مما لا شك فيه ان مشكلة تصدع المنشآت الخرسانية قد اصبحت من المشاكل الملحة التي يجب ان تتكاتف الجهود للوصول الى حلها , و من أهم أسباب هذه المشكلة عدم وجود الوعي الكافي باسباب التصدع حتى يمكن تلافيها و بطرق العلاج حتى يمكن اتباعها , و طريقة تناول مشكلة تصدع المنشآت الخرسانية و كيفية إصلاحها يجب ان تماثل طريقة تناول الطبيب لمشكلة المرض و كيفية علاجه فالطريقتان تشملان :
التنقيب عن الأسباب و الفحص ثم التشخيص السليم بالتحليل و الدراسة فوصف العلاج الناجح بالدواء او الجراحة , مع الحرص على الوقاية لمنع المرض من الحدوث اصل فالوقاية خير من العلاج .
و لكي نتناول مشكلة تصدع المنشآت هذا التناول فلا بد لنا من معرفة الأشكال المختلفة للتصدع أي ( الأعراض , الأسباب ) , و كذلك لا بد من ان نتعرف على وسائل تشخيص الحالة من فحص و كشف عن العيوب و إجراء التجارب و التحاليل اللازمة ثم عمل دراسة و تحليل للأعراض للوصول للتشخيص السليم , ثم معرفة طرق عمل اختبارات و التحاليل المختلفة للأعضاء الخرسانية , و بعد توضيح طبيعة الخرسانة المسلحة كمادة انشائية و خصائصها و بالذات تلك المرتبطة بالتصدع و الخرسانة المسلحة هي الجسم الذي يصاب بالعلل و الأمراض .
و لا بد لنا أخيرا من التعرف على طرق العلاج المختلفة و متى يستخدم كل منها و ما هي الخطوات الدقيقة بأعداد العضو للإصلاح ثم لعمل الإصلاح فاختباره للتأكد من نجاحه و ذلك بعد ان بينا خواص المواد المستخدمة في مداواتها و حمايتها و بينا تركيباتها و طرق استخدامها حسب حالة المنشآت المريضة , و من المفيد التعرف على وسائل الوقاية و حماية المنشآت من التصدع و طرق صيانة و حماية المنشآت ليتسنى لنا حماية المنشأ من ان يصاب بالعلل التي تقلل من عمره الافتراضي او تمنع من أداءه لوظيفته الأداء الأمثل
وأسباب عيوب الخرسانة المسلحة
1) إهمال عمل الجسات:-
يجب عمل جسه واحدة على الأقل لمعرفة تتابع التربة و تحديد المواصفات و خواص كل طبقة و معرفة منسوب المياه الجوفية و تحديد درجة حمضية او قلوية هذه المياه ( معرفة PH ) , بعض الملاك لا يقومون بعمل جسات للتربة و البعض يهمل في مواصفات تقرير الجسات فتنفذ بطريقة خاطئة .
2) إهمال تنفيذ و استلام الحفر :-
عدم استواء القاع و افقيته و عدم راسية جوانب الحفر وعدم الدمك الجيد لقاع الحفر
3) إهمال تنفيذ اعمال الردم :-
قد يحدث أثناء الردم ان يقوم المنفذ باستخدام المعدات مثل ( اللودر و القلابات ) التي تمر على القواعد القاعدية و المسلحة و السملات و هذا خطر لأنه قد يحدث كسور في هذه الخرسانة او في السملات الرابطة للمبنى .
- قد يحدث أثناء الردم ان تتلاشى معالم الخنزيرة المثبتة حول المبنى
4) عيوب التربة و الأساسات:-
ان العيوب التي يمكن إرجاعها الى التربة او الأساسات قد تكون نتيجة قصور في الدراسات المناسبة او الكافية لطبيعة الموقع او الظروف المعرضة لها , بناءاَ على طبيعة الأحمال المنقولة اليه من المنشأ , او بناءاَ على خواص التربة و تحملها او منسوب التأسيس غير لطبيعة تكوين طبقات التربة
5- قصور التصميمات والتفاصيل الإنشائية:-
إن القصور في التصميم قد يرجع الى اخطاء في الحسابات سواء بالنسبة للأحمال هو النظام الإنشائي او عدم صحة الافتراضات التي بني على أساسها التصميم او عدم اخذ كل البيئة المحيطة في الاعتبار , و قد يكون وراء العيوب في المنشات القصور في التفاصيل الإنشائية و التي قد لا يبينها المصمم بأسلوب واضح على اللوحات الإنشائية
ومن امثله لتلك العيوب :
اخطاء في التحليل الإنشائي
اخطاء فى الحسابات
عدم اخذ كل حالات التحميل في الاعتبار (رياح زلازل أحمال متطررة)
الافتراضات اخطاء في افتراض الأحمال او حركة الأوزان
عدم تحديد اماكن وصلات الصب و التمدد
6- تغير استخدام المنشأ
تغيير استخدام المنشات عما صمم عليه و ما يتبعه من أحمال او ظروف تشغيل لم تؤخذ في الاعتبار عند التصميم , قد تؤدي ظهور عيوب او انهيارات ,
و من أمثلة تغير استخدام المنشات :
♦ استخدام المباني السكنية كمخازن او مكتبات او مصانع او ورش او مدارس .
♦ تغيير نوع المعدات من حيث الأوزان الثقيلة او الاهتزازات الناتجة او الأحجام او الأبعاد و التي لم تؤخذ في الاعتبار عند التصميم .
و عليه فيجب عمل مراجعة انشائية لتحديد الكفاءة الإنشائية للمبنى تحت ظروف التشغيل الجديدة قبل تغيير الاستخدام و الا فقد تحدث العيوب بالمنشأ قد تصل الى الانهيار الكامل
7- استخدام مواد معيبة :-
ان مواد البناء المعيبة هي المواد التي لا تفي في خواصها بمتطلبات المواصفات القياسية و هي احد الأسباب الهامة وراء ظهور العيوب بالمنشآت , كما ان القصور في تصميم الخلطة الخرسانية بحيث تفي بالخواص المطلوبة لها في الحالة الطازجة و بعد التصلد من مقاومة و خواص طبيعة و قوة تحمل تحت ظروف التشغيل قد يؤدي الى ظهور عيوب عديدة بالمنشآت , كما قد يكون وراء ظهور عيوب في المنشأ استخدام إضافات للخرسانة غير مناسبة او بكميات غير مناسبة او ان تكون الإضافات غير مطابقة للمواصفات
8-عدم وجود حماية و صيانة للمنشآت:-
ان غياب و عدم وجود حماية للمنشات بعناصرها المختلفة من اساسات و مونه و أعمدة و كمرات و بسقف مثل العزل و عمل الاحتياطات اللازمة لمنع التشريك و حماية أسطح الخرسانة لبعض المنشات مثل المنشات الخاصة مثل المنشات الساحلية و الأساسيات الخازوفية و المنشات المعرضة لأبخرة كيميائية او لاملاح تؤدي الى تدهور عناصر المنشات و تغير لونها و الصدأ و التشرخ و قد تؤدي الى الانهيار في النهاية .
ان الصيانة الدورية للمنشات تمثل عنصرا هاما وارد التغلب على الأسباب التي تؤدي الى ظهور عيوب بالمنشات و بالتالي فان عدم توفير الصيانة اللازمة للمنشات تؤدي على المدى الطويل الى حدوث تدهور بالخرسانة و بالتالي عيوب في عناصرها الإنشائية المختلفة
9- الكوارث الطبيعية و الحوادث:-
ان عدم اخذ الكوارث الطبيعية الغير متوقعة دائما مثل الزلازل و الأعاصير و السيول و الرياح و الحرائق في الاعتبار سوف يؤدي الى تولد اجتهادات إضافية لم تؤخذ في الاعتبار و هذا بدوره يؤدي الى شروخ و انهيار المنشات او تدهورها حسب شدة هذه الكوارث و طبيعتها و مدتها و نوعها الأمر الذي يجعل الواجب الآخذ بهذه العوامل بالاعتبار للتقليل من تأثيرها على المنشأ .
اشكال عيوب الخرسانة المسلحة:-
1) تمليح الخرسانة :-
و هي عبارة بقع بيضاء ملحية في صورة بللورات تتكون على السطح ( كربونات كالسيوم تظهر في صورة ترسيب ابيض اللون يعرف بالتمليح ) و هذا نتيجة للأسباب اآلاتية :
♦ احتواء الخرسانة على هيدروكسيد كالسيوم وذلك بعد اماهة الأسمنت و هذا الهيدروكسيد قابل للذوبان في الماء و يتكون في المسام و الفجوات الداخلية للخرسانة حيث يحدث له تفاعل مع ثاني اوكسيد الكربون الموجود في الجو الذي يتغلغل الى المسام الخرسانية و مع وجود الماء نتيجة لرش الخرسانة او سقوط الأمطار عليها مكونة كربونات الكالسيوم و التي تظهر في صورة تمليح و بقع بيضاء على السطح الخارجي للخرسانة .
♦ احتواء الركام على أملاح او زيادة في الجبس في الأسمنت .
♦ سوء تخزين الركام بحيث تصل اليه المياه المحتوية على الأملاح
2-تبقيع الخرسانة:-
هناك اشكال عديدة لأنواع البقع المحتمل ظهورها على السطح الخارجي للخرسانة منها
أ- بقع صدأ الحديد
هذه البقع تظهر بالقرب من الحديد او الصلب الدفون في الخرسانة و هي نبيهة اللون و تؤثر تأثيرا ضارا على شكل الخرسانة .
ب- بقع الحريق
عندما يتعرض أي منشأ خرساني للحريق عادة ما يسوء سطحها بفعل النيران و الدخان المتصاعد من الحريق تاركة لون اسود على سطحها و هذا اللون الأسود يلزم إزالته و ذلك إذا لم تؤثر درجة حرارة الحريق و مدته إنشائيا على العضو الخرساني و الذي من الممكن ان يحدث له تشريخ و ضعف للخرسانة و تشققات تفقد الحديد تماسكه مع الخرسانة و الذي
من المحتمل ان يؤدي الى انهيار هذا العضو .
ج- بقع الزيوت و الشحوم
و هي عادة ما يتم ملاحظتها على أسطح الخرسانة الظاهرة من أرضيات و حوائط و كمرات و ذلك في المطابخ و المطاعم و المطابع و هذه يمكن إزالتها بسهولة عند ملاحظتها .
3)تساقط الخرسانة:-
1) عيوب في التفاصيل الإنشائية
استمرار الحديد في الأعضاء الغير مستقيمة و عدم تشكيل الحديد على شكل مقص و عدم زيادة الكانات في هذه المنطقة الأمر الذي يكون مصحوبا بسقوط الغطاء الخرساني , عدم وضع حديد إضافي في أركان اتصال الجمرات و الأعمدة في الإطارات الخرسانية المسلحة لمجابهة اجتهادات الشد العالية التي تسبب تشريخ الخرسانة .
2) تعرض الخرسانة الى ظروف جوية قاسية
عند تعرض الخرسانة لامطار تعقبها درجات حرارة تحت الصفر , فان ذلك يؤدي الى تشرخها ثم تساقطها حيث تمتص الخرسانة الرطوبة أولا ثم تعرضها للرطوبة الشديدة ستجمد الماء بداخلها مصحوبة بزيادة في حجمها , و الضغط الهيدروليكي الناشئ عن ذلك سيتسبب في تشريخ سطحها و عند الذوبان سيحدث تساقط للخرسانة
3) وجود مواد ضارة بالخرسانة بالبيئة المحيطة بها
عند وجود مواد ضارة بالخرسانة بالبيئة المحيطة بها مثل الأحماض بأنواعها (حيث ان الخرسانة قاعدية بطبيعتها ) و مركبات الالمونيوم ( باستثناء كربونات الالومنيوم ) و الكبريتات و الأملاح و خاصة كلوريد الصوديوم الذي يؤدي الى صدأ حديد التسليح و بالتالي تساقط الخرسانة
4)تفتت الخرسانة السطحية:-
ان تفتت سطح الأعضاء الخرسانية يعتبر نوعا من أنواع تدهور الخرسانة و ذلك يرجع لاسباب التالية :
1) تأثير هجوم الكيماويات
ان الأحماض جميعها ضارة بالخرسانة حيث إنها تتفاعل مع مونه الأسمنت الأمر الذي يؤدي الى نقص التماسك بين حبيبات الركام و بالتالي تفتتا للخرسانة السطحية , و أيضا الأملاح ضارة و بالأخص كلوريد الصوديوم .
2) تأثير المواد المعيبة
ان استخدام مواد معيبة من مكونات الخرسانة يؤثر قطعا بالسلب على مقاومة التماسك بين هذه المكونات و خاصة حبيبات الركام الأمر الذي يؤدي الى تفتت الخرسانة السطحية بفعل الأمطار و الرياح .
3) تأثير المياه السريعة
ان المياه السريع و خاصة المحملة بالحبيبات تعمل على السطح العلوي للخرسانة و ذلك عن طريق تفتت و تأكل هذا السطح و بالأخص الخرسانة الضعيفة , و حدوث او عدم حدوث تدهور مؤثر بسطح الخرسانة المعرضة لمياه سريعة يعتمد على عدة عوامل منها:
♦ جودة الخرسانة – مقاومتها للضغط – و محتوى الأسمنت و مقاومة الركام للبري و الاحتكاك و التهشيم .
♦ سرعة تيار المياه – ان التيارات السريعة اكثر من (15% م/ ث) إذا صادفت عدم انتظام او أجزاء غاطسه في السطح الخرساني فسوف يتسبب عنها حدوث دوامات و هذه الدوامات تسبب تأكل مع تفتت سطح الخرسانة و حدوث فجوات به .
♦ نوعية و حجم الحبيبات المحملة بها المياه و معدل تغييرها ساعة بعد ساعة و يوم بعد يوم .
♦ خصائص تيار المياه من حيث كونه مستمرا او متقطعا .
5)التآكل السطحي للخرسانة:-
يعتبر التآكل او بري الخرسانة احدى صور تدهور الخرسانة و احد عيوبها و هو يحدث نتيجة للاسباب التالية :
1) الاحتكاك مع عجلات المركبات .
2) الرياح المحملة بالرمال او حركة الحبوب و المواد المندفعة في صوامع التخزين و المستودعات نتيجة للاحتكاك بين هزة المواد و الجدار عند التعبئة او التفريغ .
3) المياه السريعة و خاصة المحتوية على حبيبات .
4) الدخان المحتوي على رماد .
هذا و يجدر الإشارة الى ان التآكل السطحي او البري يتناسب مع مقاومة الضغط للخرسانة , فالخرسانة ذات المقاومة العالية تكون ذات مقاومة للبري عالية في صورة تأكل سطحي صغير نسبيا و هذا يتحقق بصفة خاصة باختيار ركام ذو مقاومة عالية للبري .
6)انتفاخ الخرسانة
ان انتفاخ الخرسانة مصحوبا بتقييد حركتها غالبا ما يؤدي الى سقوط الخرسانة و تدهور سطحها و تشريخها و ذلك
للاسباب الاتيه :
1) حدوث تجمد للمياه الموجودة في الفجوات و المسام الداخلية للخرسانة .
2) حدوث تفاعلات كيماوية تؤدي الى تكون مواد منتفخة .
3) حدوث صدأ لحديد التسليح .
4) حدوث انتفاش للطين و الطفلة الموجودة بالركام .
5) حدوث تمدد للخرسانة و زيادة حجمها نتيجة لامتصاص المياه