في عام 1946 التقى بالصدفة اثنان من أشهر المحامين الانجليز في أحد قطارات لندن.. كان الأول يحمل دكتوراه في القانون ويدعى لانس وار والثاني يحمل شهادة في المحاماة والعلوم ويدعى رونالد بيرل. وكان كلاهما يتمتعان بذكاء حاد واطلاع واسع واهتمامات مشتركة فظلا يتناقشان لساعات في شتى القضايا.. وحين أوشك القطار على الوصول لوجهته قال الأول للثاني: من الجميل يا سيد رونالد أن يجد المرء من يساويه في الذكاء ويشاركه في نفس الاهتمامات. فرد عليه رونالد: وهل تعتقد أننا أذكياء بالفعل!؟ ابتسم لانس وقال بصوت خافت: اعتقد في سري اننا حالة نادرة من الذكاء والألمعية. هز رونالد رأسه موافقاً واقترح تشكيل جمعية تضم في عضويتها من يماثلهما من أذكى أذكياء انجلترا..
وفي الأيام التالية أعلنا عن تشكلت جمعية «منسا» التي لا تقبل في عضويتها غير أفراد
ثبت تمتعهم بذكاء خارق.. واليوم تنتشر فروع الجمعية في 80 بلداً حول العالم طبعا مصر مش فيهم
وتضم في عضويتها 100 ألف شخص من مختلف الثقافات العالمية.
? والانتساب للجمعية لا يتطلب غير الخضوع لامتحان خاص لتحديد الذكاء (يعرفاختصاراً بـ (IQ.. وبسبب اختلاف المقاييس التي تتبناها بلدان العالم قرر مركز الجمعية الرئيسي في لندن قبول «أفضل شخص» من كل 50 متقدماً يجتاز الامتحان «وهذا يعني اقتصار العضوية على 2? فقط من أي شعب».
.. ومن المعروف أن متوسط الذكاء العادي - والطبيعي - يتراوح بين 90 إلى 110 درجات «حسب تصنيف عالم النفس تيرمان». وهذا الهامش يندرج تحته معظم الناس ويشكل القطاع الأكبر في أي مجتمع. أما أقل من ذلك فيأتي «قليل الذكاء» بين 90 - 70 درجة؛ ثم المتخلف والمعتوه دون الـ 70 درجة..
أما أكثر من ذلك فيعد «ذكياً» من يحصل على هامش 110 - 120 درجة «وذكياً جداً» حين يحصل على هامش 120 – 140 درجة «وعبقرياً» إن حصل على أكثر من 140 درجة «وهي الدرجة المؤهلة للانضمام إلى منسا»..
? ورغم ان المنظمة - كما أشرنا سابقاً - تضم أعضاء من مختلف الثقافات والجنسيات «وبالتالي قد تختلف أهدافها من بلد لآخر» إلا أنها تقوم أساساً على فكرة التعارف بين أشخاص يتمتعون بنفس القدر من الذكاء والفهم والمستوى الفكري. وتملك فروع المنظمة المختلفة مواقع انترنت خاصة تزدحم بالنقاشات الحادة - كما تزدحم بطلبات الزواج على أمل إنجاب عباقرة.. أما كلمة منسا ذاتها (Mensa)فتعني باللغة اللاتينية الطاولة المستديرة - حيث يتساوى الأعضاء حولها دون تفريق على أساس المنصب أو الجنس والدين. ورغم أن أعضاء منسا يعيشون في حالة نقاش دائم - في أمور السياسة والاقتصاد والأديان والعلوم - إلا ان المنظمة نفسها لا تتخذ أي موقف سياسي أو ديني أو علمي.. أو حتى أخلاقي..
أما آخر الأخبار المهمة فهو انضمام طفل عربي يدعى علي طاهر إلى عضوية منسا في بريطانيا. فرغم أن عمره لم يتجاوز الثالثة بعد «وهو ما يجعله أصغر عضو في العالم» إلا انه يستطيع حل المسائل الرياضية بسرعة خارقة ويحفظ الأبجدية العربية والانجليزية - ويسردها بطريقة سريعة معكوسة. وحين تقدم والده بطلب انتسابه إلى جمعية منسا بلندن تم قياس ذكائه فحصل على 147 درجة مقارنة بعمره