رجالنا في الصعيد

رجالنا في الصعيد

سميتكَالصمود
يا لابساً عباءةَ القناوي
وملتحفا شمسَ سوهاج
ياساهرا بليل أسوان
ومهموما بيوم أسيوط
يا صاحب الثارات
للغرقانين
والمحروقين
ياجرحي القلوب

يا شجرَ الوردِ
الذييحترفُ الفداء
يا ثورةَ الأرضِ
التقت بثورةِ السماء
يا جسداً يطلعُ منترابهِ
ثوارا وأنبياء
سميّتُك الصمود
ياقمر الحُزن
الذي يطلعُ ليلاً
من عيونِ فاطمة
يا سفنَ الصيدِ
التي تحترفُالثار..
يا كتب الشعر
التي تحترف المقاومة..
يا ضفدع النهر

الذي
يقرأطولَ الليلِ
سورةَ الزلزلة
والقيامه
سميتكالصمود..
سميتك البخور
الذي يفوح في المساجد
سميتك الشمعَ

الذي يضاءُ في الكنائس
سميتك الحناء
في أصابعالعرائس
سميتك الشعرَ البطوليَ الذي
يحفظه الأطفالُ في المدارس
سميتكالأقلامَ والدفاترَ الوردية
سميتك الرصاصَ
في أزقةِ "الحلميه"
سميتك النشوروالقيامة
سميتك السيف الذي تحملهُ
في ريشها الحمامة
سميتك الصمود
سميتكالنوارس
البيضاء، والبيارق
سميتك الأطفالَ
يلعبونَ بالزنابق
سميتك الرجالَ
يسهرونَ حولَ النارِ
والبنادق
سميتك القصيدةَ الحمراء
سميتك البرقَ
الذيبنارهِ تشتعلُ الأشياء
سميتك المسدسَ
المخبوءَ في ضفائرِ النساء
سميتك الموتى
الذينَ بعد أن يشيَّعوا..
يأتون للعشاء
ويستريحون إلى فراشهم
ويطمئنون علىأطفالهم
وحين يأتي الفجرُ،
يرجعون للسماء
سيذكرُ التاريخُ
يوماًقريةً صغيرةً
بين قرى الصعيد،
اسمها "معركة"
قد دافعت بصدرها
عن شرف ِمصر
وعن كرامة ابناءها
وبناتها المنتهكه
وحولها قبائلٌ جبانةٌ
وأمةٌمفككه
سميتكالصمود..
سميتكَ الأجراسَ والأعياد
وضحكةَ الشمس
على مرايلِ الأولاد
ياأيها القديسُ،
والشاعرُ والشهيد
يا ايها المسكونُ بالجديد
يا طلقةَ الرصاص
فيجبينِ أهلِ الكهف
ويا نبيَّ العنف
ويا الذي أطلقنا من أسرنا
ويا الذيحررنا من خوف
لم يبقَ إلاأنت
تسيرُ فوق الشوكِ والزجاج
والإخوة الكرام
نائمون فوقَ البيضِ
كالدجاج
وفي زمانِ الحربِ،
يهربون كالدجاج
ويحاربون
-علي النت-
بالكلام

يا سيدي الصعيد
فيمدنِ الملحِ
التي يسكنها الطاعونُ والغبار
في مدنِ الموتِ
التي تخافُ أن تزورهاالأمطار
لم يبق إلا أنت..
تزرع في حياتنا النخيلَ،
والأعنابَوالأقمار
لم يبقَ إلا أنت..

إلاأنت..

إلا أنت
فافتح لنا بوابةَ النهار