mera كبير مهندسين
عدد المساهمات : 665 تاريخ التسجيل : 28/11/2007 العمر : 36 الموقع : هناك رقم العضوية : 329 Upload Photos :
| موضوع: يوهان جراند الأحد 6 يوليو - 14:38 | |
| مقدمة
عاشت عائلة جراندر في جوشبرغ لأجيال متعاقبة, هانز جدُ يوهان الأب كان (ميكانيكي موهوب جدًا وسابق لأوانه) كان أول من امتلك تركتور في منطقة (Kitzbuhel). مرت فترات ركود اقتصادي قاسية جدًا, وخلال تلك الفترة كان يعمل يوهان 16 ساعة يوميًا وبأقل الأجور لإطعام أفراد أسرته المكونة من 7 أشخاص, كما كانت زوجته كاترينا تقوم بالغسيل وغيرها من الأعمال البسيطة للمزارعين المحليين بهدف زيادة كمية الغذاء على مائدة الطعام. وبالرغم من أن يوهان ولد سنة 1930 خلال القرن العشرين ( القرن الأكثر كآبة) لكن مازالت ذكريات طفولته عزيزة عليه, وكانت الأوقات صعبة جدًا رغم كل ذلك لم تشهد أو تعاني أسرته الجوع. خرج يوهان من المدرسة في سن 13 عامًا, ومنح ترخيص مؤقت لجرار من قبل النازية (وهي مجلس المنطقة) وأرسل للعمل في الحقول, فهذا التحول في الأحداث كان سببًا في منعه من إكمال التعليم الجامعي, ثم أخذت الحياة تتبدل في ألوانها, وتعددت وظائف يوهان حيث عمل كسائق شاحنة, ثم مدير لمحطة بنزين كما عمل ولفترة قصيرة في المقاطعة (كعضو مجلس). كان رجال الدولة في ذاك الوقت (مثل برونو كرايسكي) كثيري التردد على منزل جراند في جوشبرغ حيث أنهم وبالتأكيد يدخلون في مناقشات فلسفية طويلة الأمد.
كيف بدأت خلال السبعينات و في فصول الشتاء الباردة ,المرهقة بدنيًا, أصيب يوهان جراندر بالتهاب مفاصل مزمن, كان يتجنب العمليات الجراحية لكنه تذكر أداة التدليك التي كان قد اخترعها والده فبدأ باستخدامها على نفسه.هذه الأداة عبارة عن مدحلة شبيه بالدينمو, تولد نبضات كهربائية دقيقة خلال مرورها فوق الجلد, حيث تعمل على تحفيز الدورة الدموية في الجزء التي تمر فوقه من الجسم , وتدعى هذه الأداة " جهاز تحفيز التدليك الموضعي".ومنذ تلك الفترة وبالاعتماد على الإدارة الذاتية في العلاج تحسنت صحة يوهان جراندر بشكل كبير فلا ضرورة للجراحة بعد ذلك, كما أنه نجح في استخدمها لعلاج آلام الظهر التي كانت تعاني منها زوجته إنجي, وهذا دفع يوهان جراندر لبدء البحث عن سبل تحسين وتطوير اختراع والده وقد وجد سر التأثير في ذلك هو الاعتماد على نوع معين من الغناطيسات الطبيعية.سنوات عديدة من التجارب حقق يوهان جراندر خطوة إيجابية للأمام, وكان من خلال السؤال الذي درسه باهتمام شديد وهو كيف يمكن أن ينشئ طاقة طبيعية تكون آمنة تمامًا للبشر (حتى عند الاتصال المباشر بها)؟حيث يمكن استخدامها لإضاءة الأجهزة الكهربائية التقليدية.لقد حقق وأنجز يوهان هدفه الأساسي, فعلى مدى 10 سنوات, صنع يوهان 10 مولدات مغناطيسية مختلفة وذات تصاميم متنوعة, حيث تولد الطاقة في ترددات عالية دون أن تحدث أو تسبب أي خطر حتى عند لمس الأعمدة أو الأسلاك المكشوفة والغير معزولة.المولدات التي تم صنعها من مغناطيسات طبيعية تولد طاقة آمنة كليًا,إلا أن واقع البيروقراطية في تلك الأيام لم يكن منفتحًا لأفكار من هذا النوع من العلوم, فتعثرت وسائل تنفيذ الانتاج عندما رفض مكتب براءة الاختراع منحه براءة الاختراع, كما أنه قام بتقديم مخططات براءة الاختراع ولكنها رفضت بحجة أن المنتجات غير مسجلة.اكتشاف المياه أصيب يوهان بأول خيبة أمل عندما رفض طلبه بتسجيل براءة الاختراع الخاصة بمولدات الطاقة الآمنة, لكن خيبة الأمل كانت لفترة قصيرة, فسرعان ما رتب يوهان طريقُا جديدًا لاستثمار طموحاته وقدراته , فقد استمر في إجراء التجارب التي أثبت فيها أن تحول الطاقة يحدث تحت الماء وداخل الماء أيضًا, وبسبب ذلك طورت المياه خصائص معينة لديها.ويومًا بعد يوم, وبمتابعة تحقيقاته, أصبح أكثر اقتناعًا بأن رفض إعطائه براءة الاختراع كان سببًا قد حفزه على العمل بشكل مكثف على دراسة عناصر الماء, فبدأ بدراسة الماء و جعلها أقرب إليه من المولدات المغناطيسية التي طورها.وأصبح معظم ما اكتشفه مرتكزًا ومعتمدًا على الحدس و الملاحظات الطبيعية, ولكن هناك مساعدًا أساسيًا لا غنى عنه والذي يستحق الإشارة إليه كأول رائد في هذا الاكتشاف, فشكرًا لرئيس وسيد الغرائز (هرة جراندر), فقد كان تصرفها الغير عادي هو أول ما لفت انتباه يوهان إلى المياه الحية, لأنها تأبى أن تشرب أي نوع من أنواع المياه سوى مياه جراندر.اعترف يوهان أن الاختلاط بين مولداته المغناطيسية و الماء سمح بخلق شيء خاص وفريد ألا وهو مياه جراندر, لكنه لم يكن يعلم عن هذه المياه في ذلك الوقت, ووجد خلال التجارب التي أجراها أن الصفات والمعلومات التي يوصلها إلى الماء يمكن لها أيضًا أن تنتقل إلى مياه أخرى دون أي اتصال مباشر بينهما (كالخلط مثلاً), ومن هذا المبدأ نفذ وبنجاح وحدات جراندر لإعادة إحياء المياه, لكن كيفية إحياء المياه يبقى سرًا لم ولن يترك عائلة جراندر.كثيرًا من الناس بدؤوا بالتردد عليه لأخذ مياهه حيث كانت بداية بزجاجات ثم أصبحت بحاويات كبيرة, وشيئًا فشيئًا بدأ يدرك أهمية جمع معلومات و خلفيات عن النجاحات المتعلقة بالصحة والتي تحققت على النباتات و الحيوانات.دراسة الماء تحت المجهر أهم أداة في نظر يوهان جراندر لتعلم ودراسة عناصر الماء وطبيعتها هو المجهر, وأبحاثه احتوت على مئات من عينات المياه من شتى أطراف العالم (كنهر النيل, ونهر بو.....) وكثير من مصادر أخرى حيث عاينها تحت المجهر لاكتشاف مدى الاختلاف في تصرفات مياه الأرض المختلفة.ولو أن قطرة من مياهه الحية أضيفت إلى أي مياه ملوثة ميكروبيولوجيًا أو متضررة من أشياء أخرى, فإنها تبدأ بالتجدد من جديد وكما يقال تعود إليها الحياة. فالكائنات الحية الدقيقة المفيدة الموجودة بالماء تبدأ بتطويرو تجديد و تطهير الماء مرة أخرى, وكان هذا الاكتشاف هو الذي جعل يوهان يعتمد عبارة " إعادة إحياء المياه".يوهان جراندر والتطورات على مياهه الحية لكن مصطلح إعادة إحياء المياه أصبح كثيرًا ما يساء فهمه فللأسف أصبحت عبارة سيئة, ولكن من أين أتى هذا المصطلح؟! يوهان جراندر بنفسه أطلق على طريقته اسم "وايسربيليبرنغ" أو " إعادة إحياء المياه" بعدما اكتشف التغيرات في سلوك الكائنات الحية الدقيقة تحت المجهر بعد معالجتها بطريقته.أساس إعادة إحياء المياه لقد نجح يوهان جراندر في تحسين هيكلية جزيئات المياه وإنشاء هيكل جديد وسليم لبيئة الكائنات الحية الدقيقة التي من الضروري وجودها دائمًا في المياه الصحية, وللتعرف على شروط صحة المياه من الضروري العمل على تكبيرها بقوة عالية تحت المجهر ولتحقيق ذلك يجب أن يكون الهيكل الداخلي للمياه ثابت ليتيح بيئة مواتية لكل كائن حي دقيق ضروري ومفيد.ومن خلال طريقته لإعادة إحياء المياه, ولد يوهان الاستقرار والترتيب في الهيكل الداخلي للمياه وبذلك أوجد الظروف الصحية لبناء الجهاز المناعي الطبيعي في الماء, وبذلك عزز الازدهار الطبيعي في النباتات بالاستعانة بالكائنات الحية الدقيقة والمفيدة وبالطريقة ذاتها عمل على إعطاء الدعم الحيوي للبكتيريا المفيدة في جسم الإنسان.مصطلح إعادة إحياء المياه يستخدم اليوم لوصف الطرق المختلفة في معالجة المياه, لكن طريقة يوهان هي الوحيدة التي تستحق فعلاً هذا الاسم لأنها الوحيدة فعليًا التي تستطيع إحياء المياه وتغيرها بشكل دائم.شركة تكنولوجيا المياه الشركة التي تدير معمل التعبئة لزجاجات مياه جراندروتصنع وحدات إعادة إحياء المياه هي 100% ملك العائلة, وأول موقع لشركة عائلة جراندر كان في جوشبرغ, وأعلن بكل افتخار " عائلة جراندر دائما متضافرة ومتماسكة معًا" واليوم مياه جراندر معروفة في كثير من دول العالم.وليس الأمر بالسهل أن يتفرغ يوهان 20 عامًا عندما تخلى بشكل أو بآخر عن جميع الأعمال العادية و انسحب لينفرد بشكل شبه متوقع لتطوير أفكاره.فلسفة يوهان فلسقة يوهان تقول أن العالم وجميع ما فيه من مخلوقات ما هي إلا على سبيل إعارة لنا, ولا ينبغي لنا إساءة استخدامها, و في اعتقاده أن كل شخص على هذه الأرض بغض النظر عن رتبته ووضعه الاجتماعي, أُعطي هذا الوقت والزمن للتعلم, والتعليم فرصة يجب أن تنتهز.وكان يوهان يرفض دائمًا الارتباط والانتماء أو الوقوع تحت سيطرة جمعيات أو جماعات. وكان يقول "أنك يمكن أن تسمح لنفسك بأن تهتدي من أعلى لكن ليس ممن هو أسفلك وإلا قادك إلى طريق التيه".يعتبر صون حرية الفكر والاستقلال الروحي من أعظم الأمور, حيث تجد أفكاره مستنيرة, ذكية وحديثة وهو دائمًا على إطلاع لما يحدث في العالم ويكون غالبًا مستعدًا لتفسيرها.لم يعد يوهان قادرًا على تحمل الكثير من الزوار دون حماية عائلته وأصدقائه وقد وجد يوهان تهافت الاهتمام عليه من قبل العلماء من جميع أنحاء العالم كبيرًا جدًا خلال السنوات الماضية, وعندما سئل كيف تتعامل مع ذلك؟! أجاب بشكل علمي ومنطقي " المثير أن الأكاديميين لا ينظرون لما هو ضروري نظرًا لرؤيتهم للأمور من جانب واحد, والمسألة في الواقع سهلة جدًا, فالبعض منفتح الفكر والبعض الآخر منغلقًا, وأستطيع أن أقول ذلك على الرغم من أن هناك من لا يستوعب ما أقوله.الجوائز ووسائل الإعلام يوهان جراندر شخص هادئ, متواضع وفكاهي وبقي كما هو لم يتغير على الرغم من تزايد الاعتراف به والتكريم الذي حصل عليه, حيث حصل على جائزة ميدالية الشرف الفضية من أكاديمية العلوم الروسية في عام 2000 وبعد سنة تلقى وسام الشرف النمساوي من العلوم والفنون حيث قدم له من قبل الرئيس النمساوي, كما أنه تلقى مئات الآلاف من رسائل الشكر و الثناء ولم يكن يتوقع هذا في حياته.لم يكن يتواجد في البيت خلال تواجد وسائل الإعلام, لكنه كان يلاقي الكثير من الاهتمام, ومن الواضح أنه كان لا يريد أن يشارك ولو لمدة 5 دقائق في المعارض أو المقابلات المباشرة, بل كان يريد فقط أن يظهر في التقارير التي تسهم في توسيع نطاق نشر فكرة إحياء المياه لحماية البيئة والكائنات الحية.هذا الاعتقاد أدى إلى عمل تقرير عن الماء والصحة حيث تم بثها على تلفزيون بافاريه في خريف 2002 وتحدث أيضا عن أفكار يوهان ونجاحاته في إعادة إحياء الماء, بالإضافة إلى ذلك عمل النمساوي مانفرد كريس (صانع الوثائق) فلم بعنوان" أسرار المياه" لمحطة تلفزيون -3 سات-سافر مانفرد كريس من أميريكا إلى اليابان, روسيا ثم بريطانيا لتعقب وتفسير المجهول والظواهر في الماء علميًا, وأيضًا لمقابلة العلماء للإدلاء بآرائهم حول هذا الموضوع, حيث وجد مانفرد أن ليوهان جراندر دورً حاسمًا في تبسيط وفهم أسرار المياه. | |
|
عبير رمضان مراقب عام المنتديات
عدد المساهمات : 3897 تاريخ التسجيل : 09/04/2008 العمر : 56 الموقع : في قلب مصر رقم العضوية : 994 Upload Photos :
| |