثر أن لا تعيش الألم معه.... وتركها تعيش
حياتها ....وتنساه.....وقال لها انه لا يزال هناك حب صادق كما هو حب احمد لكي.....
وفي الغد ذهب و أعطا الرسالة للسائق.... ودخل بها.... وبعد مضي قليل من الوقت خرجت
منال... وبيدها الرسالة .... وجاءت إلى خالد.... واستحلفته بان ما كتبه صدق....
. فأجابها... بأنها الحقيقة.... واخبرها...... كيف تمكن من الحصول على معلوماته..
...أخذت منال تبكي.... على خطيب وفاء..... وقالت له ألان يمكن لاحمد أن يتقدم لي
مرة أخرى وسوف اقبل به......فرح خالد..... وذهب مسرعا ...... لكي يزف البشرى
لاحمد..... دخل بيت احمد ..... واستأذن للصعود لغرفته.... فأذنوا له..... وصعد ..
.. ودخل غرفة احمد.... وهو يكاد يطير من الفرح.... وقال لاحمد..... وافقت منال
وتطلب منك أن تتقدم .... لخطبتها....ولكن هناك شي ... غريب على احمد.... لم يفرح..
.. فقط بقي ينظر إلى السقف..... استغرب خالد ... من عدم تفاعل احمد ... مع ما قال..
...حركه ... اخذ يهز احمد ويقول له.... انهض .... منال وافقت عليك..... ولكن احمد..
..لم يعلم بموافقة منال .... فقد انتقلت روحه فقط قبل لحظات من دخول خالد للغرفة....
..وبقيت عيناه تنظران إلى السقف....وانتهت قصة حب احمد امنال انتهت نهاية غير
سعيدة....فمن الحب ما قتل........ محب مات ولم يرد أن تتعذب حبيبته بموته...... ومحب
مات لكي تتعذب من أحبها بموته .... الله يرحمهم اجمعين يا رب